منشور
السبت 20 يوليو 2024
- آخر تحديث
السبت 20 يوليو 2024
تتجه وزارة التربية والتعليم إلى التنسيق مع المعاهد الأزهرية ومراكز الشباب لاستخدام بعض مبانيها كفصول، بهدف حل أزمة الكثافة المرتفعة في الفصول، وذلك حال تعذر تنفيذ عدد من الحلول الأخرى التي كشفتها وثيقة اطلعت عليها المنصة.
وكان وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف حدد أمام لجنة التعليم في مجلس النواب الأسبوع الماضي أزمة الكثافة في المدارس، كأولوية في وزارته، متعهدًا حلها في أسرع وقت.
ووفق الوثيقة، الموجهة إلى عموم مديريات التعليم على مستوى الجمهورية، ومؤرخة بـ 16 يوليو/تموز الجاري، سمحت الوزارة بإعادة توزيع الطلاب في المدارس ذات الكثافة المرتفعة على مدارس أخرى بذات المنطقة السكانية، واستغلال بعض فصول المعاهد الأزهرية، ومباني مراكز الشباب، وهو ما اعتبر الخبير التربوي وائل كامل "مؤشرًا على تفاقم الأزمة"، واصفًا الحلول المقترحة بـ"مسكنات".
ووجهت الوثيقة بمعاينة كافة المدارس على مستوى الجمهورية، ووضعت حلولًا للكثافات المرتفعة من بينها "ترشيد الفراغات، وإعادة توزيع الطلاب ودمج المراحل التعليمية، وإمكانية عمل المدارس أكثر من فترة، والاستفادة القصوى من جميع المدارس الواقعة بنطاق الخدمة أو بنطاقات الخدمة المجاورة وخاصة المدارس الفنية".
وعقّب مصدر قيادي بقطاع شؤون المديريات التعليمية، لـ المنصة، على ما تضمنته الوثيقة بقوله إن "إعادة توزيع الطلاب يعني تسكين بعضهم في مدارس مجاورة ذات كثافة أقل، طالما أن مدارسهم الأصلية لا تحتمل، ولكن ذلك سيكون وفق ما تقرره كل إدارة تعليمية، لأن حلول مشكلة الكثافة ستكون لا مركزية، أي لن تتضمن حلولًا عامة لكل الإدارات، بل حلول تخص كل إدارة على حدة، وفقًا لما تقترحه".
وأشارت الوثيقة ضمن الحلول المقترحة إلى "إمكانية التنسيق واستخدام بعض فصول المعاهد الأزهرية بنطاق خدمة هذه المدارس، وإمكانية التنسيق واستخدام بعض مباني مراكز الشباب، وإمكانية استغلال أي مباني خالية تابعة لوزارات أخرى".
وأوضح المصدر في الوزراة، لـ المنصة، أن "الاستعانة بقاعات من مراكز الشباب وفصول الأزهر، لن يطبق على الكل، بل في إدارات معينة حسب مقترح مدير الإدارة نفسه مش هنفرض عليهم حلول معينة".
وأضاف "يعني مدرسة فيها كثافة ومش جنبها مدرسة تانية كثافتها أقل، أو مدرسة مكتظة ومفيش أي حلول غير إنك تاخد فصول من معاهد أزهرية مجاورة، ده هنعمله بنفس مدرسين المدرسة الأصلية، المهم يكون المعهد في نفس نطاق المدرسة".
وحسب تقرير صادر عن البنك الدولي، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، فإن مصر بحاجة إلى بناء نحو 117 ألف فصل دراسي في غضون 5 سنوات لتقليل كثافة الفصول إلى 45 طالبًا، أو بناء 50 ألف فصل دراسي بحلول عام 2026 للحفاظ على عدد الطلاب في الفصل عند 56 طالبًا.
مسكنات لا حلول جذرية
من جانبه، أكد الخبير التربوي وائل كامل، أن الحلول المقترحة من وزارة التعليم "تعبر عن عدم وجود خطة حقيقية للأزمة، لأن استدعاء حلول مؤقتة طوال الوقت يعني ترحيل المشكلة حتى تصل إلى مرحلة خطيرة، لأن الأزمة أكبر من أن تُحل بالمسكنات".
وأضاف كامل، لـ المنصة، أن الحديث عن توزيع الطلاب على معاهد أزهرية، وإعادة توزيع الطلاب على مدارس مجاورة، يتناقض مع الاتفاق المبرم مع ولي الأمر، "أنا ابني بيدرس هنا، إزاي مع نفسك توديه مكان تاني بدون موافقتي ولا رغبتي، طب مين هيوديه؟ ومسؤولية تأمينه على مين؟ والمدرسين بتوعه مين ومديره مين؟",
وتساءل "إزاي علشان تحل مشكلة تربك ولي الأمر بالشكل ده وبدون ما تشاركه معاك، علشان كدة لا يصح أبدًا تكون الحلول على حساب استقرار الطالب نفسيًا ومعنويًا داخل مدرسته وعلى حساب أسرته".
وخلال زيارته لمحافظة الغربية، أمس، قال وزير التعليم إن كل إدارة تعليمية لها طبيعة خاصة ويجب أن تكون حلول مشكلة الكثافة ملائمة وقابلة للتنفيذ، كما يجب على مديري الإدارات التعليمية أن يكونوا على علم بطبيعة ومشكلات كل مدرسة، وبالتعاون مع مدير كل مدرسة يتم تنفيذ هذه الحلول.
وقال كامل "حل الأزمة معروف للكل، إنك توفر أراضي وفلوس وتبني فصول جديدة، لكن إنك تبحث عن حلول بعيدة عن الحل الأصلي يبقى بتدي مبررات للحكومة إن عندك حل للمشكلة مجانًا، وده في حد ذاته غلط كبير جدًا، وكل الحلول المطروحة غير واقعية بالمرة، وهتكون سبب في خلافات كبيرة بين الأهالي والمدارس وهتقلل من معدلات الحضور".
ووفق الوثيقة، فإنه "حال تعذر وجود أي من الحلول يتم طلب توفير أرض".
وأوضح المصدر المطلع القيادي في شؤون القطاعات الإدارية "كل دي حلول مؤقتة لحد ما نعمل تجميعة نهائية آخر السنة بالمبالغ المالية العاجلة لبناء فصول جديدة أو توسعات إنشائية فورية في مناطق معينة لا تحتمل أي تأخير، ونقدمها للحكومة لأن موازنة الأبنية التعليمية السنة دي حوالي 25 مليار جنيه فقط وده محتاجين أضعافه".
وأكد المصدر أن "الأولوية والتركيز الأكبر سيكون على استغلال الفراغات في المدارس، وتطبيق نظام الفترتين يوميًا، واستغلال فراغات المدارس الفنية المجاورة، وذهابنا إلى فصول الأزهر وقاعات مراكز الشباب سيكون في نطاق ضيق، إذا كانت كل الحلول الباقية ليست ناجزة أو يصعب تطبيقها".
وتداولت معلومات على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، حول إلغاء إجازة يوم السبت في المدارس كأحد حلول مواجهة الكثافة الطلابية، فيما لم تنف وزارة التعليم تلك الأنباء، وقالت في بيان للمتحدث الرسمي شادي زلطة، أمس، إن "هذا كان مقترحًا من بعض الإدارات التعليمية لحل مشكلة الكثافة لكن لم يصدر قرار رسمي بذلك".