تصوير سالم الريس لـ المنصة
آثار الدمار وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنازل مأهولة بالسكان بمنطقة معن وحي المنارة بخانيونس، 2 أكتوبر 2024

بعد قتله أكثر من 60 شخصًا في ساعات.. الاحتلال ينسحب من خانيونس

سالم الريس
منشور الأربعاء 2 أكتوبر 2024

انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، من مختلف مناطق شرق وجنوب شرق مدينة خانيونس، مخلفًا دمارًا واسعًا، فضلًا عن مقتل أكثر من 60 مدنيًا، بينهم عائلات بأكملها لا تزال تحت الأنقاض، وإصابة أكثر من 80 آخرين، وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج.

كانت دبابات الاحتلال توغلت، فجر اليوم، في خانيونس بشكل مفاجئ، في عملية استمرت لساعات تحت غطاء كثيف من صواريخ الطائرات الحربية على منازل المواطنين.

ودمر جيش الاحتلال 5 منازل بشكل كامل فوق رؤوس ساكنيها خلال توغل بري، فجر اليوم، في مناطق معن وأحياء المنارة والسلام والفخاري بخانيونس امتد لعدة ساعات، حيث قصف منزلًا مكون من 4 طوابق لعائلة واحدة كان يتواجد داخله 19 فردًا، انتشل الدفاع المدني 8 جثامين منهم.

وقال أحد أقارب العائلة لـ المنصة إن سكان المنزل كانوا نيامًا قبل الاقتحام المفاجئ، وتابع "في 11 من أفراد العائلة تحت الأنقاض لسه مش عارفين كيف بدنا نرفع الركام ونطلعهم".

وقصف جيش الاحتلال منازل أخرى في ذات المكان وبالقرب من موقع الخيل التابع لفصائل المقاومة الفلسطينية، ما أحدث دمارًا واسعًا في المنطقة وخلف 20 ضحية من المفقودين تحت الأنقاض.

وتمكنت طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى منزل عائلة الزرد ونقل المصور الصحفي أحمد الزرد ووالدته وشقيقته إلى المستشفى لتلقي العلاج نتيجة إصابتهم بجروح بعد استهداف منزلهم بقذيفة مدفعية خلال الاقتحام البري لجيش الاحتلال، كما انتشلت الطواقم جثامين 4 من أفراد عائلته إلى مستشفى غزة الأوروبي، وهم أيضًا من 32 ضحية تمكنت طواقم الدفاع المدني والإسعاف من انتشالهم حتى اللحظة، حسبما قال مصدر طبي لـ المنصة.

وانسحبت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، من حي الفخاري جنوب شرق خانيونس، وذلك بعد توغل بري دام 7 أيام متواصلة. حيث دمرت وجرفت عددًا من المنازل والأراضي الزراعية والبنى التحتية في المنطقة.

وقال مزارع لـ المنصة يمتلك عدة دونمات زراعية في المنطقة بعد تمكنه من الوصول لأرضه الزراعية عقب الانسحاب "ولا شجرة ولا زرعة صغيرة أو كبيرة سابوها بمكانها، حرثولي الأرض باللي عليها، ودمروا حمامات الزراعة وبير المياه وأدوات بنستخدمها في الزراعة وطاقة شمسية لتشغيل غاطس المياه".

وانتشلت طواقم الإسعاف، اليوم، 3 جثامين لشبان كان قد استهدفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء، على مدخل مخيم النصيرات الغربي، حيث حاول عدد من النازحين العودة إلى منازلهم شمال القطاع بالتزامن مع القصف الإيراني للأراضي المحتلة.

لكن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة وأطلقت عشرات القذائف المدفعية لمنع النازحين من التقدم باتجاه حاجز نتساريم الغربي ما أسفر عن مقتل وإصابة مواطنين.

وارتفع عدد الضحايا باستهداف طائرات الاحتلال الحربية، مدرسة مسقط، التي تستخدم مركز إيواء للنازحين بحس التفاح شرق مدينة غزة، حيث قتل 17 غالبيتهم من الأطفال نتيجة القصف المباشر على مبنى المدرسة فجر الأربعاء، وذلك حسب ما أكد مصدر طبي بمستشفى المعمداني لـ المنصة.

وفي سياق آخر، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن معتقلين اثنين هما أيوب العاصي وعمر صرصور من سكان مدينة دير البلح بعد اعتقالهما لعدة أشهر خلال الحرب المستمرة على سكان قطاع غزة، ووصل المعتقلين إلى مستشفى شهداء الأقصى عن طريق معبر كيسوفيم شرق مدينة دير البلح.

وبدا المعتقلين في حالة من الإنهاك وظهرت علامات التعرض لتعذيب وسوء تغذية خلال فترة الاعتقال، وخضعا إلى فحوصات طبية قبل أن يصل أقاربهم ليعود ويلتم شملهم مع عائلاتهم.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 362، منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية مستمرة للشهر الثاني عشر، راح ضحيتها حتى أمس، 41689 شخصًا أغلبهم من الأطفال والنساء، و96625 مصابًا.