قُتل عشرات المدنيين في هجمات لقوات الدعم السريع السودانية على قرية ود النورة بولاية الجزيرة، الأربعاء، في عملية وصفها مجلس السيادة السوداني ووزارة الصحة بـ"الجريمة البشعة"، فيما اعترف الدعم السريع بالهجوم، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه "استهدف معسكرات تابعة للجيش السوداني".
وبينما لم تعلن وزارة الصحة السودانية أعداد الضحايا، قالت لجان مقاومة مدني، على إكس، إن الهجمات أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 100 شخص، فيما قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، على إكس، إن "ضحايا المجزرة يفوق عددهم 150 شخصًا من الأطفال والنساء والعجزة"، وقالت وكالة الأنباء السودانية إن "من بين ضحايا المجزرة أحد كوادرها الإعلامية، الصحفي مكاوي محمد"، واتهمت الدعم السريع بـ"اغتياله".
وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض، ومدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ووفقًا لحساب لجان مقاومة مدني على إكس، بدأت المعارك في ود النورة صباح الأربعاء "وكررت الميليشيا الهجوم على دفعتين حتى اجتاحت القرية" التي شهدت "حالات نزوح كاملة للنساء والأطفال من الأهالي نحو مدينة المناقل في ولاية الجزيرة بوسط بالسودان".
واتهم مجلس السيادة الانتقالي الدعم السريع بارتكاب "مجزرة بشعة" في حق المدنيين العزل في ود النورة، مطالبًا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان "بإدانة واستنكار الميليشيا الإرهابية ومحاسبتها".
ووصف المجلس الهجوم بأنها "جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية"، مشيرًا إلى أنها "أفعال إجرامية تعكس السلوك الممنهج لهذه الميليشيات في استهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم وتهجيرهم قسريًا من مناطقهم".
ونقل موقع سكاي نيوز عن منصات قال إنها تابعة للدعم السريع تأكيدها أن "المعارك التي خاضتها قوات الدعم السريع كانت مع مسلحين تابعين للجيش، وأن معظم الضحايا سقطوا نتيجة للقصف الجوي الذي نفذه طيران الجيش".
وأشار بيان لقوات الدعم السريع، نشره على إكس، إلى أنه اشتبك مع قوات الجيش "خارج المدينة"، مبررًا ذلك بأن "ميليشيا البرهان وكتائب المجاهدين، حشدت قوات كبيرة في ثلاثة معسكرات للعدو في غرب المناقل بمنطقة ود النورة بولاية الجزيرة بغرض الهجوم على قواتنا في جبل الأولياء".
وأضاف الدعم السريع أن قواته "هاجمت ثلاثة معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة تضم قوات من ميليشيا البرهان، وجهاز المخابرات، وكتيبة من كتائب الإسلاميين المعروفة بـ(الزبير بن العوام)".
وأكد أن قواته "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تحركات أو تجمعات للعدو، وستعمل على ملاحقته، ولن تجدي أي محاولات للفلول وغرف التضليل التي تحاول جاهدة حجب الحقيقة".
واعترف الدعم السريع بمقتل 8 من جنوده وعدد من الجرحى، دون ذكر للضحايا المدنيين من سكان منطقة ود النورة.
ولفت إلى أن أهالي قرية ود النورة استنجدوا بارتكازات القوات المسلحة لكنها "لم تستجب لإغاثة المواطنين بكل الخزي والعار". ولم يصدر عن الجيش السوداني أي بيانات بشأن الهجوم على ود النورة.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، وقدرت الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي عدد النازحين بسبب الحرب بـ"حوالي 8 ملايين شخص"، مشيرة إلى "مقتل نحو 14 ألف سوداني".