نفى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار تكدس مستشفيات أسوان بالمرضى بسبب النزلات المعوية، كما كشف عن طبيعة المرض الذي انتشر خلال الأيام الماضية في جنوب مصر، معلنًا عن حجز 168 حالة "خرج 59 حالة، وتوفي 5، و78 يتماثلون للشفاء، و36 حالة لا يزالون في العناية المركزة لأنهم يعانون من أمراض مزمنة".
وقال عبد الغفار، في مؤتمر صحفي من أسوان، اليوم، إن عدوى البكتيريا الإشريكية القولونية "الإي كولاي/E. coli" هي سبب الأزمة الصحية في أسوان، مضيفًا "أجرينا تحليلات لأكثر من 500 منزل لمعرفة سبب المرض، واكتشفنا أنها البكتريا الإشريكية"، موضحًا أنها تظهر نتيجة تناول الأطعمة والمياه الملوثة.
وأوضح أن ما يتردد على السوشيال ميديا "والجهات المغرضة لا أساس له من الصحة"، مؤكدًا أن فترة حضانة البكتريا 4 أيام "وخلال أسبوع من النهار ده هتكون الأمور استقرت تمامًا".
وسادت حالة من الذعر في أسوان خلال الأيام الماضية، مع انتشار أعراض مرضية بين المواطنين، وانتشرت بوستات استغاثة على السوشيال ميديا، تتحدث عن "وباء الكوليرا"، وتعزو السبب إلى المياه الملوثة.
وقال عبد الغفار، في المؤتمر، إن أول ظهور لحالات النزلات المعوية كانت في 16 سبتمبر/أيلول الحالي، وكانت عبارة عن نزلات معوية "مغص وقيء وإسهال وارتفاع في درجات الحرارة"، موضحًا أن إجمالي الحالات التي وصلت إلى المستشفيات 480 حالة.
وأضاف أن أجهزة رصد وزارة الصحة من خلال مديرية الصحة بأسوان هي من اكتشفت روابط الإصابات بعد 3 أيام، بعد علمها بوجود 8 حالات مصابة بنزلات معوية في مستشفى دراو، و22 حالة من منطقة أبو الريش.
"متوسط الحالات المترددة على المستشفيات تقدر بـ19 حالة يوميًا في المحافظة، ودي معدلات عادية جدًا، وحاجة متعودين عليها مش جديدة"، حسبما قال عبد الغفار، مردفًا "مفيش حالات بتيجي تحتاج لحجز إلا اللي عندها تاريخ مرضي أو تعاني من أمراض مزمنة".
وتابع "سبب الأزمة من بدايتها كان في عدم دراية الأهالي بالمرض، لكن مع ارتفاع نسبة الوعي لدى المواطنين قلت أعداد المترددين على المستشفيات لحد كبير"، موضحًا "في خلال أسبوع من النهارده هتكون الأمور استقرت تمامًا".
متى تسبب "الإي كولاي" الوفاة؟
من جهتها، قالت استشاري الجهاز الهضمي والمناظير الدكتورة هدى عبد العزيز لـ المنصة إن البكتيريا التي أعلن عنها الوزير "بكتيريا الإي كولاي" موجودة في أي مياه وطعام ملوثين، وتوجد أنواع منها في كل البشر متعايشين معها، موضحة أنه عند تحور تلك البكتيريا تتسبب في ألم ومغص شديدين، وإسهال وقيء "وبعض الحالات يكون الإسهال لديها مدمم (وجود دم في البراز أثناء فترة الإسهال)".
وأضافت عبد العزيز أن تلك البكتيريا تتسبب في وفاة المصابين بها حال فقدان أجسامهم الكثير من السوائل، بسبب القيء والإسهال الشديدين، فيصاب المريض بالجفاف أو الفشل الكلوي.
وأوضحت عبد العزيز أن العلاج يكمن في تعويض الجسم للسوائل التي فقدها، وبعض الحالات تحتاج لمضاد حيوي للقضاء على البكتيريا، مؤكدة "الجسم في مرحلة العلاج خلال 3 أيام يتخلص من البكتيريا ثم يبدأ في تعويض السوائل".
وخلال المؤتمر الصحفي، قال وزير الإسكان شريف الشربيني إن الوزارة تخدم محافظة أسوان بـ108 محطات مياه، منها 5 رئيسية و103 فرعية، مشيرًا إلى إنتاج 385 ألف متر مكعب مياه في اليوم.
وأوضح "على مستوى الجمهورية كلها يتم أخذ عينات يوميًا من محطات المياه، سواء المآخذ أو الروافع أو محطات التنقية، كما يجري أخذ العينات من المياه الداخلة المحطة ومن المنتج النهائي أيضًا، أي المخرج بعد التنقية".
من جهته، أكد محافظ أسوان إسماعيل كمال أن المحافظة تستعد للموسم السياحي الشتوي دون أزمات، مشددًا على أنه لم يتم إلغاء حجز أي فوج من الأفواج المتعاقدة لمدة شهرين مقبلين.
وتابع "كل ما يتناوله البعض من المغرضين على السوشيال ميديا لا أساس له من الصحة وأنه تناول بنفسه المياه والشاي في قرية أبو الريش التي بها جزء من الحالات المصابة ولم يحدث له أي شيء".
وكان محافظ أسوان أوضح، أمس، في بيان رسمي، أن عينات المياه خضعت لـ7 جهات رقابية على مستوى الجمهورية، وثبت أنها سليمة 100%.