برخصة المشاع الإبداعي: سارة كار، فليكر
دومة في أحد المسيرات عام 2011

"محاولة لإسكات صوته".. "المفوضية المصرية" تدين التحريض ضد أحمد دومة

قسم الأخبار
منشور الخميس 25 يوليو 2024

أدانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، الخميس، الهجوم الأخير على الكاتب والناشط السياسي أحمد دومة، بعد طرح ديوانه "كيرلي"، الأمر الذي وصل إلى صدور فتاوى ضده، حتى منع حفل توقيع الكتاب، الذي كان مقررًا له 20 يوليو/تموز الجاري.

وكانت دار المرايا، الصادر عنها "كيرلي"، أعلنت، الجمعة الماضي، تأجيل حفل توقيع الديوان، عقب حملة اتهمته بـ"الإساءة إلى الذات الإلهية"، وتحديدًا في الإهداء الذي يقول "إلى الله: على انحيازه للقتلة وأولاد الزنا".

وقالت المفوضية في بيان "للمرة الثانية يواجه دومة هجومًا على ديوان كيرلي من قبل عدد من الشيوخ ورجال الدين الذين طالبوا مجمع البحوث الإسلامية بمصادرة ديوانه ومنع طبعه وتداوله".

وأعلنت المفوضية المصرية رفضها طلبات مصادرة الديوان "خاصة أن الدستور يكفل حرية الرأي والتعبير"، واعتبر ذلك هجومًا على حرية الإبداع، ورأت أن هذا الهجوم "ما هو إلا محاولة للتضييق على دومة، وأن هذه الأساليب المتبعة للنيل منه لإسكات صوته".

وأكدت المفوضية على كامل تضامنها مع دومة، وحقه في التعبير عن رأيه ومناقشة كتابه، خاصة أنه لم يهاجم أحدًا أو يمس أي شخص "فهو مجرد قصائد كتبها أثناء تواجده في الحبس للتنفيس عن نفسه".

وسبق أن قال دومة لـ المنصة إن الفتاوى التي صدرت ضد ديوانه بمثابة استخدام للدين في التصفية السياسية، و"دعشنة" تعرض حياته للخطر، مشيرًا إلى أنه سيلجأ للقضاء مختصمًا هؤلاء "الشيوخ الرسميين"، على حد وصفه. 

وحذر دومة من أن الفتاوى التي صدرت ضده ليست سوى تحريض على القتل، وقال "هذه ليست فتاوى، وهؤلاء ليسوا شيوخًا، لأن استخدام الدين لتصفية المعارضة السياسية ليس رأيًا فقهيًا أو شرعيًا أو دينيًا، بل تحريض على القتل، ولن أقف متفرجًا لحد ما يموتونني".

وأضاف "في رأيي إن الدولة محتاجة تاخد موقف تجاه هؤلاء المشايخ بأن تتبرأ منهم أو تعاقبهم قانونًا باعتبار ما فعلوه جريمة ومخالفة صريحة لمواد الدستور، لأنه في كل مرة صُدّر هذا الخطاب تجاه مبدع أو عمل إبداعي كانت النتيجة إيذاء المبدعين كما حدث مع نجيب محفوظ وفرج فودة، ونصر حامد أبو زيد وغيرهم".

ووفقًا لدومة فإنه كتب الديوان أثناء فترة اعتقاله، وصدر عام 2021، لكن تمت مصادرته من معرض الكتاب عقب نشره، "واستجابت دار المرايا حينذاك للطلب الأمني بعدم عرضه، وعدم توزيعه على المكتبات".

وتابع دومة أنه بعد خروجه من السجن حاول إعادة نشره مجددًا "فحدث ما حدث، وما زال الكتاب غير متاح للقراء ليقرروا تقييمه إبداعيًا ونقديًا وأدبيًا، رغم استيفائه لكافة الإجراءات القانونية وحصوله على رقم إيداع من دار الكتب".

وهو ما سبق وأكده مدير الدار يحيي فكري قائلًا لـ المنصة، إن الديوان سبق ومُنع في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021 "بعد أن طلب الأمن رفعه من العرض بجناح الدار دون أي قرار رسمي ودون إبداء أسباب واضحة".

يذكر أن دومة سجن نحو 10 أعوام، منذ 2013، وحتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي عفوًا عنه في أغسطس/آب 2023 بعد الحكم عليه بالسجن المشدد 15 عامًا في قضية أحداث مجلس الوزراء، وقضى دومة سنوات في حبس انفرادي، كتب خلالها قصائد الديوان.