توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، شمال غرب مدينة خانيونس، تحت غطاء من قذائف المدفعية والرصاص الحي، ما أجبر عددًا من النازحين على الهرب غربًا من محيط مدينتي حمد السكنية وأصداء الترفيهية اللتين تؤويان مئات العائلات، فيما لا يزال البعض محاصرًا في الخيام.
وأطلقت مسيرات كوادكوبتر نيرانها الرشاشة تجاه خيام النازحين، ما أدى إلى مقتل طفلة وامرأة وإصابة 9 آخرين وصلوا إلى مستشفى ناصر الطبي بخانيونس، بعدما تمكن مواطنون من نقل المصابين.
وقال صحفي كان موجودًا في موقع الحدث لـ المنصة إنّ جنود وآليات جيش الاحتلال تقدموا خلال ساعات الصباح في اتجاه المناطق الشمالية الشرقية للمدينة، وصولاً إلى منطقة المطاحن، حيث قطعت الآليات شارع صلاح الدين الرئيسي، الذي يربط بين شمال وجنوب قطاع غزة، وأكملت طريقها بعد عمليات تجريف للأراضي وركام المنازل المدمرة، ما سهل تقدمهم إلى منطقة السطر الشرقي والغربي والمناطق الغربية لبلدة القرارة وصولًا لمدينة حمد السكنية.
تمركزت آليات الاحتلال على مناطق مرتفعة غرب مدينة حمد، ما سمح لها بكشف المناطق الشمالية الغربية لمدينة خانيونس، والجنوبية الغربية لمدينة دير البلح، الأمر الذي أجبر مئات العائلات النازحة على الهرب والتكدس على بُعد كيلومترات من أماكن تمركز جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، الأحد، تقليص الاحتلال الإسرائيلي المساحة الإنسانية جنوب القطاع إلى 20 كيلومترًا مربعًا بعد عمليات الإخلاء والنزوح القسري للغزيين.
وقالت، في بيان عبر فيسبوك، "تقليص المنطقة الإنسانية في الجنوب أدى لازدحام رهيب وتكدس مخيف للأهالي في شريط ضيق في ظل الحر الشديد وما ينتح عن هذا الازدحام من أمراض وأوبئة".
وقال رئيس البلدية دياب الجرو لـ المنصة إنّ عدد النازحين ارتفع في الأجزاء الغربية لدير البلح لأكثر من مليون نازح "هذا عدد غير مسبوق ويفوق القدرات الاستيعابية والخدماتية لكبرى المدن في العالم".
وأكد على عدم توفر أي مناطق أو أراضٍ في المدينة لاستقبال أي عدد إضافي من النازحين المتكدسين في مساحات ضيقة ودون خدمات أساسية، مضيفًا "لا نستطيع اليوم توفير 5 لتر مياه لكل فرد بسبب خروج 10 آبار عن الخدمة، وتزايد الحاجة لكميات إضافية من المياه".
وتطرق الجرو إلى تكدس النفايات في الشوارع وبين خيام النازحين، وعدم قدرة البلدية على تجميعها ونقلها إلى مكب النفايات بسبب تقدم جيش الاحتلال في المناطق الجنوبية الشرقية للمدينة، التي يوجد بها المكب.
وربط رئيس البلدية بين عدم توفر المياه وانتشار وتكدس النفايات وانتشار الأمراض والأوبئة لا سيما فيروس شلل الأطفال الذي اكتشف الجمعة، بعد إعلان وزارة الصحة عن اكتشاف حالة لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر.
وأعلن وزير الصحة الفلسطيني الدكتور ماجد أبو رمضان، في مؤتمر صحفي، مساء السبت، برام الله، عن حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال لجميع الأطفال دون سن الـ10 سنوات في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى توفير الوزارة مليونًا و200 ألف جرعة لقاح.
وأشار أبو رمضان، خلال المؤتمر الذي نشرته وزارة الصحة في قطاع غزة عبر فيسبوك، إلى تعاون الوزارة مع الأونروا واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية في توفير التطعيمات والعمل على توفيرها في قطاع غزة لتنفيذ حملة تطعيمات موسعة، منوهًا إلى أنهم يعملون على توفير 400 ألف جرعة إضافية أيضًا.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، منزلين جنوب مدينة دير البلح ما أدى إلى مقتل 14 ضحية، غالبيتهم أطفال، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالها، حسب مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى، أكد لـ المنصة وصول عدد من المصابين، بعضهم في حالة حرجة.
كما استهدف الاحتلال شقة سكنية في منطقة المزرعة يعود لعائلة العطار ما أدى إلى مقتل امرأة و6 من أطفالها، واستهدف منزلًا آخر يعود لعائلة اليازجي في منطقة البركة ما أدى إلى مقتل 7 آخرين بينهم 3 أطفال.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إنّ طواقمهم عملت على إخماد النيران المشتعلة نتيجة القصف وانتشال الضحايا، إلا أنهم لم يتمكنوا من انتشال كافة الضحايا من أسفل ركام منزل اليازجي بسبب عدم توفر الأدوات والمعدات الثقيلة لرفع الركام.
في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، مقتل جنديين من أفراده خلال الـ24 ساعة الماضية في معركة وسط قطاع غزة، ليرتفع إجمالي قتلاه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 692 قتيلًا بين ضابط وجندي، وفق سكاي نيوز.
وقال جيش الاحتلال إن الرقيب احتياط، مردخاي يوسف بن شوام، البالغ من العمر 34 سنة من جيفا بنيامين، ويعمل سائق شاحنة ثقيلة في الكتيبة 8119 لواء القدس 16 فيلق اللوجستيات، قتل في معركة وسط قطاع غزة.
كما أعلن الاحتلال عن مقتل الرائد احتياط يوتام إسحاق بيليد، ويبلغ من العمر 34 عامًا، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في ممر نتساريم وسط غزة.