فصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، مدينة غزة عن شمال القطاع بالسواتر الرملية تعزيزًا لعملية الحصار الخانق الذي يفرضه على مخيم جباليا لليوم التاسع على التوالي، فيما قتل الاحتلال 8 مواطنين من عائلة واحدة "الأب والأم و6 أبناء"، وأصاب 5 آخرين في غارات شنها بالطائرات على مخيم النصيرات.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان نُشر عبر حسابه على واتساب، أن "جيش الاحتلال يمارس الإبادة الجماعية في مخيم جباليا ومحافظة شمال القطاع، وذلك بمنعه طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال 75 قتيلًا من أصل 285 قتلهم الاحتلال خلال فترة حصاره للمخيم".
وأشار البيان إلى أن "جيش الاحتلال يرتكب مجازر ضد الإنسانية من خلال ممارسته القتل المتعمد وقصف المنازل المأهولة بالسكان والأطفال والنساء ومراكز إيواء النازحين"، مضيفًا "يعمل جيش الاحتلال على القضاء بشكل كامل على المنظومة الصحية من خلال إخراج جميع مستشفيات الشمال عن الخدمة وإطلاق النار عليها بشكل مباشر".
وأغلق جيش الاحتلال الشوارع الرئيسية بالسواتر الرملية بعد ساعات من مطالبته السكان في عدة مناطق شمال القطاع بالإخلاء الفوري نحو الجنوب، إلا أن المنطقة لم تشهد حركة نزوح كبيرة، حسب ما أفاد شاهدا عيان لـ المنصة.
وقال شاهد عيان من داخل مخيم جباليا لـ المنصة، إن الجيش لا يزال يحاصر المخيم من كافة الاتجاهات ويمنع دخول المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية وحليب الأطفال، مضيفًا "المياه الصالحة للشرب شحيحة ونعمل على تقاسمها بين الأهالي المحاصرين".
ونسف الاحتلال عشرات المنازل في مخيم جباليا باستخدام روبوتات متفجرة، مخلفًا عشرات القتلى والجرحى، كما نسف مربعات سكنية، لدرجة وصلت أصوات الانفجارات إلى مدينة غزة.
وتعرضت أحياء الشجاعية والتفاح والشعف شرق مدينة غزة، مساء أمس، إلى إطلاق نار كثيف من آليات جيش الاحتلال المتمركزة شرق المدينة، وأشار شاهدا عيان إلى وصول إطلاق النار لمنازل عائلاتهم، والمنازل المجاورة لهم في تلك الأحياء.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلًا بحي المشاهرّة شرق غزة والمجاور لمدرسة مسقط التي تستخدم مركز إيواء للنازحين، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 5 آخرين وصلوا إلى مستشفى المعمداني وسط المدينة.
وفي وسط القطاع، قتل الاحتلال 8 مواطنين من عائلة واحدة "الأب والأم و6 أبناء" وأصاب 5 آخرين من بينهم حالات وُصفت بالحرجة، نتيجة استهداف منزل بمخيم النصيرات نزحت إليه العائلة منذ 5 أشهر بعدما اضطرت لترك منزلها بمخيم يبنا جنوب مدينة رفح التي تتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية منذ مايو/أيار الماضي.
ووصل مستشفى العودة بالنصيرات 4 مصابين من مناطق متفرقة شمال غرب المخيم، وقال مصدر طبي بالمستشفى لـ المنصة إن واحدًا من الإصابات تعرض لطلق ناري في الرأس وحالته خطيرة.
وأكد شاهد عيان لـ المنصة أن مسيرات الكوادكابتر أطلقت النيران في محيط مستشفى العودة بالنصيرات بشكل كثيف، وأصابت بعض الطلقات مبنى المستشفى دون خسائر بشرية.
وقصفت طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في الشارع الرئيسي بمخيم المغازي وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 3 آخرين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
في جانب آخر، رصدت المنصة إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية مقذوفين صاروخيين على الأقل من مناطق جنوب شرق مدينة دير البلح وسط القطاع باتجاه موقع كسوفيم الإسرائيلي، إذ حاولت القبة الحديدية اعتراض القذائف الصاروخية في سماء وسط القطاع.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية مستمرة لليوم السابع بعد السنة الأولى، راح ضحيتها حتى أمس 42,175 شخصًا أغلبهم من الأطفال والنساء، و98,336 مصابًا.