رغم تقدم اليسار في الانتخابات.. فرنسا تُشكل حكومة يمينية وسط اعتراضات

أعلن الأمين العام لقصر الإليزيه أليكسي كولر، مساء أمس، عن تشكيل الحكومة الجديدة بزعامة ميشال بارنييه، الذي سماه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيسًا للوزراء. واتسم التشكيل بطابع يميني، ما أثار اعتراضات من اليسار.

وكان اليسار متمثلًا في تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، قد أحرز تقدمًا في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في يوليو/تموز الماضي، لكنه لم يحقق الأغلبية التي تمكنه من تأسيس الحكومة.

وجاءت الحكومة بعد 15 يومًا من مباحثات مضنية قادها بارنييه، الذي كُلّف بعد مخاض سياسي عسير، حسب موقع فرانس 24، الذي أشار إلى أن التوجّه اليميني بدا طاغيًا في الحكومة، والممثل الوحيد لليسار فيها هو وزير العدل ديدييه ميجو، وهو اشتراكي سابق مغمور كان منسحبًا من الحياة السياسية.

وحسب فرانس 24 فإن تشكيل الحكومة جاء "بعد أسابيع من الترقب والانتظار وفي أجواء من الفوضى السياسية التي سادت الساحة الفرنسية، وبعدما تولّت حكومة مستقيلة لمدة أسابيع تصريف الأعمال".

 وسيتعين على حكومة بارنييه أن تنال الثقة في الجمعية المنبثقة عن الانتخابات التشريعية المبكرة، والمنقسمة إلى ثلاث تكتلات كبرى لا يمكن التوفيق بينها؛ اليسار الذي حل في المرتبة الأولى في الانتخابات وغير الممثل في الحكومة، ويمين الوسط (معسكر ماكرون)، واليمين المتطرف. وستعقد الحكومة أول اجتماعاتها عصر الاثنين، حسب الموقع ذاته.

في غضون ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص من أحزاب يسارية السبت في شوارع باريس للتنديد بـ"حكومة ماكرون-بارنييه"، بدعوة من حزب الخضر وحزب فرنسا الأبية وجمعيات ومنظمات طلابية وبيئية ونسوية، وفق موقع الجزيرة.

وأُعلن عن نحو 60 تجمعًا في كل أنحاء فرنسا، حسب حزب "فرنسا الأبية". وقالت رئيسة كتلة الحزب في الجمعية الوطنية ماتيلد بانو "إنها مسألة كرامة شعب بأكمله، بعد انتخابات أنكرها وسرقها الرئيس".