المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مستشفى الشفاء، نوفمبر 2023

إسرائيل تحاصر مستشفى كمال عدوان شمال غزة تمهيدًا لاقتحامه

سالم الريس
منشور الأربعاء 9 أكتوبر 2024

حاصرت آليات وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد توغله داخل المخيم في اليوم الخامس للعملية البرية التي ينفذها، وقتل وأصاب خلالها عشرات المدنيين بعدما قصف عشرات المنازل واستهدف المواطنين في الطرقات.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة الدكتور حسام أبو صفية، لـ المنصة، إن جيش الاحتلال أمهل إدارة المستشفى والطواقم الطبية للإخلاء حتى صباح الأربعاء، مشيرًا إلى أنّ عشرات المرضى والجرحى يخضعون للعلاج داخل المستشفى وأنّ هناك مرضى داخل العناية المركزة وأطفالًا في الحضانات ومن الصعب إجلاؤهم في ظل الحصار الذي يفرضه الجيش تحت تهديد السلاح.

وقال وزارة الصحة بغزة إنّ الاحتلال أطلق النار على مكتب إدارة المستشفى، موضحة أنّه معرض للتوقف عن العمل بسبب نفاد الوقود ومنع دخوله من قبل قوات الجيش التي تحاصره.

وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أنّ الاحتلال بالإضافة إلى مستشفى كمال عدوان طالب المستشفى الأندونيسي ومستشفى العودة شمال القطاع بإجلاء المرضى  والكوادر الصحية، مهددًا  بمواجهتهم المصير ذاته الذي فرضه على مستشفى الشفاء بمدينة غزة قبل عدة أشهر، حيث قتل ودمر واعتقل من كان داخل المستشفى وأجبر أعدادًا كبيرة منهم على النزوح جنوب القطاع.

وفي الإطار، حاولت سيارة إسعاف في مستشفى كمال عدوان نقل حالة مرضية في العناية المركزة من المستشفى، وخلال مرورها من بوابة المستشفى وبعد إجراء التنسيق اللازم لذلك عن طريق مؤسسات دولية، أوقف الجيش مركبة الإسعاف واعتقل أحد المسعفين المرافقين للحالة، حسب ما قالت الوزارة في بيانها.

وأفاد مصدر طبي في مستشفى كمال عدوان، لـ المنصة، بأنه تمكن طواقم الإسعاف من نقل الأطفال الخدّج وحديثي الولادة من المستشفى إلى مستشفى أصدقاء المريض غرب مدينة غزة.

وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من عمليات القصف المدفعي بالطائرات الحربية على مختلف مناطق مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع، فجر الأربعاء، مستهدفًا عددًا من المنازل والمواطنين والمخابز والطرقات في مناطق متفرقة، إلى جانب تكثيف القصف في محيط مستشفى كمال عدوان الذي يتعرض للحصار.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إنّ الجيش لا يزال يفرض حصاره على شمال القطاع و "يطلق النار على كل من يتحرك ويتنقل من خلال الشوارع العامة أو الفرعية في محاولة لتهجير عشرات الآلاف من المواطنين المحاصرين ببيوتهم وفي مراكز الإيواء".

وقال شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة إنّ قوات الجيش تعمل على نسف مربعات سكنية كاملة في مناطق التوام والصفطاوي، شمال مدينة غزة، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين في الشوارع والطرقات دون تمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال جثامينهم.

وحول عمل طواقم الدفاع المدني وما يجري شمال القطاع، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ المنصة، إنّ الأوضاع تزداد خطورة بسبب فرض الاحتلال حصاره على شمال القطاع، إذ يمنع دخول إمدادات المياه والطعام والدواء، إلى جانب "ارتكابه المجازر بحق المدنيين التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ولا تزال جثامين الشهداء في الشوارع يصعب الوصول إليها بفعل استهداف الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني".

وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال يعمل على تهجير سكان شمال القطاع والبالغ تعدادهم أكثر من 200 ألف نسمة، ويجبر المدنيين على النزوح القسري وإخلاء منازلهم وأماكن سكناهم، مناشدًا المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة "الإبادة الجماعية" بحق السكان في شمال القطاع، والعمل على تمكين الطواقم الطبية والدفاع المدني من القيام بعملها والسماح بإدخال مقومات الحياة الأساسية.

وقصفت طائرات الاحتلال، فجر الأربعاء، شقة في بناية سكنية غرب حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 9 من عائلة فرحات. وقال مصدر صحفي لـ المنصة إنّ جميع أفراد العائلة قتلوا في قصف شقتهم السكنية، وشُطبت العائلة بأكملها من السجل المدني.

وأشار المصدر الصحفي إلى أن استهداف العائلة جاء بالتزامن مع إطلاق جيش الاحتلال عشرات القذائف المدفعية على حي الزيتون جنوب شرق غزة دون أن يصل ضحايا ومصابون إلى مستشفى المعمداني جراء عمليات القصف التي طالت منازل وأراضي زراعية.

وطالب الجيش، مساء الثلاثاء، النازحين في مدرسة صلاح الدين الحكومية غرب غزة، بالإخلاء الفوري تمهيدًا لعملية قصف المدرسة، وخلال نزوح العائلات، أغارت طائرة حربية على غرفة إدراة مركز الإيواء داخل المدرسة، ما أدى إلى إصابة طفل بشظايا نتيجة القصف، حسب ما أفاد شاهد عيان لـ المنصة.

وفي وسط القطاع، قُتل طفلان وشاب فيما أصيب ثلاثة أفراد آخرون من نفس العائلة، فجر الأربعاء، وذلك نتيجة قصف طائرة حربية لمنزلهم بمخيم النصيرات دون سابق إنذار، وقال أحد أفراد العائلة لـ المنصة، إنهم كانوا نيامًا لحظة انفجار المنزل وانتشار الشظايا والغبار.

وقصف جيش الاحتلال، فجر الأربعاء، خيمة تؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات، وأفاد مصدر طبي بمستشفى العودة لـ المنصة بأنّ شابًا من العائلة وصل جثة هامدة و3 جرحى إصابتهم خطيرة وصلوا المستشفى لتلقي العلاج.

وقتل جيش الاحتلال 4 آخرين من عائلة واحدة بينهم طفل رضيع، وهم نازحون من شمال القطاع إلى مخيم البريج،  وذلك بعد استهداف المنزل الذي نزحوا إليه بصاروخ من طائرة حربية مساء الثلاثاء.

ونقلت طواقم الإسعاف عددًا من الجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى، حيث أفاد مصدر طبي المنصة بأنّ بعض الإصابات تعرضت لبتر في أحد الأطراف ما اضطر الطواقم الطبية لإدخالهم لإجراء عمليات عاجلة.

وفي سياق آخر، أطلق صحفيو قطاع غزة، مساء الثلاثاء، هاشتاج #علي_لازم_يتعالج على السوشيال ميديا للمطالبة بضرورة العمل على إخراج المصور الصحفي علي العطار للعلاج بالخارج إثر إصابته بشظية استقرت في الدماغ فجر الاثنين الماضي، حيث كان داخل خيمته في مستشفى شهداء الأقصى لحظة قصف جيش الاحتلال كونتينر الشرطة التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس بغزة.

وعلى أثر إصابته في الدماغ، اضطرت الطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى لنقل الصحفي إلى مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس لتلقي العلاج، إلا أنه بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة خارج القطاع بسبب عدم قدرة الطواقم الطبية على إجراء تلك العمليات بسبب شح الإمكانات والأدوات الطبية اللازمة.

ويحاول الصحفيون الضغط على المؤسسات الدولية ذات العلاقة للعمل على الإسراع بنقل الصحفي الشاب لتلقي العلاج في الخارج.