واشنطن بوست: الطيار العسكري الذي أشعل النار في جسده تضامنًا مع غزة "أناركي"
استبقت واشنطن بوست نتائج التحقيقات الرسمية في حادث وفاة جندي أمريكي أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، دعمًا لفلسطين، وقالت إنه "نشأ في مجمع ديني، وكان له ماضٍ أناركي (لا سلطوي)".
ووفق واشنطن بوست، فإن الجندي من سلاح الجو الأمريكي أشعل النار بجسده مرتديًا الزي العسكري أمام سفارة إسرائيل في العاصمة واشنطن، بعد ظهر أول أمس، وكان ينادي مكررًا "فلسطين حرة" و"لا أريد أن أتورط في الإبادة الجماعية"، ونقل إلى المشفى لتلقي العلاج، بعدما تمكن أفراد من جهاز الخدمة السرية الأمريكية من إخماد النيران.
وأغلق عناصر من الخدمة السرية الأمريكية الشوارع المؤدية إلى مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعد الحادثة.
وبينما تنص سياسة وزارة الدفاع على "عدم انخراط الجنود في أي نشاط سياسي"، أكدت المتحدثة باسم القوات الجوية، روز إم. رايلي، في رسالة بالبريد الإلكتروني أن الطيار "في الخدمة"، مضيفة أنها لا تستطيع تقديم مزيد من التفاصيل.
وبعدها بساعات، أكدت القوات الجوية أن وفاة آرون بوشنل قيد التحقيق، وكشفت أنه كان متخصصًا في عمليات الدفاع السيبراني مع سرب دعم الاستخبارات رقم 531 في قاعدة سان أنطونيو-لاكلاند المشتركة في تكساس، وكان في القوات الجوية منذ مايو/أيار 2020.
وتواصلت واشنطن بوست مع أصدقاء الجندي، وقالت "قبل أقل من أسبوعين من توجه آرون بوشنل (الطيار) نحو بوابات السفارة الإسرائيلية، تحدث هو وصديق له عبر الهاتف عن هويتهما المشتركة كأناركيين، وما هي أنواع المخاطر والتضحيات اللازمة ليكونا فاعلين".
وقال الصديق إن بوشنل، 25 عامًا، لم يذكر أي شيء عنيف أو تضحية بالنفس، وفي يوم الأحد، أرسل بوشنل رسالة نصية إلى ذلك الصديق، الذي لم تسمه الصحيفة الأمريكية لحمايته، "آمل أن تفهم. أحبك"، وأرسل له نسخة من وصيته، وفيها أعطى قطته لجاره، وثلاجة مليئة بالبيرة لصديقه.
ونشأ بوشنل في جماعة دينية في أورليانز بولاية ماساتشوستس في كيب كود، وفقًا لسوزان ويلكنز، 59 عامًا، التي قالت إنها كانت عضوًا في المجموعة من عام 1970 إلى عام 2005. وقالت إنها تعرف بوشنل وعائلته في المجموعة. وأنه كان لا يزال عضوًا عندما غادرت، وقالت إنها سمعت من خلال أفراد من عائلة بوشنل أنه ترك المجموعة في النهاية.
وتتوافق رواية ويلكنز مع روايات آخرين، قالوا إن بوشنل أخبرهم عن طفولته في الجماعة الدينية. وقد واجهت المجموعة، التي تسمى "مجتمع يسوع" ادعاءات بالسلوك غير اللائق في دعوى قضائية ضد مدرسة في أونتاريو، حيث زُعم أن العديد من المسؤولين هم أعضاء في جماعة دينية مقرها الولايات المتحدة.
وحاولت واشنطن بوست التواصل مع الجماعة الدينية لكن "رفض موظف الاستقبال، الذي رد على الهاتف، إجراء مكالمة معنا، ولم ترد المجموعة على رسائل البريد الإلكتروني".
ولفتت واشنطن بوست إلى حوادث مماثلة سابقة، وقالت إن "التضحية بالنفس أمر نادر، لكن عددًا منها يرتبط بالاحتجاجات المناهضة للحرب، وربما أشهرها احتجاج الراهب البوذي ثيش كوانج دوك، الذي أضرم النار في نفسه في سايجون خلال حرب فيتنام. وأمريكي أضرم النار في نفسه في عام 1965 في البنتاجون".
وخلال حرب العراق، قام أحد المتظاهرين المناهضين للحرب بالتضحية بنفسه بالقرب من طريق كينيدي السريع في شيكاغو "وفي عام 2010، أحرق بائع متجول نفسه في تونس، وكان بمثابة شرارة للربيع العربي، وأحرقت امرأة نفسها أمام القنصلية الإسرائيلية في أتلانتا. وقالت السلطات في ذلك الوقت إنها كانت تحمل العلم الفلسطيني معها" وفق واشنطن بوست.