صفحة الجواهرجي السوري على فيسبوك
مشغولات ذهبية

السبائك تقتل المشغولات الذهبية.. والعمال يدفعون الثمن

إيناس حسين
منشور الأحد 25 فبراير 2024

تعاني صناعة المشغولات الذهبية من ضعف المبيعات، في مواجهة إقبال المواطنين على شراء السبائك لحماية قيمة مدخراتهم، وبينما تساهم "المشغولات" في توفير فرص عمل أكثر من السبائك، كونها صناعةً أكثر تعقيدًا، يحذر تجارٌ من مساهمة استمرار هذا الوضع في زيادة البطالة. 

"الطلب على السبائك أضرَّ بصناعة الذهب كثيرًا، فأدى إلى تآكل الصناعة"، كما يقول رئيس مجلس إدارة شركة كينج جولد لتصنيع الذهب والمجوهرات ونائب رئيس شعبة تصنيع الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات محسن فوزي لـ المنصة.

وقفزت أسعار الذهب بقوة خلال 2023، مدفوعةً بمعدلات تضخم استثنائية خلال ذلك العام تجاوزت مستوى الـ40%، ما دفع الكثيرين لشراء السبائك لحماية مدخراتهم.

وصعد سعر جرام الذهب عيار 21 من مستوى 1690 جنيهًا للجرام في فبراير/شباط 2023 إلى أكثر من 3000 جنيه خلال النصف الثاني من العام الماضي.

واستمر المعدن النفيس في التذبذب بقوة خلال مطلع العام الحالي، متأثرًا بتغير سعر صرف الدولار في السوق الموازية، قبل أن يهبط إلى 2900 جنيه هذا الأسبوع، متأثرًا بالإعلان عن صفقة رأس الحكمة.

وكانت الحكومة المصرية أعلنت، الجمعة الماضي، عن مشروع استثماري إماراتي ضخم في منطقة رأس الحكمة في الساحل الشمالي بقيمة 35 مليار دولار، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى من الصفقة سترد إلى مصر بعد أسبوع، بقيمة 15 مليار دولار، والثانية بعد شهرين بقيمة 20 مليار دولار.

ويوضح فوزي أن صناعة السبائك تنطوي على قيمة مضافة أقل للاقتصاد "السبائك المصنعة مهما كانت كمياتها لا تتطلب أكثر من 5 عمال"، متوقعًا أن تساهم الأزمة الحالية في تسريح ما بين 10 إلى 12 ألف عامل في حال استمرارها لفترة طويلة.

ولم يستطع بعض مصنّعي الذهب مجاراة الطلب القوي على السبائك، خشية أن يضطروا إلى تسريح العمالة، ولا يستطيعون استعادتهم مجددًا حال انحسار تلك الأزمة، إذ قال رئيس مجلس إدارة شركة كيرمينا للذهب والمجوهرات ونائب رئيس شعبة تصنيع الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، ممدوح عبد الله، لـ المنصة "رغم التراجع القوي في مبيعات المشغولات، في مواجهة الطلب على السبائك، لم نتجه إلى صناعة السبائك كيلا نضطر لتسريح العمالة".

وبينما تحول آخرون لصناعة السبائك لمجاراة التطورات الأخيرة "اتجهنا للسبائك، رغم أنها لا تتطلب عمالةً كثيفةً، في ظل تغير ثقافة المواطنين التي أصبحت تتجه نحو السبائك الذهبية كنوع من التحوط ضد الأزمات، لكننا نحاول التمسك بالعمالة لدينا"، كما يقول رئيس شركة جولي جولد للمشغولات الذهبية، شريف زكي، لـ المنصة.

ويقدّر زكي أن "السبائك تمثل حاليًا نحو 80% من إجمالي المبيعات في سوق الذهب، مقابل 20% للمشغولات الذهبية".

ضعف الإقبال على الشراء 

بجانب منافسة السبائك، عانت المشغولات الذهبية من ضَعف الإقبال، مطلع هذا العام، بسبب ارتفاع أسعارها، مع اتجاه التجار لزيادة الأسعار لمجاراة معدلات التضخم الحالية.

"شركات الذهب رفعت قيمة المصنعية بنسبة كبيرة في بداية السنة، من أجل موافاة احتياجاتها في ظل موجة التضخم التي تضرب الأسواق حاليًا، بجانب ارتفاع أجور العمالة وتكاليف مدخلات الإنتاج" كما يقول نائب رئيس مجلس إدارة شركة سليمة جولد للذهب والمجوهرات، عبد العال سليمة، لـ المنصة.

وأضاف سليمة أن تراجع الطلب تسبب في حالة من الركود في سوق المشغولات الذهبية "بعض مصانع المشغولات تفكر في الإغلاق في ظل تكبدها لخسائر جسيمة، لأنها تعمل بأقل من 30% من طاقتها الإنتاجية".

التصدير هو الحل

ويرى مصنعو المشغولات أن الاتجاه للتصدير قد يكون حلًا للحفاظ على معدلات إنتاج معقولة تساعدهم على الاستمرار في أعمالهم.

"الحل يكمن في التصدير، لكن القطاع يحتاج حوافز تساعد على خفض تكاليف الإنتاج لكي يستطيع المنافسة خارجيًا"، يقول زكي.

بينما يشير عبد الله إلى أن التوجه للتصدير لن يكون سهلًا "أمامنا منافسة خارجية قوية في السوق العالمية، خاصة من المنتجات التركية".