استعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خريطة لإسرائيل لم تظهر بها الضفة الغربية المحتلة، في وقت تدرس فيه تل أبيب إعلانها منطقة عمليات أمنية عسكرية، بينما يستمر جيش الاحتلال في قصف مناطق عدة بقطاع غزة.
كان نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، عن أهمية سيطرة جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، لكن خلو الخريطة من أي إشارة إلى الضفة كان لافتًا، وفق سكاي نيوز، التي قالت إن ذلك يتزامن مع أكبر عملية عسكرية تشنها إسرائيل في الضفة منذ عام 2002، تستهدف بشكل خاص مدينتي جنين وطولكرم شمالًا.
حرب على كل شيء
وألمح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لهدف العملية، قائلًا "يجب التعامل مع التهديد في الضفة الغربية تمامًا كما تم التعامل مع قطاع غزة"، ودعا إلى "تنفيذ إجلاء مؤقت للسكان في مدن الضفة والقيام بأي خطوات أخرى مطلوبة"، مبررًا ذلك بأن "هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها"، وفق سكاي نيوز.
ونقلت سكاي نيوز عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن أحداث الأيام القليلة الماضية دفعت المؤسسة الأمنية في إسرائيل إلى إحداث تغيير كبير في سياستها في الضفة الغربية، وأضافت "منذ بداية الحرب، تم تعريف المنطقة على أنها ساحة ثانوية، لكن الهجمات الأخيرة أثبتت للمسؤولين أن هذا لم يعد ممكنًا، يعمل الجيش الإسرائيلي على اعتبار مناطق الضفة ساحة عمليات أمنية عسكرية".
من جهتها، قالت الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، إن الخريطة التي استعرضها نتنياهو تكشف أجندات اليمين المتطرف، واعتبرتها "تجسيدًا عمليًا لمحاولة نفي الوجود الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة على طريق تهجيره من أرض وطنه".
وأضافت، في بيان، "يواصل نتنياهو ويكرر استخدام خارطة تضم الضفة لدولة الاحتلال في اعتراف صريح وواضح بهذه الجريمة الاستعمارية العنصرية".
وأظهر تقرير جديد نشرته شبكة BBC، الاثنين، ارتفاعًا شديدًا وسريعًا في عدد البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، وأشار التقرير إلى وجود ما لا يقل عن 196 بؤرة استيطانية في جميع أنحاء الضفة الغربية، تم إنشاء 29 منها العام الماضي، وهو رقم أكبر مما شهدته المنطقة في أي عام سابق.
ووجدت الشبكة البريطانية أن نحو نصف البؤر الاستيطانية، البالغ عددها 196، تم بناؤها منذ عام 2019.
333 يومًا من العدوان على غزة
وفي غزة، استهدفت مروحية إسرائيلية، فجر الثلاثاء، خيمة للنازحين شمال غرب مدينة خانيونس، وقال الدفاع المدني إنه انتشل جثمانين لشاب وطفلة عمرها 4 سنوات، كما أصيب 4 آخرون.
واستهدف الاحتلال منزلًا بمخيم البريج، مُخلى من السكان، فيما سقطت أكثر من 10 قذائف مدفعية على أراضٍ زراعية فارغة شمال مخيم النصيرات، ولم يبلغ عن وصول إصابات أو ضحايا إلى المستشفيات.
وأفاد شاهدان من جنوب وجنوب شرق مدينة غزة لـ المنصة بإطلاق جيش الاحتلال عشرات قذائف المدفعية وإطلاق النار بشكل كثيف على عدة مناطق بحي الزيتون وحي الصبرة وتل الهوا والشيخ عجلين دون أن يبلغ عن وصول إصابات أو ضحايا إلى المستشفيات.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، الثلاثاء، على إكس "اغتيال قائد سرية النخبة في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد وادية، حيث استهدفه الاحتلال قبل يومين خلف المستشفى المعمداني".
وقتل 3 غزيين، الثلاثاء، في قصف إسرائيلي على حي الزيتون، حسب شاهد لـ المنصة، وتابع "كانوا ماشيين في الشارع وهي منطقة سكنهم، وقتلوا دون سابق إنذار أو تحذير".
ووصل مستشفى العودة بمخيم النصيرات جثمان الشابة النازحة من شمال قطاع غزة، أسيل أبو زناد، 19 عامًا، بعد إصابتها بطلق ناري من كوادكوبتر خلال وجودها بجوار خيمة عائلتها غرب النصيرات.
وقال شاهد عيان من المخيم لـ المنصة "إن الكوادكوبتر دائمًا ما تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق خيامهم، ومش أول مرة تطلق النار علينا دون أي سبب".
وانتشلت طواقم الدفاع المدني 11 جثمانًا في رفح وخانيونس، وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إن طواقمهم تمكنت من انتشال 4 نساء كنَّ حاولن الوصول إلى منازلهن قبل يومين واستهدفهن الاحتلال بقذيفة مدفعية.
وأشار المصدر بالدفاع المدني إلى انتشال 3 قتلى آخرين من أسفل منزلهم الذي استهدفه جيش الاحتلال بقذائف المدفعية قبل قرابة أسبوع بشمال رفح، فيما انتشلت طواقمهم 3 قتلى من شرق المدينة.
وفي خانيونس، انتشلت طواقم الدفاع المدني فتاة قتلت في وقت سابق أسفل منزلها بحي الأمل غرب المدينة، بعدما استهدفه الاحتلال بشكل مُباشر ودون سابق إنذار، حسبما أفاد أحد أقاربها لـ المنصة.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 333 يومًا إلى 40 ألفًا و819 قتيلًا، إضافة إلى 94 ألفًا و291 مصابًا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.