تصوير: سالم الريس- المنصة
عشرات القتلى والجرحى تصل إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد قصف إسرائيلي لمخيم البريج بأحزمة نارية، الثلاثاء 4 يونيو 2024

إسرائيل تقتحم مخيم البريج وسط غزة للمرة الثانية.. والضحايا بالعشرات

سالم الريس
منشور الأربعاء 5 يونيو 2024

اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس مخيم البريج وسط قطاع غزة، مخلفًا ضحايا بالعشرات بين قتيل وجريح، بينهم أطفال، في وقت نزح بعض الأهالي من المخيم مجددًا تحت وقع القصف إلى المنطقة الغربية بدير البلح.

وهذه هي المرة الثانية التي يقتحم فيها جيش الاحتلال مخيم البريج، الذي سبق واقتحمه في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وآنذاك قال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال استخدم الفسفور الأبيض والمدفعية الثقيلة.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر إكس، مساء أمس، بدء عملية عسكرية في مخيم البريج، قائلًا "تشن طائرات حربية لسلاح الجو في هذه الأثناء غارات على أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية، بالتزامن مع قيام قوات برية بعملية دقيقة وبتوجيه استخباري في منطقة البريج وسط قطاع غزة".

واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق المخيم بأحزمة نارية لعدد من المنازل والشوارع والبنايات السكنية المأهولة بالسكان المدنيين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 غزيًا بينهم أطفال ونساء وصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.

وقال أحد النازحين لـ المنصة، "بدون سابق إنذار قصفوا علينا لبيوت والشوارع، طلعنا نجري بأوعينا، يادوب قدرنا حملنا ولادنا وأطفالنا واحنا بنشوف الناس مرمية بالشوارع إلى منهم مات وإلي مصاب وبنتظر سيارة إسعاف".

وقال شاهد عيان ثانٍ، وهو ناجٍ من قصف منزل عائلته "يا عالم إحنا مدنيين قاعدين في بيوتنا، فجأة القذائف بتنزل على البيت، قتلوا أبوي وإخوتي وفي منهم إصابات، طيب إحنا وين نروح بالحرب وين ننزح ووين نقعد".

واستمر القصف المدفعي الكثيف مستهدفًا عشرات المنازل والمباني السكنية والتجارية في مخيم البريج ومخيم المغازي ومخيم النصيرات وبلدة المصدر وسط قطاع غزة حتى الساعات الأولى من الأربعاء.

وقال مصدر طبي بالإسعاف والطوارئ لـ المنصة، إن هناك عشرات البلاغات التي تصل إليهم في مستشفى شهداء الأقصى ودائرة الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر، تطالبهم بالوصول لنقل الجرحى والمصابين والقتلى، مضيفًا "بعض المناطق لا نستطيع الوصول لها تحت القصف الإسرائيلي.

وأشار المصدر إلى أنّ هناك عشرات من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول لهم، فيما أكد مصدر ثانٍ من إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعرض عدد من طواقم الإسعاف التابعة له لإطلاق نار مُباشر من جيش الاحتلال خلال محاولتهم الوصول لمناشدات المواطنين.

في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن جيش الاحتلال ارتكب "مجزرة جديدة" في البريج، راح ضحيتها، وقت صدور البيان الذي اطلعت المنصة عليه، 15 قتيلًا وعشرات الجرحى.

وحذرت وزارة الصحة من أن "مستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمة الصحية لأكثر من مليون إنسان حاليًا"، مشيرًا إلى أن القدرة السريرية لا تتحمل استقبال المزيد، حيث إن "أعداد الجرحى والمرضى الموجودين في أقسام المستشفى تفوق القدرة السريرية الطبيعية بأكثر من ثلاثة أضعاف".

وأضاف أن هؤلاء الجرحى والمرضى ينامون في الممرات وفي الساحات الداخلية والخارجية للمستشفى، حتى أن الخيام التي أنشئت في الساحات الخارجية امتلأت بالمصابين والمرضى.

وتابع "قسم الاستقبال والطوارئ داخل المستشفى ممتلئ بالمصابين، وإننا لا نستطيع استقبال جرحى جدد بل ويتم حاليًا استقبال حالات على الأرض لعدم وجود أسرة كافية لاستقبال الحالات التي تصل بالعشرات، في ظل النقص الكبير للمستلزمات الطبية، إضافة إلى وجود ضغط كبير جدًا على الطواقم الطبية في المستشفى الذي لم يعد قادرًا على السيطرة على الوضع القائم".

وطالبت وزارة الصحة الفلسطينية منظمة الصحة العالمية وكل المنظمات الدولية بالتوجه الفوري والعاجل الآن إلى مستشفى شهداء الأقصى للاطلاع عن كثب على الواقع الصحي الخطير الذي نتج عن العدوان. كما طالبوا دول العالم الحر بشكل فوري وعاجل بإدخال مستشفيات ميدانية وطواقم طبية من أجل إنقاذ الواقع الصحي في قطاع غزة.

كما طالبت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع بفتح معبر رفح الحدودي ومعبر كرم أبو سالم وذلك لتحويل آلاف الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج، وإدخال المستلزمات والأجهزة الطبية والأدوية والمستشفيات الميدانية والطواقم الطبية والوقود لتشغيل المستشفيات والمراكز الطبية.