تصاعدت الأحداث على الحدود الجنوبية اللبنانية خلال الأيام الماضية مع زيادة وتيرة العمليات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيليى.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت صباح اليوم إلى "اعتراض الدفاعات الإسرائيلية طائرة مسيرة تابعة لحزب الله في منطقة معهد ليشم التابع لشركة رافائيل للصناعات العسكرية، في منطقة مشغاف شمال إسرائيل".
وظهر مجمع شركة رافائيل في الفيديو الذي نشره حزب الله الثلاثاء الماضي، تحت عنوان "هذا ما رجع به الهدهد"، وهو المقطع الذي عرضه الإعلام الحربي لحزب الله وفيه مشاهد من استطلاع جوي لمناطق في شمال "كريات شمونة" و"نهاريا" و"صفد" و"كرميئيل" و"العفولة" وحيفا ومينائها.
وقالت يديعوت أحرونوت إن مسيرات حزب الله استهدفت مواقع في "إييلت هشاحر" شمال شرق مدينة صفد، مؤكدة سماع دوي انفجار قوي، حيث جرى التحقيق في الاشتباه بأضرار مباشرة.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن صفارات الإنذار دوت في مناطق لم تسمع فيها الإنذارات منذ عدة أشهر، واندلعت حرائق في عدة مواقع بينما تحاول فرق الإطفاء السيطرة عليها.
وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، صباح اليوم الأحد، تنفيذ هجوم جوي بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة "بيت هلل" التابعة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن "العملية دعم لغزة ومقاومتها، وردًا على اغتيال قيادي في الجماعة ببلدة الخيارة، شرق لبنان".
وقالت الجماعة في البيان، الذي نشره موقع المنار التابع لها، إن "الهجوم استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود مقر قيادة الكتيبة، وأصابها إصابة مباشرة، موقعًا أفرادها بين قتيل وجريح".
ومن جانبه نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، بيانًا للجيش جاء فيه أن "مسيرة معادية من لبنان" اخترقت شمال إسرائيل، وأنه أُطلق "صاروخ اعتراض نحو المسيرة وتم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا".
وأشار البيان إلى أن المسيرة "سقطت في منطقة بيت هلل من دون وقوع إصابات".
وفي البيان ذاته أكد جيش الاحتلال أنه هاجم أعضاء في حزب الله وبنى تحتية للجماعة، لافتًا إلى أن طائرات حربية أغارت أمس على مبنى عسكري لحزب الله في كفر كلا وموقع استطلاع آخر لحزب الله. "كما تم استهداف خلية مخربين تم رصدها في منطقة الطيبة من قبل قوات من الوحدة 869".
ونشر الإعلام الحربي لحزب الله، مساء أمس، مقطعًا مصورًا لما قال إنه لأهداف حيوية إسرائيلية، وعنون الفيديو بجملة "إلى من يهمه الأمر"، في رسالة إلى الداخل الإسرائيلي.
وتضمّن الفيديو مقطعًا من الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهو يحذّر الاحتلال من أنّ قتال المقاومة ضدّه سيكون "بلا ضوابط أو قواعد أو أسقف"، في حال فُرضت الحرب على لبنان، وتأكيده أنّ من يفكر بالحرب مع المقاومة سيندم، وترجمت كلمة نصر الله على الفيديو باللغتين الإنجليزية والعبرية، وكذلك وضعت صورة الفيديو إحداثيات خطوط الطول والعرض للأهداف التي عُرضت من دون تسميتها.
ونقل موقع الميادين القريب من حزب الله عن وسائل إعلام عبرية قولها إن الفيديو "يتضمن مجمع هكريا، الذي يضمّ مقار وزارة الأمن الإسرائيلية وهيئة أركان الجيش والعديد من قيادات الأركان العسكرية العليا".
ويتبادل حزب الله وجيش الاحتلال القصف على الحدود منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن وتيرة الأحداث تصاعدت الأسبوع الماضي بعد اغتيال إسرائيل طالب سامي عبد الله مع ثلاثة آخرين، حسب فرانس 24، فيما وصفه جيش الاحتلال بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان".
وفي إطار التصعيد نقل موقع الحرة الأمريكي عن مسؤولين من فصائل مدعومة من إيران ومحللين تحدثوا لأسوشيتد برس مؤكدين أن آلاف المقاتلين من الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط على استعداد للقدوم إلى لبنان للانضمام إلى حزب الله في معركته ضد إسرائيل إذا تصاعد الصراع المحتدم إلى حرب شاملة، بينما قال نصر الله، في خطاب ألقاه، الأربعاء، إن قادة المسلحين في إيران والعراق وسوريا واليمن ودول أخرى عرضوا في السابق إرسال عشرات الآلاف من المسلحين لمساعدة حزب الله، لكنه قال إن الجماعة لديها بالفعل أكثر من 100 ألف مقاتل.
ووفقًا لفرانس برس، قتل منذ أكتوبر الماضي 480 شخصًا في لبنان، بينهم 93 مدنيًا على الأقل و313 مقاتلًا من حزب الله، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 15 عسكريًا و11 مدنيًا، وهي الأرقام التي تشكك فيها وسائل إعلام تابعة لحزب الله.