تصوير سالم الريس- المنصة
وزارة الصحة بغزة ومؤسسات دولية شريكة تبدأ في حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال في وسط القطاع، 1 سبتمبر 2024

إقبال على تطعيم "شلل الأطفال" في غزة.. واتهامات متبادلة بين حماس وإسرائيل حول مقتل المحتجزين

سالم الريس
منشور الأحد 1 سبتمبر 2024

بدأت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، حملة تطعيم واسعة للأطفال ما دون سن العاشرة، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووكالة غوث اللاجئين "الأونروا" ومنظمة اليونيسف، حيث تتركز الحملة في منطقة وسط قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الأولى، ثم تنتقل إلى خانيونس جنوب القطاع، ومن ثم إلى شماله.

وانتشرت عشرات المراكز ونقاط التطعيم في مختلف مناطق ومخيمات وسط القطاع، حيث توافدت مئات العائلات النازحة لتطعيم أطفالها. وقالت أم حسين، وهي نازحة من شمال القطاع إلى مخيم النصيرات، إنها حضرت لتطعيم 3 من أطفالها بعد تخوفها من إصابتهم بالفيروس بسبب انتشار التلوث وعدم توفر أدوات النظافة التي قد تساعد على حمايتهم.

وتابعت، في حديثها لـ المنصة، "مش لاقيين أدوات نظافة من شامبو وصابون وغيرها، وحياتنا اليوم كلها في الخيمة وبين المجاري المنتشرة في الشوارع وبين الخيم، وسألت عن التطعيم وحكولي إنه آمن".

وتجوب فرق تطوعية بين خيام النازحين وسط القطاع، للعمل على توعية الغزيين بأهمية الحصول على جرعات التطعيم ضد شلل الأطفال.

بسمة محيسن واحدة من هؤلاء المتطوعين، كانت تلقت تدريبًا سابقًا في عمليات التوعية، تقول لـ المنصة "مهمتنا الأساسية تتركز على توعية الغزيين وحثهم على تطعيم أطفالهم، بعضهم لديه تخوفات وعدم ثقة وآخرون يفتقدون للمعلومات، إحنا مهمتنا إطلاعهم على كافة التفاصيل".

وقال الحكيم محمد صيام، الذي يشرف على عملية تطعيم الأطفال في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، لـ المنصة، إنّ عملهم يجري كما هو مخطط له، مشيرًا إلى إقبال الغزيين على مراكز ونقاط الحصول على التطعيمات لأطفالهم، وتابع "خلال أول ساعتين في نقطة التطعيم هنا، طعمنا أكثر من ألفين طفل وطفلة، الإقبال جيد من الأهالي ونحن مستمرون في العمل".

وأشار صيام إلى أنّ استمرار عملية التطعيم وإنجازها بحاجة إلى توفير الأمن والهدوء حتى يتسنى لهم كطواقم طبية إنجاز عملهم في كافة المناطق والمحافظات.

وانخفضت الأعمال العسكرية الإسرائيلية في مناطق وسط قطاع غزة، الأحد، وذلك بالتزامن مع انطلاق الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال، حيث قُتل في مخيم البريج وسط القطاع مواطن بعد استهداف جيش الاحتلال لأرض زراعية في المناطق الشرقية، كما استهدف الاحتلال أرضًا ثانية قريبة من الأولى دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا وإصابات.

وفي جنوب القطاع، استهدف الاحتلال أحياء الفخاري والسلام جنوب شرق المدينة، وقصف منطقة السطر الغربي غرب المدينة، إضافة إلى مناطق مصبّح والشاكوش وعريبّة وحي البراهمة شمال مدينة رفح جنوب القطاع دون أن يبلغ عن وصول ضحايا وإصابات.

تبادل الاتهامات حول الأسرى

وفي سياق آخر، وبعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحرير 6 محتجزين من داخل نفق يتبع المقاومة الفلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اتهم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر إكس، عناصر المقاومة الفلسطينية "بقتل الرهائن الستة".

وقال أدرعي إنهم "اختطفوا من قبل دواعش حماس وقتلوا على يد هؤلاء المجرمين في الأسر".

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، أن المحتجزين "أعدموا من قبل عناصر حماس قبل العثور على جثثهم بوقت قصير"، حسب سكاي نيوز.

في وقت قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه صدم حتى النخاع مما قال إنه "القتل الرهيب بدم بارد لستة من رهائننا"، وذلك في رسالة مسجلة، الأحد، حسب سي إن إن.

وأضاف أن إسرائيل ستواصل ملاحقة حماس، واتهمها بعدم الرغبة في إجراء مفاوضات حقيقية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.

من جانبه، حمل عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية موت محتجزيه الستة، قائلًا "من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والإدارة الأمريكية بسبب انحيازها ودعمها وشراكتها في هذا العدوان".

وأوضح، في تصريحاته المنشورة عبرّ موقع حركة حماس الرسمي، أنّ الأسرى قُتلوا في قصف إسرائيلي من قبل جيش الاحتلال الذي يعتمد على السلاح الأمريكي، مضيفًا "على الرئيس الأمريكي جو بايدن إنْ كان حريصًا على حياتهم أن يوقف دعمه لهذا العدو بالمال والسلاح والضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه فورًا".

وشدد الرشق على "حرص حركته على حياة أسرى الاحتلال الإسرائيليين أكثر من الإدارة الأمريكية ونتنياهو، وذلك من خلال موافقة حماس على مقترح بايدن وقرار مجلس الأمن للتوصل لاتفاق لم ينجح حتى الآن".

واقترح الرئيس الأمريكي في نهاية مايو/أيار الماضي خطةً لإنهاء الحرب في قطاع غزة عبر 3 مراحل، ولا تزال مطروحة على مائدة المفاوضات، التي لم تصل لاتفاق بشأنها حتى الآن.