انسحبت دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، من مدينة حمد السكنية شمال غرب خانيونس جنوب قطاع غزة، وتوجهت إلى المناطق الجنوبية الشرقية من القطاع، ما سمح لطواقم الدفاع المدني والمواطنين بالعودة لتفقد المكان وانتشال 11 جثمانًا، نُقلوا إلى مستشفى ناصر الطبي، في وقت قتل جيش الاحتلال 33 شخصًا في قصف استهدف عدة منازل بخانيونس.
وسيطر جيش الاحتلال لمدة تقارب الأسبوع على مدينة حمد، ما أسفر عن "دمار كبير حتى أصبحت المنطقة غير قابلة للسكن"، حسب تأكيد مواطنين لـ المنصة.
وقال عبد الرحمن حمودة، أحد سكان المدينة، لـ المنصة، إنه عاد لتفقد بيته فلم يجد لها أثرًا "البناية كلها راحت وصارت شوية حجار وركام، والمنطقة كلها تدمرت، حتى المباني إللي لسة واقفة، دمروا كل الشقق فيها وصارت غير صالحة للسكن".
وأوضح مصدر في الدفاع المدني، لـ المنصة، أنهم تمكنوا من انتشال 11 جثمانًا من الشوارع، بعضها بدت عليها علامات التحلل، مشيرًا إلى أنّ طواقمهم لا تزال تعمل في المدينة، التي لم يعلن جيش الاحتلال انسحابه منها رسميًا بعد.
واستهدفت طائرات الاحتلال دون سابق إنذار أو تحذير مُسبق، فجر السبت، منزلاً يعود لعائلة كلخ في حي الأمل غرب خانيونس، ما أدى إلى مقتل 11 من أفرادها غالبيتهم أطفال، وقُتل 8 آخرين من عائلتي عاشور وأبو نعنع في استهداف بمنطقة الكتيبة شمال المدينة.
كما قُتل شاب وأصيب ثلاثة آخرين جراء إطلاق مسيرة كوادكوبتر نيرانها تجاه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس.
واستمرارًا لمطالبات جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات الإخلاء القسري للسكان والنازحين وسط قطاع غزة، طالب الاحتلال، ظهر اليوم، سكان بلدة المصدر ومخيم المغازي وأحياء البساتين والأنصار والديمثاء والصفا والسدرة شرق دير البلح، والمفرق الشرقي لدير البلح والمتواجدين بجانب شارع صلاح الدين، بالإخلاء الفوري والانتقال نحو غرب المدينة.
ويصنف جيش الاحتلال مناطق غرب مدينة دير البلح باعتبارها مناطق إنسانية آمنة على الرغم من قصفه بين الحين والآخر عددًا من المنازل وخيام النازحين المتكدسة هناك.
واستهدف الاحتلال بالقذائف المدفعية، شقة سكنية في واحد من أبراج عين جالوت شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل امرأة وطفليها من عائلة عثمان، بينما عملت طواقم الإسعاف على نقل طفلتها الناجية الوحيدة إلى مستشفى شهداء الأقصى، حيث نُقلت إلى غرف العناية المركزية لخطورة إصابتها.
وقال أحد المقربين من العائلة، لـ المنصة، إن صاحب الشقة قُتل في بداية الحرب على قطاع غزة، واليوم استهدف الاحتلال عائلته ليقضي على زوجته وأبنائه.
وحسب شاهدي عيان، تقدم جيش الاحتلال صباح السبت، من المناطق الشرقية لوسط قطاع غزة باتجاه شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، وتمركزت الدبابات والآليات العسكرية في المناطق التي طالب الجيش سكانها بالإخلاء الخميس الماضي، جنوب شرق دير البلح.
وفي رفح، اُنتشلت 3 جثامين من المدينة ونقلت إلى مستشفى ناصر، بينما لا يزال جيش الاحتلال يسيطر على المدينة للشهر الرابع على التوالي، مستهدفًا كل من يحاول العودة إلى منزله فيها.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن جيش الاحتلال الاسرائيلي ارتكب "5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 69 شهيدًا و 212 إصابة".
وبذلك ترتفع أعداد ضحايا العدوان على القطاع إلى 40 ألفًا و334 قتيلًا و93 ألفًا و356 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي سياق آخر، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، أن وفدًا من الحركة برئاسة عضو المكتب السياسي ونائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية، سيصل إلى القاهرة مساء السبت، بناءً على دعوة مصرية قطرية.
وأشار الرشق، في تصريحه المنشور على الموقع الرسمي لحماس، أنّ الدعوة والزيارة تأتي في إطار استماع قيادات الحركة لنتائج المفاوضات التي جرت في القاهرة خلال الأيام الماضية. وشدد على التزام حماس بما وافقت عليه في 2 يوليو/تموز الماضي، وهي الموافقة المبنية على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن.
وكان موقع أكسيوس الأمريكي قال إن مصر ستعرض اليوم على حماس خريطة محدثة من إسرائيل بأماكن انتشار قواتها خلال المرحلة الأولى من صفقة تبادل المحتجزين.