استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بصاروخ واحد من طائرة استطلاع مجموعة من المواطنين وسط السوق المركزي بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة ما أدى إلى مقتل 9 مواطنين من بينهم 5 أطفال وسيدتان وإصابة أكثر من 20 آخرين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إنه وأثناء تسوق المواطنين وتكدسهم في السوق المركزي لمدينة دير البلح التي تؤوي أكثر من مليون نازح من مختلف مناطق قطاع غزة، حدث انفجار كبير وسط تجمع المواطنين نتيجة إطلاق صاروخ من طائرة استطلاع تسبب في وقوع العديد من الضحايا بين قتيل وجريح.
وقال شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة، يعمل على بسطة صغيرة لبيع بعض من المواد الغذائية، إنّ منطقة السوق مكتظة بالمواطنين بشكل يومي منذ ساعات الصباح الباكر وحتى وقت المغرب وحلول الظلام، "غالبية السوق نساء وأطفال وشيوخ، الجميع بحاجة للتسوق والتبضع ومن الطبيعي وجود مئات المواطنين من مختلف الفئات والأعمار".
وفي استهداف ثانٍ، قُتل 4 مواطنين وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي لنقطة شحن موبايلات بالقرب من دوار بني سهيلا شرق مدينة خانيونس.
وانتشرت في مختلف محافظات قطاع غزة منذ بداية الحرب وبالتحديد في أماكن تجمع النازحين، العديد من النقاط تعمل على شحن الموبايلات بالكهرباء المولدة عن طريق الطاقة الشمسية بمقابل مادي، وذلك بعدما قطع الاحتلال الإسرائيلي خطوط الكهرباء التي يزود بها مساحات واسعة من قطاع غزة، ومنع دخول السولار الخاص بتشغيل محطة توليد كهرباء، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الخاصة بوصول الكهرباء للمواطنين خلال عمليات التوغل البري والقصف الجوي.
وقال شاهد عيان كان موجودًا في محيط نقطة الشحن المستهدفة لـ المنصة، إنّ النقطة كانت تعمل بشكل طبيعي منذ عدة أشهر، وبينما عشرات الموبايلات موصولة بالكهرباء المُولدة عن طريق الطاقة الشمسية ودون سابق إنذار، استهدف الاحتلال بصاروخ واحد نقطة الشحن الموجودة أسفل بناية سكنية ما تسبب في مقتل 4 من الشبان كانوا موجودين في المكان وإصابة آخرين.
وكان جيش الاحتلال استهدف الثلاثاء مدرسة مصطفى حافظ غرب مدينة غزة التي تؤوي عشرات النازحين ما تسبب في دمار كبير بالمبنى الرئيسي راح ضحيته 12 من النازحين، من بينهم المصور الصحفي حمزة مرتجى، وعشرات الإصابات.
وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة بأنّ طواقمهم لم تتمكن من انتشال كافة الضحايا من تحت أنقاض المدرسة بسبب تراكم أنقاض 3 طبقات فوق بعضهم البعض.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائمه الثلاث، التي راح ضحيتها 25 مواطنًا وفقدان وإصابة العشرات نتيجة استهداف السوق ونقطة الشحن والمدرسة.
وقال في بيان له عبرّ حسابه الرسمي على واتساب "يأتي ارتكاب هذه المجازر في إطار استكمال جريمة الإبادة الجماعية التي يستخدم الاحتلال العديد من السياسات لاستكمالها، ومنها سياسة استهداف المدنيين في مراكز الإيواء والنزوح واستهداف تجمعات المدنيين".
وحمل الإعلام الحكومي المسؤولية الكاملة عن استمرار ارتكاب المجازر بحق المدنيين للاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، مطالبًا المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال وعلى الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة.
وتابع "لا يتوفر لدينا معدات ثقيلة لرفع الأنقاض في الوقت الحالي واضطررنا لمغادرة المكان دون انتشال كافة الضحايا حيث أبلغ نازحون عن فقدان عدد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض".
واستمرت عمليات جيش الاحتلال في مناطق شمال غرب مدينة خانيونس وبالتحديد في محيط مدينة حمد السكنية، سواء من عمليات إطلاق النار والتفجير والتجريف لليوم الرابع على التوالي، على الرغم من إعلان جيش الاحتلال صباح الثلاثاء عن تمكنه من انتشال 6 جثامين لأسرى إسرائيليين من داخل نفق في المنطقة التي يسيطر عليها الحيش بخانيونس.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر إكس، تفاصيل إضافية حول تحرير الجثامين، قائلًا "خلال العملية، عثرت القوات على فتحة نفق عمقها حوالي 10 أمتار وتؤدي إلى مسار تحت أرضي عثر بداخله على جثامين المخطوفين".
وأشار إلى أنّ انتشال الجثامين جاء بعد عمليات اشتباك مع فصائل المقاومة وصفه بـ "القتال الطويل وسط منطقة حضرية وداخل أبراج"، أدت تلك العمليات إلى القضاء على عناصر المقاومة وتدمير البنية التحتية التابعة لها من مسارات أنفاق وأسلحة.
ولم يعلن أدرعي عن انتهاء عمليات جيش الاحتلال في تلك المنطقة أو انسحاب الجيش منها.