استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مدرسة خديجة بدير البلح، التي كانت تستخدم كنقطة طبية تابعة لمستشفى شهداء الأقصى، كما قصف عددًا من تجمعات الشبان والمنازل في خانيونس مخلفًا أكثر من 45 قتيلًا وعشرات الإصابات، وأمر جيش الاحتلال سكان عدة أحياء جنوب خانيونس بالإخلاء، مقلصًا المساحة الإنسانية الآمنة.
وقصف جيش الاحتلال مدرسة خديجة التابعة لجمعية الصلاح الخيرية بثلاث صواريخ، دون تحذير مسبق، حسب المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدجران لـ المنصة.
واستهدفت الصواريخ الحربية مقر النقطة الطبية بالمدرسة والمُصلى التابع لها، ونقطة الأمن على بوابة المدرسة، فيما كان الأطباء والممرضون يعملون على تقديم العلاجات والخدمات الطبية للنازحين والجرحى، وفق الدجران.
ووصل إلى مستشفى شهداء الأقصى 30 قتيلًا وأكثر من 100 جريح، نتيجة القصف الإسرائيلي، وأكد المتحدث باسم المستشفى أنهم يستقبلون الجرحى على الأرض بسبب عدم كفاية الأسرة، والعدد الكبير من الجرحى نتيجة استهداف النقطة الطبية التي كانت تكتظ بالمرضى ومرافقيهم.
واعتادت إسرائيل استهداف المدارس التي تؤوي نازحين، وكذلك المستشفيات. ووفقًا لتقديرات الأونروا قصف جيش الاحتلال 69% من المدارس في قطاع غزة.
وقال أحد الناجين من قصف مدرسة خديجة، لـ المنصة "وين ما بنروح القصف لاحقنا، ما في أي منطقة آمنة، قصفوا بيت بجوار خيمتنا قبل أيام، واضطرينا التواجد داخل النقطة الطبية بمدرسة خديجة لتلقي العلاج، واليوم لاحقنا القصف لداخل النقطة الطبية، ويحكولنا مناطق آمنة، طيب إذا بالمناطق الآمنة يتم قصفنا وين نروح".
وتصاعدت صرخات الأمهات والأطفال بحثًا عن ذويهم المصابين والقتلى في مستشفى شهداء الأقصى، وقالت إحدى الناجيات "دورت على أمي وما لقيتها بين الجرحى، قالولي شوفي الثلاجات ولقيتها هنا، ماتت الله يرحمها ماتت وتركتنا".
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وجود مركز لحركة حماس في مدرسة خديجة، قائلًا عبر إكس، "جيش الدفاع يغير على مجمع قيادة وسيطرة تابع لحماس تم اخفائه داخل مجمع مدرسة خديجة في وسط قطاع غزة، في الغارة تم القضاء على عدد من مخربي حماس عملوا من داخل المجمع".
ولم يقتصر القصف الإسرائيلي في دير البلح على مدرسة خديجة، فبعد نحو ساعتين قصفت مدرسة أخرى تابعة لجمعية الصلاح الخيرية وهي مدرسة أحمد الكرد، المقابلة لمدرسة خديجة.
وعقب قصف مدرسة أحمد الكرد، استهدف جيش الاحتلال للمرة الثانية مدرسة خديجة، ما أسفر عن تدميرها بشكل كامل وفق ما أكده شاهدي عيان لـ المنصة.
وفي خانيونس، طالب المتحدث باسم جيش الاحتلال بإخلاء مربعات سكنية إضافية جنوب شرق المدينة، متذرعًا بإطلاق الصواريخ من تلك المناطق تجاه الأراضي المحتلة وتجمعات جيش الاحتلال.
وقلص جيش الاحتلال المنطقة الإنسانية التي دعا الغزيين إلى النزوح لها في وقت سابق، حيث طالبهم، صباح السبت، بإخلاء أحياء المنارة، السلام، الحشاش، مصبح، قيزان النجار، قيزان أبو رشوان وجورت اللوت، نحو مناطق غرب خانيونس، مدعيًا أن "تلك المناطق تم ضمها إلى المناطق العسكرية التي سيعمل فيها الجيش على ملاحقة المقاومة الفلسطينية والبنية التحتية التابعة لها".
ونزح عشرات المواطنين من منازلهم تحت وقع القصف المدفعي الإسرائيلي المكثف للمناطق التى تم تحذيرها، وقال شاهد عيان لـ المنصة "الجيش قصف مناطق سكنا قبل ما يعلن توسيع المنطقة العسكرية، في ناس قتلت بالشوارع وتحت ركام بيوتها المستهدفة وإحنا نجونا بأعجوبة".
وأشار شاهد العيان إلى سقوط العشرات من قذائف المدفعية، وملاحقتهم من قبل مُسيرات كوادكوبتر التي أطلقت الرصاص باتجاههم خلال هربهم من منازلهم، موضحًا أنهم مدنيون هربوا مع نسائهم وأطفالهم ولا يحملون السلاح أو أي أدوات قتالية حتى يتم ملاحقتهم واستهدافهم.
وكانت الأمم المتحدة قدرت عدد النازحين في خانيونس، خلال الفترة بين الاثنين والخميس من الأسبوع الماضي بـ180 ألف نازح.
واستهدف جيش الاحتلال عددًا من المنازل وتجمعات المدنيين في مناطق القرارة وعبسان الكبيرة وقيزان النجار والتحلية ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وصل منهم 15 ضحية إلى مستشفى ناصر الطبي بخانيونس.
وقال مصدران واحد من الإسعاف وآخر من الدفاع المدني لـ المنصة، إن ما وصل من ضحايا إلى مستشفى ناصر هو ما استطاعت طواقمهم الوصول إليه وانتشاله، وأكد المصدران على أن هناك عشرات القتلى في الشوارع وتحت ركام المنازل لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض، لا تستطيع طواقمهم الوصول لها وانتشالها بسبب تواجد جيش الاحتلال في تلك المناطق.
وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية عدد ضحايا "مجازر الاحتلال بمحافظة خانيونس منذ صباح اليوم بـ23 شهيدًا وأكثر من 89 إصابة بينها حالات خطيرة".
وارتفعت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى39 ألف و258 قتيلًا و90 ألف و589 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق إحصائية الوزارة اليوم.