وزارة الزراعة
موسم حصاد الذرة الصفراء في مصر، 2023

توقعات بتراجع زراعة الذرة بعد ارتفاع أسعار التقاوي أكثر من 100%

سيد عبدالصمد محمد إبراهيم
منشور الخميس 23 مايو 2024

ارتفعت أسعار تقاوي الذرة للموسم الحالي بنسبة تخطت 100%، ما ينذر بتراجع المساحات المنزرعة من الذرة التي تعد أحد المكونات الرئيسية للأعلاف، لكن تأثيرها على أسعار الذرة لم يظهر حتى الوقت الراهن.

وقال المزارع بمحافظة القليوبية محمود عزت إن أسعار التقاوى ارتفعت "بشكل جنوني"، لتصل إلى 200 و250 جنيهًا للكيلو مقابل 80 و100 جنيه الموسم الماضي، مشيرًا إلى احتياج متوسط فدان الذرة إلى 12 كيلو تقاوي، ما يقلل العائد المتوقع من الفدان.

وتوقع رئيس قسم البحوث بالشركة الوطنية لإنتاج البذور وتقاوي الحاصلات الزراعية، خالد جبر، أن تتراجع المساحة المنزرعة من محصول الذرة هذا العام بنسب تصل إلى 30% عن العام الماضي، ما ينعكس في تراجع الطلب بشكل كبير على شراء التقاوي.

وأرجع خالد جبر لـ المنصة تراجع الإقبال على زراعة الذرة إلى ارتفاع أسعار التقاوي بجانب زيادة تكاليف الزراعة من الأسمدة والمبيدات المستخدمة في إنتاج المحصول، وانخفاض العائد من زراعة الذرة مقارنة بمحاصيل أخرى منافسة مثل الفول السوداني والسمسم والأرز.

لكن جبر يشير إلى أن أزمة أسعار التقاوي لم تنعكس على سعر الذرة حتى الآن، الذي تراجع إلى 10 و12 ألف جنيه للطن خلال 2024، مقارنة بـ22 ألف جنيه العام الماضي، نظرًا للتأثير الإيجابي للإفراجات الجمركية للذرة المستوردة على الأسعار.

 وقفزت واردات مصر من الذرة الصفراء خلال الربع الأول من العام الجاري بنحو 140% لتصل إلى 1.8 مليون طن مقابل 752 ألف طن في نفس الفترة من عام 2023.

وتحاول وزارة الزراعة التخفيف من حدة أزمة أسعار التقاوي عبر توفيرها بأسعار منافسة للشركات الخاصة، لكن تقاوي الحكومة لا تكفي أكثر من 50% من احتياجات المساحات المزروعة، كما قال مصدر مسؤول عن ملف التقاوي بوزارة الزراعة لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه.

ويبدأ موسم زراعة محصول الذرة من منتصف شهر مايو/أيار، ويستمر حتى نهاية شهر أغسطس/آب، في حين يبدأ موسم الحصاد من أول سبتمبر/أيلول حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

من جانبه، رأى رئيس مدير الجمعية المصرية لصناعة التقاوي، وجيه متولي، أن ارتفاع سعر التقاوي ليس العامل الوحيد المؤثر على زراعة الذرة بالنظر إلى أنه لا يمثل أكثر من 15% من إجمالي تكلفة زراعة المحصول، لكن ارتفاع أسعار مدخلات أخرى قد يكون دافعًا أكبر لعزوف مزارعين عن زراعته.

وقال متولي لـ المنصة "التكلفة الأكبر تكون للأسمدة والمبيدات والعمالة المستخدمة في الزراعة بجانب زيادة أسعار السولار المستخدم في ماكينات الري".

من جهة أخرى، قال رئيس إحدى شركات إنتاج التقاوي بالقطاع الخاص، طلب عدم نشر اسمه، إن إنتاج التقاوي نفسها تأثر سلبًا هذا العام بسبب انتشار دودة الحشد، بجانب الظروف المناخية السيئة، ما حد من المعروض منها في السوق للمزارعين.

"لم نحقق 70% من المستهدف إنتاجه، ما أدى لنقص المعروض من التقاوي بالأسواق، واتجهت الشركات لزيادة أسعار منتجاتها لتعويض الخسائر"، حسب رئيس الشركة، متوقعًا انخفاض المساحة المزروعة هذا العام بنسبة 25 إلى 30%.