وصف رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، إبراهيم إمبابي، زيادة أسعار السجائر الأخيرة بـ"المبالغ فيها وتوقيتها خاطئ"، في وقت أكد أحد الباعة لـ المنصة أن المحلات الصغيرة والأكشاك لا تبيع السجائر بأسعارها الرسمية، بالتالي مع قرار الزيادة سيرفعون الأسعار أيضًا على المواطنين.
كانت شركة فليب موريس أعلنت، أمس، رفع أسعار السجائر ما بين 8 و11 جنيهًا، بنسب تتراوح من 14% إلى 19%، حيث ارتفع سعر سجائر ميريت بأنواعها من 74 جنيهًا إلى 85 جنيهًا، كما ارتفع سعر مارلبورو بأنواعها من 69 جنيهًا إلى 79 جنيهًا، وكذلك ارتفع سعر سجائر مارلبورو crafted من 59 جنيهًا إلى 69 جنيهًا، وأيضًا ارتفع سعر سجائر L&M من 50 جنيهًا إلى 59 جنيهًا. ووصل سعر عبوة التبغ المسخن إلى 64 جنيهًا.
وقال إمبابي لـ المنصة إن قيمة الزيادة التي أقرتها الشركة "تعد الأكبر"، مضيفًا "كان من الضروري أن تتم على مراحل وليس على مرحلة واحدة كما حدث، خاصة وأن الزيادات السابقة لم تتجاوز 5-6 جنيهات".
وفي محاولة من شركات السجائر للسيطرة على السوق الموازية، والتلاعب في الأسعار، قرر جهاز حماية المستهلك في ديسمبر/كانون الأول 2021 "إلزام كافة شركات إنتاج وتصنيع واستيراد وتوزيع السجائر بأنواعها وبدائلها، وكذا المعسل بأنواعه، بطباعة الأسعار على كافة المنتجات بشكل واضح وغير قابل للمحو، مع جواز طباعة السعر بشكل إلكتروني بتقنية (Q.R code)، وذلك في مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ صدور القرار"، بهدف منع التلاعب في الأسعار.
بينما أكد أحمد إبراهيم، بائع في أحد الأكشاك بحي المقطم، لـ المنصة، أن أسعار السجائر الرسمية المعلنة ليست هي الأسعار التي تصل إلى الأكشاك، لافتًا إلى أن عبوة ميريت تباع من قبل قرار الزيادة بسعر 85 جنيهًا، "لأننا نشتري قاروصة السجائر ميريت بـ 800 جنيه يعني مكسبي في كل علبة 5 جنيه".
وأشار إمبابي إلى أن الأزمة ستظل مستمرة إلا لو تم قلب الهرم التوزيعي، موضحًا "يجب أن يخرج التجار من سلسلة التوزيع، وأن تبيع الشركات المنتجة للتبغ إلى المحال الكبيرة أو محلات السجائر في محطات البنزين، ومنها إلى المواطن مباشرة".
وحمل إمبابي التجار المسؤولية عن خلق السوق الموازية في أسعار السجائر، مشيرًا إلى أنهم يتلاعبون بأسعار السجائر لتحقيق مكاسب أكثر.
وفي السياق ذاته، توقع إمبابي أن ترفع الشركة الشرقية للدخان الأسعار بين 3 إلى 4 جنيهات نتيجة لارتفاع سعر الدولار. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلنت الشركة زيادة سعر 11 صنفًا من السجائر الشعبية، بنسب تراوحت ما بين 12% و33%.
وتحوز الشركة الشرقية نسبة 70% من مبيعات السوق المصرية من منتجات التبغ والسجائر، حيث يستهلك المصريون نحو أربعة مليارات علبة سجائر في السنة.
ويعمل في السوق المصرية، تحت لواء أيسترن كومباني، ثلاث شركات رئيسية، هي شركة "بريتيش أمريكان توباكو"، وشركة "اليابانية الدولية JTI" التي تنتج سجائر "وينستون وكاميل"، وشركة "المنصور انترناشيونال" (وكيل إمبريال) التي تنتج سجائر "ديفيدوف".
وكانت فيليب موريس تُصنع منتجاتها في مصر، من خلال أيسترن كومباني، قبل أن تُعلن في أغسطس/آب الماضي تغيير اسم المُصنّع إلى الشركة المتحدة للتبغ، بعد حصولها على رخصة لإنتاج السجائر التقليدية والإلكترونية. وتساهم الشركة الشرقية للدخان بحصة تبلغ 24% في الشركة المتحدة للتبغ. وتعد الشرقية للدخان المنتج الوحيد للسجائر الشعبية في مصر، وتمتلك الحكومة غالبيتها بنسبة 50.5%.