خففت محكمة استئناف القاهرة، اليوم، العقوبة الموقعة على سائق أوبر المتهم بالتسبب في وفاة حبيبة الشماع إلى السجن 5 سنوات بدلًا من 15 عامًا، بعدما قبلت الاستئناف المقام منه وبرأته من تهمة الخطف مع معاقبته على تعاطي المواد المخدرة والقيادة تحت تأثيرها فقط.
وبينما أبقت المحكمة على عقوبة إلغاء رخصة السائق، خفضت مبلغ الغرامة المحكوم بها عليه إلى 10 آلاف جنيه، بدلًا من 50 ألف جنيه.
وفي 16 أبريل/نيسان الماضي، عاقبت محكمة جنايات القاهرة سائق أوبر بالسجن المشدد 15 عامًا وغرامة 50 ألف جنيه وإلغاء رخصة قيادته، بعد إدانته بمحاولة خطف حبيبة الشماع وتعاطي مخدر الحشيش والقيادة تحت تأثيره، وذلك خلال أول جلسة في محاكمته.
ولا تزال أمام المتهم درجة أخرى للتقاضي تتمثل في الطعن على العقوبة الأخيرة أمام محكمة النقض، التي باتت تختص بنظر الطعون على أحكام محاكم الجنايات المستأنفة، منذ صدور تعديلات قانون الإجراءات الجنائية، في يناير/كانون الثاني الماضي، التي جعلت التقاضي في الجنايات على درجتين بعدما سمحت بالاستئناف على أحكام الجنايات أمام دوائر جنائية أخرى كدرجة تقاض ثانية قبل النقض.
وتوفيت الشماع بعد 3 أسابيع من دخولها في غيبوبة إثر قفزها من سيارة السائق المتهم على الطريق السريع، في 21 فبراير/شباط الماضي. وقبلها كانت تواصلت مع والدتها عبر الهاتف، وأخبرتها أن السائق "شكله غريب وبيضايقني"، حسب الشروق.
وقال ممثل النيابة العامة في مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة إن الأم تلقت اتصالًا هاتفيًا من ابنتها حبيبة توضح لها مدى خوفها وارتيابها من المتهم الذي كان "يُحدث ضجيجًا بالموسيقى داخل السيارة"، مشيرًا إلى أن المتهم له سابقة تحرش بفتاة حاول لمس جسدها، بالإضافة إلى سبه فتاة أخرى كانت تستقل سيارته.
وأضاف أن المتهم أطلق العنان لشهوته وحبس الضحية في سيارته، فلم يكن له من اسمه (محمود) نصيب، وقرر في لحظة تهور إلقاء وبث الرعب في قلب المجني عليها عن طريق القيادة بسرعة جنونية حتى دفعها إلى القفز من السيارة. ولفت إلى أن المتهم "لم يتوقف لمساعدة الفتاة، وتوجه إلى منزله وقام بإشعال مخدر الحشيش".
وأمام محكمة أول درجة أنكر السائق محاولته خطف حبيبة، قائلًا للمحكمة "أنا ما عملتش حاجة، وحطولي البشعة على لساني علشان تصدقوني"، وتعد البشعة طريقة لكشف الكذب في الموروث الشعبي، خصوصًا لدى المجتمع البدوي، وهي معروفة بشكل خاص في مصر بمحافظات سيناء والإسماعيلية والشرقية كوسيلة للتحكيم العرفي بين المتخاصمين، حسب اليوم السابع، وفيها يستخدم المحكم النار للفصل في أمر يختلف عليه طرفان حيث يتوجب على المتهم أن يلعق بلسانه قطعة من المعدن المحمَّى في النار، ويعتقد أنه إذا كان صادقًا فلن تؤثر فيه النار وإن كان كاذبًا سيكوي المعدن لسانه.
وكانت النيابة وجهت إلى سائق أوبر اتهامات "الشروع في خطف الفتاة بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر".
وذكرت النيابة العامة أن أول من شاهد المجني عليها وحاول إسعافها بعد أن ألقت بنفسها من سيارة المتهم، شهد بأن الفتاة قالت له إن "السائق المتهم أراد خطفها"، وقالت له نصًا "أوبر كان عايز يخطفني".
كما شهد الممثل القانوني لشركة أوبر، حسب تحقيقات النيابة، أن المتهم أُغلق حسابه عبر تطبيق الشركة من قبل، لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حسابًا آخر عن طريق استخدام رقم قومي آخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق.