أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، انطلاق حملة تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال، تستهدف أكثر من 550 ألف طفل دون سن العاشرة. بدأت بتطعيم ببعض الأطفال المتواجدين في مستشفى ناصر الطبي، على أن تنطلق فرق ميدانية طبية، غدًا، إلى المراكز الصحية والمدارس والمخيمات. ودعت الوزارة الغزيين إلى التعاون مع الفرق الطبية لحماية أطفالهم من الفيروس.
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن العثور على الفيروس في مياه الشرب بالقطاع في يوليو/تموز الماضي، وحذرت من خطورة ذلك على الأطفال، وطالبت بسرعة إرسال التطعيمات، قبل أن تعلن الأسبوع الماضي عن إصابة طفل يبلغ 10 شهور بالمرض.
وقال رئيس اللجنة الفنية للحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال الدكتور مجدي ضهير، خلال مؤتمر صحفي في مستشفى ناصر، عُقد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف ووكالة الأونروا، إنّ الحملة ستبدأ عملها في منطقة وسط قطاع غزة، الأحد، لمدة ثلاثة أيام، ثم تنتقل إلى جنوب قطاع غزة بخانيونس لمدة ثلاثة أيام أخرى، وفيما بعد تبدأ تباعًا العمل على تطعيم الأطفال شمال القطاع لثلاثة أيام أيضًا.
وعملت وزارة الصحة في قطاع غزة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف والأونروا، على توفير وإدخال التطعيمات، وتدريب فرق متطوعة للعمل ضمن الحملة بهدف الحدف من انتشار فيروس شلل الأطفال.
وقال رئيس اللجنة الفنية، لـ المنصة، إنّ الوزارة واجهت العديد من المصاعب في التحضير وحصر أعداد الأطفال بسبب تغيير أماكن سكنهم نتيجة الحرب الإسرائيلية، وعمليات النزوح المستمرة، وتكدس المواطنين في المناطق الغربية لوسط القطاع، مضيفًا أنّ الوزارة مع شركائها في الحملة "عملوا على تذليل كافة العقبات لتنفيذها".
ونوه إلى أنه يجري العمل على إعداد مرحلة أخرى من الحملة لتطعيم الأطفال بجرعة ثانية في 17 سبتمر/أيلول المقبل، وبالترتيب المناطقي ذاته للمرحلة الأولى.
وعلق مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس جيبريسوس، على بدء حملة التطعيم عبرّ حسابه على إكس، قائلًا إنه يرحب بالالتزام بالهدن الإنسانية في مناطق محددة، وتعليق أوامر الإخلاء لتنفيذ حملة التطعيمات.
ولم يوضح ما إذا كان هناك اتفاقًا محددًا بين منظمة الصحة العالمية وجيش الاحتلال، الذي لم يعلن عن أي هدنة إنسانية في أي من مناطق قطاع غزة حتى اللحظة، وتابع تيدروس "الدواء الوحيد الدائم هو السلام. والطريقة الوحيدة لحماية جميع أطفال غزة بشكل كامل هي وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق، وبعد عمليات توغل بري عسكري استمرت 22 يومًا متتاليًا على شمال وشمال شرق مدينة خانيونس، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، الجمعة، عن انسحاب قوات الفرقة 98 من مناطق شمال خانيونس وجنوب دير البلح، بعد تدمير 6 أنفاق بطول قرابة 6 كيلومترات، وقتل عشرات من عناصر المقاومة الفلسطينية، على حد زعمه، مطالبًا سكان المربعات السكنية التي دعا سابقًا إلى إخلائها، بالعودة مع إعادة تصنيف أماكن سكنهم بـ"المناطق الإنسانية الآمنة".
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أكثر من 30 غزيًا، فيما وصل أكثر من 40 مصابًا آخرين للمستشفيات في مختلف مناطق القطاع بعد حملة قصف استهدفت أكثر من 10 منازل في وسط وجنوب وشمال القطاع.
وتركزت عمليات القتل في وسط القطاع، حيث استهدف جيش الاحتلال ثلاثة منازل مأهولة بالسكان، في مخيم النصيرات، وقصف، دون سابق إنذار، منزلاً يعود لعائلة أبو يوسف ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص، غالبيتهم أطفال، وصلوا إلى مستشفيي شهداء الأقصى والعودة.
كما استهدف بالطيران الحربي منزلاً يعود لعائلة الشطلي بمخيم النصيرات، ما أدى إلى مقتل الشاب مصعب الشطلي وزوجته وطفلته، وقال قريب للعائلة، في حديث لـ المنصة، إنه لا يزال هناك طفلين مصابين من أبناء مصعب يخضعون للعلاج في مستشفى الأقصى.
وقتل 4 من عائلة زقوت و4 آخرين من عائلة حمد، بعد استهداف منزل العائلتين في مكانين منفصلين بمخيم النصيرات فجر السبت، كما نقلت طواقم الإسعاف أكثر من 20 مصابًا نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي دون تحذير مُسبق.
وفي خانيونس جنوب قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال الحربية، السبت، منزلاً يعود لعائلة العصار، ما أدى إلى مقتل 4 من العائلة. وقال شاهد عيان، لـ المنصة، إنّ صاروخًا استهدف المنزل دون سابق إنذار، ما أدى إلى مقتل أفراد من العائلة وإصابة آخرين، في منطقة تُصنف كمنطقة إنسانية آمنة، حسب تأكيده.
وقتل الاحتلال 4 آخرين من عائلة بكر، نزحوا من مدينة غزة، وذلك في استهداف منزل لعائلة الجبور بمنطقة جورة اللوت جنوب خانيونس، ما أسفر عن مقتل الأب والأم وطفليهما.
وفي مدينة غزة شمال القطاع، انتشلت طواقم الدفاع المدني 3 ضحايا وعددًا من المصابين من تحت الركام، نتيجة استهداف جيش الاحتلال منزلاً يعود لعائلة حجاج في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جيش الاحتلال ارتكب "5 مجازر"، ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، "وصل منها للمستشفيات 89 شهيدًا و 205 مصابين"، وفق بيان. وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان على القطاع إلى 40 ألفًا و691 قتيلًا و94 ألفًا و60 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.