تنتشر حالة من القلق بين أهالي قرية القبابات مركز أطفيح في محافظة الجيزة، بعد إصابة المئات من أهالي القرية، بأعراض مرضية متشابهة، من بينها ارتفاع درجة الحرارة والإعياء والقيء، حسب 4 مصادر من القرية تحدثت لـ المنصة، في وقت نفى المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار لـ المنصة وجود أي انتشار وبائي أو مرض غريب في القرية.
وأكد المصادر الأربعة، وهم عمدة القرية محمد البطا، وممرض يدعى أحمد زكي، ومدير مدرسة أحمد صبري يونس الابتدائية، خالد علم الدين، وأحد المصابين ويدعى جمال أحمد، أن المرض لا يخلو منه منزل في القرية، وأن بعض المصابين يحتاجون إلى تعليق محاليل لعدة أيام.
يأتي ذلك عقب أسابيع من انتشار حالة قلق مشابهة في أسوان، وسط تخوفات من انتشار فيروس الكوليرا، عقب رصد أعراض مرضية بين عدد من المترددين على المستشفيات، قبل أن تكشف وزارة الصحة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أن الحالات المرضية تعاني من فيروس الإي كولاي، وتطمئن الأهالي بأنه تم السيطرة على الفيروس.
في المقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار، في تصريح إلى المنصة، "أي انتشار وبائي لأي أمراض غامضة (في القرية) ومفيش حالات راحت المستشفى".
ويبرر الأهالي عدم التوجه إلى المستشفيات الحكومية ببعد مسافتها عن القرية، يقول عمدة القرية محمد البطا "عندنا أكتر من 2000 واحد تعبان"، مشيرًا إلى أن "مفيش حد بيروح للمستشفيات العامة، كلهم في العيادات الخاصة، إحنا بينا وبين مستشفى أطفيح حوالي 15 كيلو، وبالنسبة لمستشفى الصف حوالي 20 كيلو".
وأضاف "إحنا بنمشي في الشارع نلاقي الناس (المرضى) قاعدين قدام العيادات"، مشيرًا إلى أن فريقًا من وزارة الصحة أخذ عينات من مياه القرية، وجاءت نتائج الفحص سلبية، على حد وصفه.
ويشير الممرض أحمد زكي، وهو يعمل خارج القرية في منطقة بدر، إلى أن الأعراض منتشرة في القرية منذ 10 أيام، وقال إنه أصيب بالمرض، إذ ارتفعت درجة حرارته لأكثر من 40 درجة، وكشف في المستشفى الذي يعمل به، وقال له الطبيب إنه "مصاب بميكروب في المعدة".
وأضاف زكي "عندنا في القرية واحد بيعيا وواحد بيخف"، موضحًا "مش عارفين المشكلة دي من الميه ولا الأكل ولا إيه"، لكنه استبعد أن تكون المياه السبب "أنا عندي 3 فلاتر وفي ناس بتشتري مايه معدنية ومصابة بالمرض"، مشيرًا إلى أن الكثير من أهالي القرية يلجأون له بصفته ممرضًا ويطالبونه بتعليق محاليل لهم "وكله نفس العلاج".
وأعرب عن استيائه من "صمت وزارة الصحة"، قائلًا "بعتوا قافلة طبية وصرفوا للناس علاج للمغص". وكان زكي، حذر عبر بوست على فيسبوك، من انتشار مرض في قريته قبل عدة أيام.
القلق نفسه ينتاب مدير مدرسة أحمد صبري يونس الابتدائية بقرية القبابات، خالد علم الدين، وقال لـ المنصة إن مرضًا لا يعرفون ما هو ينتشر في القرية، ويؤثر على الحضور وسير العملية التعليمية في المدرسة.
وأضاف علم الدين لـ المنصة أن المرض لا يقتصر على طلاب مدرسته فقط، بل يمتد إلى جميع المدارس في القبابات والقرى المجاورة مثل كفر راسين.
وقال علم الدين إن الوضع في المدرسة يزداد سوءًا، حيث يلاحظ تغيب ما يقارب ثلث الطلاب بشكل يومي، بالإضافة إلى غياب بعض المدرسين بسبب المرض. وأكد أن المعلمين الذين يغيبون يعانون نفس الأعراض، ويمكثون لفترات تصل إلى عشرة أيام للعلاج والتعافي ويعلقون محاليل.
وأشار مدير المدرسة إلى أنه تواصل مع الإدارة التعليمية ومديرية التربية والتعليم بالجيزة مطالبًا بتعليق الدراسة لفترة مؤقتة لحين السيطرة على الوضع الصحي، إلا أن طلبه معلق لعرضه على وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة أشرف سلومة للبت فيه.
فيما قال جمال أحمد، أحد سكان قرية القبابات، الذي تحدث إلى المنصة هاتفيًا فيما يبدو على صوته الإعياء الشديد، إنه وابنته البالغة من العمر 8 سنوات يعانيان من أعراض مشابهة في ارتفاع درجة الحرارة والإعياء، وأنه اضطر لتركيب محاليل طبية.
وأفاد جمال بأن الأطباء قالوا له إنه مصاب بفيروس منتشر لكنهم لم يتمكنوا من تحديد طبيعته.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إن ما يعاني منه أهالي القرية هو أعراض تنفسية تحدث في مثل هذا الوقت من العام.