قضت محكمة الجنح الاقتصادية بطنطا، اليوم الثلاثاء، بحبس المدرس المساعد بكلية الهندسة جامعة المنوفية كيرلس ناشد، 6 شهور مع إيقاف التنفيذ، في اتهامه بـ"ازدراء الديانة المسيحية وسب وقذف مطران المنوفية الأنبا بنيامين"، وذلك على خلفية "نقاشات دينية" بينهم انتهت إلى اتهام الأول بأنه "بروتستانتي"، حسب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
وتضمن الحكم تغريم ناشد مبلغ 100 ألف جنيه، وإلزامه بدفع تعويض مدني مؤقت للأنبا بنيامين مقداره 20 ألف جنيه.
واستندت المحكمة في أمرها بوقف تنفيذ العقوبة إلى المادة 55 من قانون العقوبات، التي تجيز للمحكمة عند الحكم في جناية أو جنحة بالغرامة أو بالحبس مدة لا تزيد عن سنة أن تأمر في نفس الحكم بإيقاف تنفيذ العقوبة، إذا رأت من أخلاق المحكوم عليه أو ماضيه أو سنه أو الظروف التي ارتكب فيها الجريمة ما يبعث على الاعتقاد بأنه لن يعود إلى مخالفة القانون.
ووفقًا للقانون، يظل تنفيذ هذا الحكم مرهونًا بإدانة ناشد بحكم قضائي آخر في قضية تشمل الاتهامات ذاتها خلال 3 سنوات من تاريخ صدور حكم اليوم.
ومن جانبه، قال مسؤول ملف حرية الدين والمعتقد بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إسحق إبراهيم، إن محاميّ ناشد قدموا للمحكمة طلب تقسيط للغرامة حتى يتمكنوا من إخلاء سبيله، كما تقدموا باستنئاف على الحكم لإلغائه والقضاء ببراءته من الاتهامات المنسوبة إليه، وحددت لنظره محكمة الجنح الاقتصادية المستأنفة جلسة 17 مارس/آذار المقبل.
وعن الحكم، أكد إبراهيم لـ المنصة "هو صحيح مش زي ما توقعنا إنه ممكن يكون أسوأ، لكن في الآخر إحنا أمام حكم إدانة، يخالف المبدأ الأساسي الخاص بوجوب عدم محاكمة الناس على آرائها وأفكارها، وخاصة إن المواد القانونية اللي اتحاكم كيرلس على أساسها كلها أحكام فضفاضة ومشكوك في دستوريتها".
في الوقت نفسه، عبّر شقيق كيرلس، أبانوب رفعت، عن عدم رضاه عن الحكم، وقال لـ المنصة "كنا منتظرين حاجة أفضل من كده بكتير؛ كنا منتظرين يطلع براءة بعد الاعتداء عليه داخل الكنيسة وأخد موبايله، واتهامه بالزور".
وأكد أن الأسرة مستمرة في درجات التقاضي، قائلًا "هنستأنف، القضية لسه ما خلصتش"، مشيرًا إلى بقاء كيرلس في المنوفية بغض النظر عن اشتراطات مطرانية المنوفية بمغادرته كليته والمحافظة عمومًا نظير التنازل عن القضية، مشددًا "الشروط دي مش مخوفانا المحكمة حكمت خلاص وما حدش يقدر يمشيه".
وسبق أن قال رفعت لـ المنصة، أن أسرته لجأت للوساطات لحل الخلاف وديًا، لكن رد الأنبا كان "لازم أخوك يكتب تعهد على نفسه إنه ما يدخلش جميع كنائس المنوفية بالكامل، ويسيب الكلية ويمشي من المنوفية، وما يكتبش حاجة على صفحته وأنا هطلعه".
وفي السياق، طالبت المبادرة، في بيان، مؤسسات الدولة بالتوقف عن ملاحقة الأشخاص على خلفية تعبيرهم عن رأيهم أو ممارستهم حقوقهم المنصوص عليها دستوريًا، خصوصًا في ظل محاكمتهم بنصوص عقابية "فضفاضة مشوبة بعدم الدستورية".
وأكدت أن حكم كيرلس ناشد هو الثاني في غضون عشرة أيام فيما يتعلق بقضايا "ازدراء الأديان"، حيث قضت محكمة جنح النزهة، بحبس الملحن أحمد حجازي 6 أشهر وكفالة 2000 جنيه، بعد ظهوره في مقطع فيديو وهو يقرأ القرآن على ألحان العود.
وتفيد المبادرة، في بيانها السابق، بأنه في "المرات التي حاول فيها كيرلس الدخول للصلاة بإحدى الكنائس تعرض لاعتداءات بدنية وطرد، الأمر الذي استدعى تحريره محاضر بمضمون الوقائع".
وفي 3 يناير/كانون الثاني الجاري، توجه كيرلس إلى قسم شرطة منوف لتحرير المحضر رقم 57 لسنة 2024 إداري قسم منوف، والشكوى "من تضرره من شخصين مجهولين حضرا إلى مقر عمله وقاما بتهديده"، إلا أنه فوجئ باحتجازه بدعوى وجود أمر ضبط وإحضار له على ذمة تحقيقات تجريها نيابة منوف الجزئية، على خلفية محضر ، اطلعت المنصة على نسخة منه، وتقدم به محام نيابة عن الأنبا بنيامين.