توغلت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، خلال ساعات متأخرة من مساء الخميس، مهاجمة عدة مناطق ومنازل داخل المخيم، كما توغلت قوات أخرى فجر الجمعة داخل المنطقة الشرقة الشمالية لقطاع غزة نحو بلدة بيت حانون، وفق مراسلنا في القطاع.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إنّ مجموعة من قوات المشاة والمدرعات والهندسة أغارت بريًا في القطاع، وزعمت إذاعة الجيش، عبر منصة إكس، أنّ قواتها البرية هاجمت أهدافًا لحركة حماس "والإرهابيين" بحسب وصفها، متوقعة مغادرة القوات البرية في وقت قريب.
وفي منشور آخر، أفادت الإذاعة أنّ قواتًا برية هاجمت عشرات الأهداف التي تتبع لحركة حماس بالمدافع المضادة للطائرات والمروحيات الحربية، شرق مدينة غزة ودير البلح، مشيرة إلى أنّ قواتها غادرت دون وقوع إصابات في صفوف الجيش، ونشرت فيديو توثيقي لعمليات القصف.
وسمع مواطنون غزيون من المناطق الشرقية والشمالية للقطاع، اشتباكات وصفوها بالعنيفة خلال ساعات الليل وحتى صباح الجمعة، وبالتحديد في منطقة مخيم البريج، وقال أحد سكان المخيم من الأطراف الغربية لـ المنصة، إنّ الاحتلال استخدم خلال ساعات الليل الفسفور الأبيض والمدفعية الثقيلة، بعد سماع صوت اشتباكات لعدة ساعات.
ولم يتمكن أي من طواقم الدفاع المدني أو الإسعافات، وحتى الطواقم الصحفية، من الوصول إلى المكان لمعرفة حقيقة ما يجري هناك على أرض الواقع، وما إذا كانت بداية لعمية اجتياح بري واسعة، كما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ عدة أيام، أم أنّ الأمر يقتصر على عمليات توغل محدودة.
وفي السياق ذاته، استمرت عمليات القصف والاستهدافات الإسرائيلية على مختلف مناطق القطاع، في دير البلح وخانيونس ورفح وجباليا وغزة خلال ساعات الليل، مستهدفًا عددًا من المنازل المكتظة بالمدنيين دون تحذير سابق.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، نيتها نشر أسماء جميع الضحايا الغزيين، ولأول مرة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وقال الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة "قررنا أن نخرج ونعلن بالتفاصيل والأسماء وأمام العالم بأسره حقيقة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا أمام بصر العالم وسمعه".
وأفاد القدرة، أنّ الإدارة الأمريكية "تجردت من كافة المعايير والأخلاق الإنسانية والقيم الأساسية لحقوق الإنسان، متحدثة بلسان المحتل ومشككة في صحة الأرقام المعلنة سابقًا"، مضيفًا "ليعلم العالم أن خلف كل رقم قصة إنسان معلوم الاسم والهوية".
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الخميس، أن ما يقرب من 900 جندي أمريكي "منهم عناصر من الدفاع الجوي، وبطاريات باتريوت وأفينجر، وصلوا بالفعل إلى الشرق الأوسط أو في طريقهم إلى المنطقة لتعزيز حماية القوات الأمريكية وسط تصاعد التهديدات"، وقالت إن "تلك القوات لن تذهب إلى إسرائيل، وأنها تهدف إلى دعم جهود الردع الإقليمية وتعزيز قدرات حماية القوات الأمريكية".
وقال الرئيس الأمريكي، الأربعاء، إن بلاده تعمل على ضمان "ألا تمثل حماس تهديدًا لإسرائيل في المستقبل"، متابعًا "نعمل مع شركائنا بالمنطقة في مسألة إطلاق الرهائن، يجب تضافر كل الجهود من أجل حل الدولتين".
وأضاف "حماس لا تمثل الغالبية العظمى للشعب الفلسطيني وتختبئ وراء المدنيين، لا يمكن التخلي عن الخطوات التي حققناها في دمج إسرائيل بدول المنطقة"، وقال بايدن إنه "لا يثق في صحة عدد القتلى الذي يعلنه الفلسطينيون".
وأكدت وزارة الصحة في غزة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 731 مجزرة منذ بداية العدوان والمستمر منذ 21 يومًا على المدنيين بقطاع غزة، وارتفع عدد الضحايا إلى 7028 قتيلًا، و18484 ما بين مصاب وجريح.
