كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، القصف المدفعي وإطلاق النيران شرق مدينة دير البلح، وشمال غرب مدينة خانيونس ورفح، في وقت تتجه المفاوضات لوقف إطلاق النار والتوصل إلى صفقة لتبادل المحتجزين نحو الانهيار.
على مستوى المفاوضات، نقلت معاريف العبرية عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، قوله إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار يطلب "الحصول على ضمانات أمريكية والتزام بألا يصبح هدفًا لإسرائبل بعد اتمام الاتفاق"، وهو ما لم تتطرق إليه حماس، سواء بالنفي أو التأكيد.
حماس لم تعلق بشكل إيجابي على المفاوضات، بل أصدرت بيانًا، الأسبوع الجاري، رفضت فيه المقترح الأمريكي للهدنة. وهو المقترح غير المعلنة تفاصيله، الذي ترفضه كذلك مصر بسبب تمسك إسرائيل بمحور فيلادلفيا الحدودي.
وجغرافيًا يمتد هذا الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، بطول 14 كم من البحر المتوسط شمالًا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا، وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، فالمحور هو منطقة عازلة وكان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة "فك الارتباط"، وفق بي بي سي.
لكن في 7 مايو/أيار الماضي، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وصولًا إلى معبر رفح من الجانب الفلسطيني ورفع علمه عليه.
وميدانيًا، يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ321، إذ استهدف جيش الاحتلال، فجرًا، منزلًا بمخيم المغازي، وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل 6، بينهم 3 أطفال، وإصابة 8 آخرين، وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج، وفق مصدر طبي لـ المنصة.
واستهدف الاحتلال بعدد من القذائف المدفعية وبالأحزمة النارية مناطق شرق مدينة دير البلح، كما أطلقت الكوادكوبتر نيرانها باتجاه المواطنين دون وقوع إصابات، حسب شاهدين لـ المنصة.
وكان جيش الاحتلال أمر، الأربعاء، سكان مناطق جنوب شرق دير البلح بالإخلاء الفوري، والتوجه نحو المناطق الغربية المكتظة بالنازحين.
وقصف جيش الاحتلال منزلًا ثانيًا في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل 11 تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشالهم، وفق مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة.
واستهدفت طائرات الاحتلال مدرسة صلاح الدين، غرب مدينة غزة، الأربعاء، بصاروخ دون سابق إنذار، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة العشرات، حسبما قال مصدر طبي في مستشفى المعمداني لـ المنصة.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، أن قواته استهدفت مستودعًا عسكريًا لحماس داخل مدرسة صلاح الدين، وقتل 50 من عناصر المقاومة الفلسطينية برفح.
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران لـ المنصة إن المستشفى يتكدس بداخله مئات المرضى، ويستقبل يوميًا عشرات المصابين والجرحى كونه المستشفى المركزي الرئيسي وسط القطاع، موضحًا أن اقتراب العمليات العسكرية وإخلاء النازحين من المناطق المحيطة للمستشفى يهدد سلامة واستمرار عمل الطواقم الطبية وسلامة المرضى.
وفي خانيونس، وصل مستشفى ناصر الطبي أكثر من 25 ضحية نتيجة عمليات قصف لمنازل وتجمعات مواطنين في المدينة، كما فتحت قوات جيش الاحتلال المتوغلة في المكان نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه خيام النازحين، حسب شهود لـ المنصة.
وأفاد شاهد لـ المنصة بأن جيش الاحتلال تعمد إطلاق النار باتجاه النازحين، ما تسبب في مقتل عدد منهم وإصابة آخرين بجراح، مضيفًا "الحمد لله ربنا نجانا من الجحيم".
وفي رفح، تمكن مواطنون من انتشال 3 جثامين، قتلهم جيش الاحتلال، الأربعاء، أثناء محاولاتهم العودة لمنازلهم بحي تل السلطان شمال المدينة، حسب شاهد لـ المنصة.
وأبلغ مواطنون الدفاع المدني عن قتل الاحتلال 9 مواطنين من أقاربهم شمال مدينة رفح دون تمكن طواقمه من الدخول للمنطقة وانتشال الضحايا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن العدوان الإسرائيلي راح ضحيته 40 ألفًا و223 قتيلًا، إضافة إلى 92 ألفًا و981 مصابًا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.