شهدت سوق الدواجن ارتفاعًا في الأسعار خلال الأيام العشرة الأخيرة بمقدار 15 جنيهًا للكيلوجرام، رغم وفرة مستلزمات الأعلاف من الذرة وفول الصويا، حتى وصل سعر كيلو الدواجن البيضاء للمستهلك قرابة المائة جنيه، وسط توقعات بمزيدٍ من الارتفاع ما لم تتدخل الحكومة بقرارات حاسمة لمنع سياسة الاحتكار.
وحققت واردات مصر من فول الصويا خلال التسعة شهور الماضية زيادة 78% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت واردات الذرة بنسبة 30%، حسب وثيقة حكومية اطلعت عليها المنصة.
ومطلع أبريل/نيسان الماضي، لم تستجب الأسعار لمبادرة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن بشأن خفض الأسعار بنسبة تتراوح من 10 إلى 15%، حيث تراجعت الأسعار بالسوق المحلية، لكن دون الوصول للسعر المعلن من الاتحاد العام للمنتجين، وظل كيلو الدواجن البيضاء فوق مستوى الـ98 جنيهًا.
وكشفت الوثيقة استيراد مصر نحو 6 ملايين طن من محصول الذرة الصفراء خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضيين، مقابل 4.6 مليون طن خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 30%، بينما استوردت نحو 2.5 مليون طن فول صويا مقابل 1.4 مليون طن فقط خلال الفترة المقارنة نفسها بنسبة قدرها 78%.
ووصف نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، ثروت الزيني، زيادة الأسعار رغم وفرة الأعلاف بقوله "الحال اتقلب"، مضيفًا "في الوقت الذي استطاعت فيه الحكومة الإفراج عن كميات كبيرة من الأعلاف؛ واجهت نقصًا كبيرًا في توفير الجدود والأمهات للدواجن، المسؤولين عن توفير الكتكوت والبيض.
وأوضح الزيني لـ المنصة أن مصر تستورد جدود دواجن سنويًا بمتوسط 390 ألف جدة، لإنتاج 14 مليون أمهات، ينتج عنها 1.4 مليار كتكوت، لافتًا إلى أن حجم استيراد الجدود تراجع العام الماضي نتيجة أزمة الدولار إلى 220 ألف جدة، بانخفاض حوالي 40%، وهو ما أحدث عجزًا العام الحالي.
وأشار نائب رئيس اتحاد الدواجن إلى أن العام الحالي متوقع دخول 390 ألف جدود دواجن، لكنها ستؤدي للاستقرار في سوق الدواجن خلال عامي 2025، و2026، حيث إن دورات إنتاج جدود الدواجن تصل إلى 8 أشهر.
ونوّه بأن أزمة نقص استيراد الجدود والأمهات العام الماضي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار البيض العام الحالي، إذ قفز سعر طبق البيض إلى نحو 200 جنيه في الوقت الحالي.
من جهته، أكد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية عبد العزيز السيد، أن أسعار الدواجن ارتفعت بنحو 15 جنيهًا للكيلو خلال 10 أيام، لتصل 97 جنيهًا للكيلو للمستهلك، مرجعًا ذلك إلى ارتفاع سعر الكتكوت إلى 55 و56 جنيهًا للواحد، بزيادة تتجاوز 100% خلال شهر ونصف الشهر.
وتوقع السيد، خلال حديثه لـ المنصة، مزيدًا من الارتفاع في الأسعار خلال الفترة المقبلة، ما لم تتدخل الحكومة بوضع ضوابط وآليات تحكم السوق وتمنع احتكار بعض التجار وتفرض السيطرة على السوق، خاصة مع دخول فصل الشتاء وزيادة التكلفة مع الحاجة إلى مزيد من تدفئة الطيور.
والشهر الماضي، شهدت أسعار الكتاكيت قفزةً كبيرةً، بسبب نقص المعروض بالأسواق، ليصل سعر الكتكوت الواحد إلى 42 جنيهًا، مقابل 26 جنيهًا بداية الشهر الجاري، قبل أن يقفز مجددًا الأيام الماضية إلى 52 جنيهًا.
وسبتمبر الماضي، اتفقت وزارتا الزراعة والتموين مع منتجي البيض على طرح الطبق بسعر 150 جنيهًا في المجمعات الاستهلاكية ومنافذ وزارة الزراعة، غير أن تلك المبادرة لم تؤت ثمارها لتطالب جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، في بيان، بمقاطعة المنتج لما وصفته بـ"الزيادات الانتقامية وغير العادلة".