منشور
السبت 23 مارس 2024
- آخر تحديث
السبت 23 مارس 2024
ارتفعت أعداد ضحايا هجوم مسلح على حفلة موسيقية في موسكو أمس، إلى 115 قتيلًا حتى الآن، ولا تزال عمليات التنقيب عن ضحايا تحت أنقاض المبنى الذي انهار جزئيًا إثر الهجوم قائمة.
واستهدف الهجوم حفلة لفرقة Picnic الروسية، وهي فرقة تقدم موسيقى الروك. وقال مدير الفرقة يوري تشيرنيشفسكي إنه لم يتعرض أي عضو من الفرقة لأذى في إطلاق النار، وفق موقع الحرة.
ورغم إعلان تنظيم الدولة الإسلامية/داعش فرع خراسان، المعروف بـISIS-K، مسؤوليته عن الحادث، تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات حوله، حد اتهام الأخيرة الاستخبارات الروسية ذاتها بالوقوف وراء الحادث، باعتباره "تهديد من بوتين للتصعيد وتوسيع الحرب".
وقال تنظيم داعش في بيان نشره على تليجرام إن مقاتليه "هاجموا تجمعًا كبيرًا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو"، وأن المُقاتلين "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام"، وفق بي بي سي.
وقبل أسبوعين، دعت السفارة الأمريكية في روسيا مواطنيها لتجنب التجمعات الكبيرة، قائلة إنها رصدت تقارير تفيد بأن "متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف التجمعات الكبيرة في موسكو، ومنها الحفلات الموسيقية".
كما قامت السفارة، مساء أمس الجمعة، بحث المواطنين الأمريكيين على تجنب المنطقة المجاورة للهجوم.
وبدأ الهجوم حين أطلق أربعة أشخاص، يرتدون ملابس مموهة، النار بشكل عشوائي في قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول" في إحدى ضواحي موسكو، حسبما أظهرت الفيديوهات المتداولة على السوشيال ميديا. وأظهر فيديو حصلت عليه وكالة رويترز، نشوب حريق كبير وتصاعد أعمدة الدخان فوق المبنى.
وأعلن الكرملين اليوم، توقيف 11 شخصًا، بينهم أربعة قال أنهم ضالعين مباشرة في الهجوم، في وقت قالت لجنة التحقيق الروسية أن المشتبه في تنفيذهم الهجوم استخدموا "أسلحة أوتوماتيكية" وأشعلوا المبنى بواسطة "سائل قابل للاشتعال، حسب فرانس 24.
في غضون ذلك، قال حاكم منطقة موسكو أندري فوروبيوف، إن البحث عن الضحايا بين الأنقاض سيستغرق أيامًا عدة، حسب فرانس 24.
الاتهامات بين موسكو وكييف
نفت أوكرانيا مساء أمس أي صلة لها بالهجوم، واصفة الواقعة بـ"العمل الإرهابي". وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر تليجرام "لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث". كما تبرأ منه أيضًا "فيلق حرية روسيا"، وهي مجموعة من مقاتلين روس يحاربون إلى جانب أوكرانيا، حسب الشرق الأوسط.
لكن ذلك لم يمنع مسؤولون روس من الإشارة إلى صلة لأوكرانيا والمطالبة بالرد حال ثبوت ضلوعها في الجريمة.
وذكرت وكالة إنترفاكس، نقلًا عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي، أن أربعة من المشتبه في ضلوعهم في الحادث كانوا متجهين نحو الحدود مع أوكرانيا عندما تم اعتقالهم في وقت مبكر اليوم، السبت. وأنهم كانوا على اتصال مع أشخاص في أوكرانيا، وقال جهاز الأمن الاتحادي إن الهجوم تم التخطيط له بعناية، حسب فرانس 24.
ونقل الموقع عن وكالة الإعلام الروسية أن عضو البرلمان والجنرال السابق أندري كارتابولوف قال اليوم إنه إذا تبين أن أوكرانيا مسؤولة عن هجوم موسكو، فيتعين أن يكون هناك رد واضح في مضمار القتال.
ولم تستبعد أوكرانيا أن يكون الهجوم روسيًا - روسيًا بهدف خدمة حرب موسكو في كييف. ونقل موقع سكاي نيوز عن جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجمعة، أن الأجهزة الخاصة الروسية هي من قامت بالتخطيط للهجوم، "كان استفزازًا مخططًا ومتعمدًا من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر فلاديمير بوتين".
واعتبرت الاستخبارات الأوكرانية أن الهجوم "يجب أن يُفهم على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب".
داعش خراسان
داعش-خراسان، أو ISIS-K، هو فرع للتنظيم الأم الذي ولد في سوريا والعراق، وجاء اسم خراسان نسبة للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان. وتأسس هذا الفرع عام 2015 على يد أعضاء ساخطين من "طالبان"، حسب موقع العربية.
وشهد التنظيم انخفاضًا في عدد مقاتليه يبلغ النصف تقريبا، أي قرابة 2000 مقاتل، بحلول عام 2021 نتيجة لمزيج من الغارات الجوية الأمريكية وفرق الكوماندوز الأفغانية التي قتلت العديد من قادته، حسب ما نقلته العربية عن نيويورك تايمز.
وقال كولين بي كلارك، محلل مكافحة الإرهاب في مجموعة "سوفان"، وهي شركة استشارات أمنية مقرها نيويورك، أن استهداف داعش لروسيا يأتي بسبب تدخل الرئيس فلاديمير بوتين في أفغانستان والشيشان وسوريا.
وأضاف أنه علاوة على ذلك، تضم صفوف داعش خراسان مسلحين من آسيا الوسطى، وهم محملون بمظالمهم التاريخية ضد روسيا، ما يغذي دوافع المجموعة لتنفيذ مثل هذه الهجمات على الأراضي الروسية تحديدًا.
وقال مايكل كوجلمان من مركز ويلسون، ومقره واشنطن، إن تنظيم داعش خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار".