قُتل، الأربعاء، اثنان من أفراد طواقم الدفاع المدني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خلال محاولتهما إطفاء حرائق ناتجة عن القصف الإسرائيلي المستمر شمال غرب المدينة، فضلًا عن عمليات انتشال القتلى، في وقت أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع وفاة 1000 طفل ومريض وجريح نتيجة إغلاق معبر رفح البري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ100 على التوالي.
وأصدر الدفاع المدني في غزة بيانًا عبر قناته على تليجرام أعلن فيه استهداف جيش الاحتلال وبشكل مباشر طواقمه أثناء عملهم، ما أدى إلى مقتل الإطفائي صهيب عادل أبو طاقية، والإطفائي حسين دياب أبو جاموس.
وبذلك ارتفع عدد ضحايا العاملين في الدفاع المدني إلى 82 منذ بداية الحرب على القطاع، حسب البيان.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني 8 قتلى من المدنيين في شمال رفح بعد استهداف جيش الاحتلال لهم في مكانين منفصلين بحي تل السلطان والحي السعودي. وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إنّ طواقمهم تمكنت من انتشال الضحايا الثمانية بعدما وجدوهم جثثًا هامدة ملقاة في الشوارع، وقبل أن يستهدف الجيش واحدًا من طواقمهم بقذيفة مدفعية.
ووصلت جثامين الضحايا إلى مشرحة مستشفى ناصر الطبي بخانيونس حيث تعرف ذووهم عليهم قبل أن توارى جثامينهم التراب.
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم 4 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي استهدفهم أثناء وجودهم على باب المنزل في منطقة البطن السمين جنوب مدينة خانيونس، وكذلك استهدف منزلًا لعائلة عويضة في حي الشيخ ناصر جنوب شرق المدينة، ومنزلًا ثانيًا يعود لعائلة قويدر في منطقة معن، ما أسفر عن مقتل عدد من أفراد المنزلين وإصابة آخرين.
ووصل 15 قتيلًا نتيجة استهداف المنازل إلى مستشفى ناصر، فيما لا تزال طواقم الدفاع المدني والإسعاف تعمل على انتشال الضحايا ونقلهم إلى المستشفى دون تحديد الحصيلة النهائية، وفق مصدر طبي تحدث لـ المنصة.
وزعم جيش الاحتلال أن ضرباته في خانيونس كانت لـ"أهداف إرهابية". وقال المتحدث أفيخاي أدرعي عبر إكس "بعد وقت قصير من قيام منظمة حماس الإرهابية بإطلاق القذائف الصاروخية نحو وسط البلاد اليوم أغارت طائرة لسلاح الجو بتوجيه من الفرقة 98 على أهداف إرهابية في المنطقة التي شهدت عملية الإطلاق".
وبرر أدرعي القصف الإسرائيلي، محملًا حركة حماس المسؤولية "تعتبر هذه العملية بمثابة دليل آخر على وضع حماس الإرهابية عمدًا منشآتها الإرهابية بجوار منشات مدنية والسكان مستغلة إياهم دروعًا بشرية".
وفي وسط قطاع غزة، أفاد ثلاثة شهود عيان من مخيمي البريج والنصيرات بإطلاق طائرات جيش الاحتلال من مسافة قريبة الرصاص باتجاه منازل المواطنين في المناطق الشمالية للمخيمات، وهي المنطقة المقابلة لمحور نتساريم الذي يتمركز فيه جيش الاحتلال منذ بداية الحرب على القطاع، ومنع عودة النازحين إلى المناطق الشمالية.
وأشار شهود العيان لـ المنصة إلى أنّ طائرات الاحتلال فتحت نيرانها بشكل عشوائي ودون سبب محدد، ولم يبلغ عن وقع ضحايا نتيجة إطلاق النيران.
في غضون ذلك، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع إسماعيل الثوابتة إن جيش الاحتلال يواصل إغلاق معبر رفح الحدودي بين فلسطين ومصر لليوم الـ100 على التوالي بعد أن قام بإحراقه وتجريفه وإخراجه عن الخدمة.
وأضاف الثوابتة، خلال مؤتمر صحفي في مستشفى شهداء الأقصى، أن ذلك يأتي بالتزامن مع تعمُّق الكارثة الإنسانية في القطاع بشكل غير مسبوق وعلى كل الأصعدة ومناحي الحياة كافة.
وأشار إلى أن الاحتلال خلال الـ100 يوم تسبب في منع دخول المساعدات والمستلزمات الطبية والوفود الصحية، والأدوية والعلاجات عن طريق معبر رفح، ما أدى إلى تأزم الواقع الصحي والإنساني في قطاع غزة، وتجويع النازحين لا سيما الأطفال والنساء.
وكانت مصر رفضت التنسيق مع إسرائيل حول معبر رفح، بعد اقتحام جيش الاحتلال له في مايو/أيار الماضي، ما أوقف تدفق المساعدات للقطاع.
وأوضح الثوابتة أن الاحتلال منع 25 ألف مريض وجريح لديهم طلبات سفر وتحويلات للعلاج في الخارج، من السفر، ما أدى إلى وفاة 1000 منهم لم يتوفر لهم العلاج اللازم، مضيفًا "والباقون مهددة حياتهم بالموت بسبب سياسة الاحتلال غير الإنسانية وغير الأخلاقية بمنعهم من السفر لتلقي العلاج".
وأدان الإعلام الحكومي استمرار جيش الاحتلال إغلاق معبر رفح البري، مُحملًا إياه والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تداعيات إغلاقه ومنع دخول المستلزمات الطبية.