أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان مشترك، الاثنين، مسؤوليتهما عن تنفيذ "عملية استشهادية" مساء الأحد في تل أبيب.
وكانت عبوة ناسفة انفجرت في تل أبيب، مساء أمس، أسفرت عن إصابة أحد المارة، فيما أكدت الشرطة الإسرائيلية في بيان اليوم أن العبوة كانت "قوية"، بينما أجرت "تقييمًا للوضع" على الفور، وأصدرت تعليماتها "بزيادة مستوى التأهب وإجراء عمليات بحث واسعة النطاق في جميع أنحاء منطقة تل أبيب"، وفق ما نقله موقع العربية.
وقالت القسام وسرايا القدس في بيانهما المنشور على حساب حركة حماس على تليجرام، الذي اطلعت المنصة عليه، إنّ "العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات الإسرائيلية".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن شرطة الاحتلال، إن شخصًا كان يحمل حقيبة على الظهر بداخلها عبوة ناسفة، فجرها مساء الأحد في أحد شوارع تل أبيب ما أدى إلى مقتله وإصابة واحد من المارة الإسرائيليين. واعتبرت الشرطة أنّ العملية "إرهابية" فاشلة.
وقدرت شرطة الاحتلال أنّ المنفِّذ لم ينجح في الوصول إلى مكان مكتظ بالإسرائيليين، واضطر لتفجيرها في نفسه، مشيرة إلى أنه فلسطيني من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، الاثنين، إلى إنجاز صفقة وقف النار في غزة وتبادل المحتجزين، معتبرًا أن هذه قد تكون "الفرصة الأخيرة".
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج، "ربما تكون هذه أفضل فرصة، وربما الأخيرة، لإعادة الرهائن إلى بلادهم، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين".
ووصف كبير الدبلوماسيين الأمريكيين اللحظة بــ"الحاسمة"، وقال إنه موجود في إسرائيل "كجزء من جهد دبلوماسي مكثف بناء على تعليمات الرئيس جو بايدن لمحاولة الوصول بهذا الاتفاق إلى نهايته"، حسب سي إن إن.
وأكد بلينكن، "لقد حان الوقت لكي يقول الجميع نعم، وألا يبحثوا عن أي أعذار لقول لا"، مؤكدًا أنه لم يعد هناك وقت نضيعه.
وتابع "لقد حان الوقت لإنجاز الصفقة. لقد حان الوقت أيضًا للتأكد من عدم قيام أي جهة بأي خطوات يمكن أن تعرقل هذه العملية".
وكانت حماس اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة المفاوضات خلال بيان للحركة أمس، ورد مكتب نتنياهو بأنهم لن يسمحوا بإنهاء الحرب، وأنهم متمسكون بالبقاء في محور فيلادلفيا.
اليوم الـ318 للعدوان
وفي سياق العدوان الإسرائيلي على القطاع، عثر مجموعة من المواطنين على جثة المصور الصحفي إبراهيم محارب، صباح الاثنين، في منطقة قريبة من مدينة حمد السكنية بعدما فُقدت آثاره أمس أثناء وجوده مع مجموعة من الصحفيين وعملهم على تغطية التوغل البري لجيش الاحتلال.
وقال مصدر في الإسعاف لـ المنصة إنّ مجموعة من المواطنين استطاعوا العثور على جثمان محارب، ونقلوه إلى مكان قريب، ثم تمكنت طواقم الإسعاف من نقله إلى مستشفى ناصر الطبي بخانيونس.
وقال مصدر في المشرحة بمستشفى ناصر لـ المنصة إنّ محارب تلقى رصاصتين في جسده من دبابة إسرائيلية؛ واحدة أصابت قدمه اليسرى ما تسبب في تهشمها، والرصاصة الثانية أصابت أسفل الظهر في العمود الفقري.
وتابع المصدر "هناك طلق ناري أسفل الظهر أصاب العمود الفقري وأحدث ثغرة في جسده، وواضح أنه كان على قيد الحياة ونزف لفترة من الوقت قبل أن يفقد الحياة نتيجة استهدافه بالرصاص من دبابة إسرائيلية".
من جانبه، أدان المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات استهداف وقتل الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وذات العلاقة بالعمل الصحفي في العالم بردع الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة، والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف جريمة قتل واغتيال الصحفيين الفلسطينيين.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان من الصحفيين إلى 169 صحفيًا، حسب بيان المكتب الإعلامي الحكومي، اطلعت عليه المنصة.
وحول العملية البرية الإسرائيلية وتوغل الآليات العسكرية شمال غرب مدينة خانيونس، أفاد اثنان من شهود العيان بحشد جيش الاحتلال لآلياته العسكرية في محيط مدينة حمد السكنية، وإطلاقه النيران بكثافة على خيام النازحين في مدينة أصداء الترفيهية القريبة من المكان، التي لا يزال يوجد بداخلها عشرات العائلات النازحة.
وأكد الشاهدان مقتل عدد من النازحين داخل مدينة أصداء بسبب إطلاق الرصاص الكثيف بشكلٍ مباشرٍ على الخيام.
وأشار مصدر طبي بمستشفى ناصر بخانيونس إلى وصول 3 جثامين لنساء قتلن من مدينة أصداء الترفيهية، استطاع المواطنون انتشالهن ونقلهن عبر عربات تجرها الحيوانات بسبب عدم قدرة طواقم الإسعاف على الوصول للمنطقة التي يصنفها الجيش عسكرية.
ونوه الشاهدان إلى أنّ جيش الاحتلال لا يزال يطلق قذائفه المدفعية على الأبراج السكنية بمدينة حمد والمناطق المحيطة، التي أدت إلى دمار كبير في المنطقة.
وفي وسط القطاع، تقدمت دبابات وجرافات الاحتلال الإسرائيلي على شارع صلاح الدين باتجاه وادي غزة، حيث تقدمت من محور نتساريم الذي يفصل القطاع بين الشمال والجنوب، وأطلقت نيرانها الرشاشة باتجاه مدخل مخيم البريج ومدخل مخيم النصيرات الشرقي على شارع صلاح الدين.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إنّ توغل الآليات العسكرية استمرّ لأكثر من ساعة وشمل عمليات إطلاق رصاص كثيف وتجريف في عدد من الأراضي الزراعية ومستودع لشركة تجارية قبل أن تعود الآليات أدراجها إلى نتساريم.
كما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي حديقة منزل جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل 4 ضحايا وصلت جثامينهم إلى مستشفى العودة بالمخيم من بينهم الدكتور زياد حماد وهو طبيب يعمل في مستشفى شهداء الأقصى.
وقُتل 3 مواطنين آخرين جنوب دير البلح جراء استهداف إسرائيلي لمجموعة من المواطنين في وسط الشارع، ووصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر إكس استهداف الجيش عددًا من المقاتلين الفلسطينيين في مدينة رفح وخانيونس ووسط القطاع، كما أشار إلى إطلاق قذائف صاروخية من قبل فصائل المقاومة من منطقة جنوب خانيونس، حيث يوجد مستشفى ميداني ومدرستان ومقبرة حسب ادعائه.