تصوير: سالم الريس- المنصة
قصف إسرائيلي بجوار مدرسة المنفلوطي على شارع صلاح الدين شرق دير البلح، 28 أغسطس 2024

إسرائيل تبدأ عملية واسعة في الضفة تتضمن نزوحًا للأهالي.. وإسرائيل تحرر محتجزًا

سالم الريس قسم الأخبار
منشور الأربعاء 28 أغسطس 2024

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء، عملية عسكرية واسعة في عدة مناطق بالضفة الغربية أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين، فيما طالب جيش الاحتلال صباح اليوم سكان مخيم نور شمس بمغادرته على غرار عمليات النزوح القسرية التي يجريها في غزة.

وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن العملية قائلًا عبر إكس، صباح اليوم، إن جيش الاحتلال يعمل "بشكل مكثف في مخيمي اللاجئين جنين وطولكرم لإحباط البنى التحتية الإرهابية الإسلامية الإيرانية التي أقيمت هناك". 

وأضاف كاتس "علينا أن نتعامل مع التهديد تمامًا كما نتعامل مع البنية التحتية الإرهابية في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان الفلسطينيين وأي خطوات مطلوبة. هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها". 

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، فرضت قوات الاحتلال حصارًا على مدن جنين وطوباس وطولكرم بتعزيزات عسكرية، وأعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.

في جنين قُتل خمسة مواطنين، وأصيب آخرون بجروح، فيما قطع جيش الاحتلال الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصر مستشفى الشهيد خليل سليمان، ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، إضافة إلى فرض حصار وإغلاق مداخل مدينة جنين كافة، حسب وفا.

وفرضَ الاحتلال حظرًا للتجول على الحي الشرقي من مدينة جنين، ومنع خروج المواطنين من منازلهم.

وفي طولكرم، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مخيم نور شمس شرق المدينة، حيث ألحق دمارًا واسعًا في بنيته التحتية وممتلكات المواطنين، وأُخطر المواطنون بمغادرته خلال أربع ساعات، بينما أقام نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم، قبل المغادرة.

وتمركزت آليات الاحتلال ودورياته في مختلف أحياء المخيم، وتحديدًا في جبلي النصر والصالحين، وحارة العيادة، ومختلف مداخله، حيث تقتحم منازل المواطنين وتفتشها وتُخضع سكانها للتحقيق، إلى جانب مداهمة عدد من المحلات والمنشآت التجارية بعد خلع أقفال أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية.

وفي طوباس، قُتل شقيقان وهما أطفال في الـ13 والـ17 من عمرهما، بالإضافة إلى مقتل شابين آخرين، جراء قصف نفذته طائرة مسيرة للاحتلال على مخيم الفارعة، جنوب المدينة، فيما أصيب آخرون بجروح، حسب وفا.

وفي رام الله، أصيب طفل وشابان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، في بلدتي قراوة بني زيد وعبوين شمال غرب رام الله، واعتُقل 7 مواطنين.

وقطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة إلى السعودية إثر العملية الإسرائيلية، في وقت أدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استهداف المستشفيات. 

وقال الناطق باسم اللجنة محمد حمايل لـ وفا، لا ينبغي أن تكون حياة أي مريض أو طبيب أو مسعف أو سائق سيارة إسعاف تحت تهديد الخطر.

غزة

وفي غزة، قتل ثمانية مواطنين معظمهم من الأطفال، اليوم، نتيجة قصف جيش الاحتلال قذائف مدفعية على تجمعات المواطنين بجوار مدرسة المنفلوطي شرق مستشفى شهداء الأقصى وبالقرب من شارع صلاح الدين الرئيسي.

ووصل الضحايا على عربات تجرها الحيوانات إلى مستشفى الأقصى. وقال شاهد عيان إن الاحتلال طالبهم قبل يومين بإخلاء المنطقة التي يتواجدون فيها، وهي المنطقة التي كان يصنفها بالمنطقة الإنسانية الآمنة، لكن بسبب عدم توفر مكان آخر واكتظاظ النازحين غرب دير البلح، لم يجد النازحون لهم مكانًا آخر ومكثوا داخل المدارس.

وتابع "كانوا لولاد قاعدين بلعبوا على باب المدرسة، وفجأة طلع دخان وغبرة بشكل كبير، ما اسمعنا الصوت بس لقينا ولادنا على الأرض منهم المصابين ومنهم اللي فقد حياته".

وكثف جيش الاحتلال من قصفه المدفعي على المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية لمدينة دير البلح، فيما أكد اثنان من شهود العيان تحليق وانتشار الكوادكوبتر على ارتفاعات منخفضة في مناطق مختلفة جنوب وشرق المدينة.

وقال أحد الشهود لـ المنصة، "غالبية المناطق تم إخلاؤها ولكن هناك عدد من السكان لا يزالون في منازلهم وهو ما يهدد حياتهم بالخطر ويقيِّد حركتهم حتى داخل منازلهم".

وقصفت طائرات الاحتلال سيارة في بلدة الزوايدة، الأربعاء، أدت إلى مقتل 5 مواطنين من بينهم طفل كان يمر بجوار المركبة الستهدفة، ووصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى فيما وصل عدد من الإصابات لتلقي العلاج.

وفي خانيونس، وصل مستشفى ناصر الطبي 18 قتيلًا، نتيجة استهداف عدد من المنازل وتوغل بري مفاجئ في منطقة قيزان النجار جنوب المدينة خلال ساعات الفجر.

وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنَّ الجيش أطلق عشرات القذائف المدفعية بشكل مفاجئ بعد منتصف الليل، ما اضطر السكان الذين أصابهم الهلع للهرب من منازلهم.

وأفاد شاهد عيان ثانٍ عن اقتحام عدد من الدبابات والآليات العسكرية المنطقة طوال 4 ساعات متواصلة من القصف وتحليق الكوادكوبتر في المنطقة، وقبل أن ينسحب الجيش الذي قصف منزلًا يعود لعائلة الشاعر يكتظ بالمدنين، انتُشل 6 قتلى فيما لا يزال 7 مفقودين تحت الأنقاض، ونُقلت 6 إصابات لتلقي العلاج في مستشفى ناصر.

وقُتل 6 مواطنين آخرين في غارة جوية على منزل لعائلة عبد الرحمن في حي البطن السمين جنوب المدينة، وقال أحد الأقارب لـ المنصة "لسة في مفقودين منهم أطفال ونساء تحت الأنقاض الدفاع المدني ما قدر يوصلهم".

وتعرضت مناطق البلد والكتيبة والسطر الغربي والشرقي وبني سهيلا والزنّة، لتساقط القذائف المدفعية الإسرائيلية بشكل عشوائي على بقايا منازل المواطنين المدمرة بفعل التوغلات البرية الإسرائيلية خلال أشهر الحرب.

كما قتل جيش الاحتلال 3 مواطنين آخرين من عائلة العمور بسبب قصف إسرائيلي طال منزلهم بمنطقة الفخاري أقصى جنوب شرق خانيونس.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جيش الاحتلال ارتكب "4 مجازر" خلال الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة، "وصل منها للمستشفيات 58 شهيدًا و 131 إصابة".

وبذلك ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 40 ألف و534 قتيلًا و93 ألف و534 مصابًا. 

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر إكس، عن عملية إنقاذ نفذها جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام الإسرائيلي للمحتجز الإسرائيلي فرحان القاضي 52 عامًا، وهو عربي من سكان مدينة رهط، وقال "قبل حوالي الساعة وصل فرحان إلى مستشفى سوروكا، وحالته الطبية سليمة ليلتقي هناك مع أفراد عائلته".

وتابع "صباح السابع من أكتوبر تم اختطافه بالقرب من موشاف مفتاحيم وقواتنا أنقذت فرحان وهو على قيد الحياة من نفق تحت أرضي في جنوب القطاع، من خلال حملة معقدة وبطولية".