أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، الثلاثاء، تسليم الوسطاء المصريين والقطريين ردهما على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت حماس، في بيان، إن الرد يضع الأولوية "لمصلحة شعبنا الفلسطيني، وضرورة وقف العدوان المتواصل على غزة بشكل تام، والانسحاب من كامل قطاع غزة".
وأبدى الوفد الفلسطيني جاهزيته للتعامل الإيجابي للوصول إلى اتفاق "ينهي هذه الحرب ضد شعبنا انطلاقًا من الشعور بالمسؤولية الوطنية".
بدورهما، أعلنت مصر وقطر، الثلاثاء، عن تسلمهما رد حماس والفصائل الفلسطينية، حول المقترح الأخير بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأكد الجانبان أن جهود وساطتهما المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة إلى حين التوصل إلى اتفاق "حيث سيقوم الوسطاء بدراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حيال الخطوات القادمة".
من جانبه، أكد البيت الأبيض أن واشنطن تجري من جهتها مراجعة لرد حماس على مقترح الهدنة في غزة.
وحسب مصادر لموقع العربية لم تسمها، إذا تم تنفيذ الصفقة في المرحلة الأولى، فسيتوقف القتال في كامل قطاع غزة، موضحًا أن الصفقة تتيح إخراج المحتجزين بأمان، ودخول ما يصل إلى 600 شاحنة يوميًا إلى القطاع المحاصر.
تفاؤل حذر
وعقب إعلان حماس تسليم ردها لمصر وقطر، توالت ردود الأفعال بين النازحين الغزيين، إذ عبر البعض عن تفاؤله الحذر، خصوصًا أن حماس قدمت للوسطاء ملاحظات على المقترح، وآخرون اعتبروا الرد سلبيًا ولن يأتي بنتيجة إيجابية تُنهي الحرب.
فيما ذهبت فئة ثالثة لكتابة بعض التعليقات الساخرة من تأخر رد حماس، بينما تستمر إسرائيل في قتل الغزيين المدنيين.
وقال تحسين السلوت، 46 عامًا، النازح من مدينة غزة إلى وسط القطاع لـ المنصة "صرلي أكم يوم بستنى زي زي كل هالناس، إحنا بدنا تخلص الحرب ونقدر نرجع على بيوتنا أو إللى باقي منها".
وأوضح أن الحرب والنزوح والمكوث في خيمة والتنقل بها من مكان إلى آخر خلال الأشهر الماضية أنهكه وأسرته ماديًا ونفسيًا، خاصة مع ارتفاع درجات حرارة الصيف "العالم كله لازم يفهم إنه العيشة في الخيمة تحت الحرب وحرارة الصيف، لا تطاق، وإنه إحنا كغزيين بدنا الحرب تنتهي ونجمع شتات نفسنا وعائلاتنا، عندي تفاؤل الحرب قربت تخلص، وبتمنى أمريكا تضغط على الاحتلال يوافق على الانسحاب ونخلص".
على عكس السلوت، لا يعتقد ساهر عبد الحميد 38 عامًا، من سكان مدينة خانيونس، أن رد حركة حماس سيلقى قبول الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، موضحًا "أمريكا بتشتغل لصالح الاحتلال، وفي عدة تصريحات اسمعها على الراديو في الأيام الماضية كانت بتطالب حماس بقبول الورقة كما هي، يعني ما بدهم حماس تعمل أي تعديل أو ملاحظة، وما بعتقد نتنياهو يوافق على إنهاء الحرب".
وأضاف "إحنا بدنا تخلص الحرب ونرجع لحياتنا أو نحاول نرجع لحياتنا ونعمّر بيوتنا وشوارعنا، بكفي دمار وقتل، بطلنا متحملين بعض في الخيم ولا في الشوارع، بس للأسف حتى قيادتنا بتفاوض من باب مرتاح ولا حدا حاسس فيما كشعب".
وفي السياق، كتب العديد من سكان غزة على فيسبوك بوستات ساخرة من جولات التفاوض المستمرة بين حماس والاحتلال فيما ينزح أكثر من مليون غزي من منازلهم في الخيام.
وكتب المحامي عبد الله شرشرة "تم تسليم تعديلات (ح) على الرد المقترح من قبل بلينكن، والذي كان ردًا لإسرائيل على مقترح بايدن، الذي بني بالأساس على الورقة المعدلة على ورقة باريس التي سبق وأن وافقت عليها إسرائيل و(ح) على تعديلاتها، وفي الوقت الحالي يتوقع أن ترد إسرائيل على تعديلات (ح) وذلك بتعديل جديد على الرد الذي كان ردًا لاسرائيل على مقترح بايدن، الذي بني بالأساس على الورقة المعدلة على ورقة باريس التي سبق وأن وافقت عليها إسرائيل و(ح)".
فيما كتب الناشط الشاب محمود الطويل "الكورة الآن في ملعب الوسطاء"، وتابع "هدول مش دافعين في راس المال عشان هيك مش مفرق معهم خسارة أرواح جديدة أو دمار جديد، ولكن إحنا بنموت وبنتهجر كل يوم بمكان".
وكتب المصور الصحفي محمد ضاهر "أهل العروسة سلموا المهر"، في إشارة إلى تسليم حماس ردها على ورقة بايدن، حيث أرفق صورة هنية والنخالة، التي انتشرت بعد اجتماعهما الأخير لوضع الملاحظات الأخيرة على الاتفاق.
3 مراحل
وكان مجلس الأمن اعتمد قرارًا، مساء الاثنين، قدمت مشروعه الولايات المتحدة، ورحب فيه "بالاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار المُعلن يوم 31 مايو/أيار وقبلت به تل أبيب"،
ويشير القرار الذي يحمل رقم 2735 إلى أن تنفيذ هذا الاقتراح سيُمكن من تحقيق النتائج التالية موزعة على 3 مراحل، الأولى وقف فوري تام وكامل لإطلاق النار مع إطلاق سراح المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى وإعادة رفات بعض المحتجزين الذين قتلوا، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
وفي نفس المرحلة يطالب القرار بعودة المدنيين الفلسطينيين إلى ديارهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة بما في ذلك الشمال، فضلًا عن التوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع على جميع من يحتاجها من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك وحدات الإسكان المقدمة من المجتمع الدولي.
وفي المرحلة الثانية، يوقع اتفاق من الطرفين بوقف دائم للأعمال العدائية مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين الآخرين الذين يظلون في غزة، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
أما المرحلة الثالثة، ففيها الشروع في خطة كبرى متعددة السنوات لإعادة إعمار غزة وإعادة ما يبقى في القطاع من رفات أي محتجزين متوفين إلى أسرهم.