غادر عشرات المرضى مساء أمس مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، بعد مطالبة جيش الاحتلال للسكان والنازحين في مربعات سكنية تبعد أقل من نصف كيلو متر عن المستشفى بإخلاء المنطقة.
وتسببت مطالبات الإخلاء ببث الخوف والذعر لدى النازحين في مدارس تستخدم مأوى لمئات العائلات على شارع صلاح الدين شرق المدينة وتقع ضمن مناطقه.
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران، لـ المنصة إن قرابة 650 مريضًا غادروا المستشفى إلى مستشفيات ميدانية لاستكمال العلاجات اللازمة، فيما لا يزال 100 من المرضى موجودون داخل أقسام "الأقصى".
ويضم المستشفى أيضًا 7 من المرضى داخل غرف العناية المركزية، و8 مواليد داخل الحضانات، كما لا يزال قسم الغسيل الكلوي يستقبل الحالات المرضية وكذلك قسم الاستقبال والطوارئ، وفق المتحدث باسم المستشفى، مشيرًا إلى استمرار عمل المستشفى بإشراف الكوادر الطبية والممرضين المتواجدين داخلها على رأس عملهم.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، طالب عبر حسابه على منصة إكس، السكان والنازحين من مناطق شرق مدينة دير البلح، الإخلاء الفوري باتجاه غرب المدينة، وتصنيف مناطقهم بالمناطق العسكرية بعدما كانت تصنف مناطق إنسانية آمنة، ما يعنى تقليص الجيش للمنطقة الآمنة ودفع الغزيين للنزوح القسري والتكدس في المناطق الغربية.
وانتشل مواطنون جثمانين لشابين شرق دير البلح على شارع صلاح الدين، الاثنين، بعدما استهدفتهما كوادكوبتر أمس دون أن تتمكن قوات الإنقاذ من الوصول إليهما.
كما تعرضت المناطق الشرقية لقصف مدفعي طال عددًا من المنازل والبنية التحية، وسُمعت أصوات تبادل إطلاق النيران بين جيش الاحتلال وعناصر المقاومة الفلسطينية شرق المدينة صباح الاثنين.
واستهدف الاحتلال مدرسة العز بن عبد السلام شمال مخيم النصرات وسط القطاع ما أدى إلى مقتل فتاة وإصابة آخرين من النازحين الذين لجأوا للإيواء داخل المدرسة، وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن قنبلة أطلقت من كوادكوبتر باتجاه المستشفى تسببت في مقتل الفتاة.
ووصل مستشفى غزة الأوروبي شمال شرق مدينة خانيونس، 5 قتلى و15 مصابًا، الاثنين، بعد قصف مدفعي تعرضت له عدد من المنازل في المناطق الشرقية للمدينة.
كما وصلت 3 جثامين بعد انتشالها من شرق مدينة رفح، قُتلوا في وقت سابق خلال العملية البرية العسكرية الإسرائيلية على رفح.
ولا تزال آليات الاحتلال تتمركز في مناطق شمال وشمال شرق خانيونس حيث تجري عمليات التجريف ونسف المباني والمربعات السكنية التي تعرضت للقصف وتشريد سكانها خلال وقت سابق.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة بغزة، الاثنين، عن وصول التطعيمات الخاصة بحملة مكافحة شلل الأطفال إلى القطاع، حيث وصلت مليون و 260 ألف جرعة لقاح من نوع OPV2، بالاضافة إلى 500 حافظة للقاح.
وقالت الوزارة في بيان لها عبر واتساب، إنها تُجهز لإطلاق حملة تطعيمات ضد شلل الأطفال بالتنسيق مع شركائها الدوليين، وكالة الغوث الأونروا واليونسيف.
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن اكتشاف أول حالة مصابة بشلل الأطفال لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر ومتواجد في مدينة دير البلح، وأرجعت الوزارة ذلك لعدم توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب والاستخدام البشري، وانتشار المخلفات ومياه الصرف الصحي بين خيام النازحين.