أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، أنها "لن تتمكن" من مواصلة العمليات في قطاع غزة والمنطقة بعد نهاية فبراير/شباط المقبل، إذا لم يُستأنف التمويل الذي أوقفته دول غربية، في وقت ناشدت منظمة الصحة العالمية، الدول المانحة، عدم قطع مساعداتها للأونروا "في هذه اللحظات الحرجة".
وتوالت قرارات العديد من الدول بقطع تمويل المنظمة الدولية عقب مزاعم إسرائيل بتورط عدد من موظفيها في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما دفع المنظمة لفصل هؤلاء الموظفين، والتحقيق في الأمر، غير أن ذلك لم يكن كافيًا للدول التي أعلنت تعليق التمويل مؤقتًا، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وفرنسا وكندا واليابان.
وقال المتحدث باسم الوكالة، "إذا لم يتم استئناف التمويل، لن تتمكن الأونروا من مواصلة خدماتها والعمليات في أنحاء المنطقة، بما يشمل غزة لما بعد نهاية فبراير"، حسب رويترز.
من جانبه، ناشد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، الدول المانحة، عدم تعليق مساعداتها. وقال عبر إكس مساء أمس، "إننا نناشد المانحين عدم تعليق تمويلهم للأونروا في هذه اللحظة الحرجة"، محذرًا من أن "قطع التمويل لن يؤدي إلا إلى الإضرار بشعب قطاع غزة الذي يعاني بشدة، وبحاجة ماسة إلى الدعم".
الأمر نفسه أكدته وزارة الخارجية السعودية، في بيان اليوم، حثت فيه كافة الداعمين للأونروا إلى الاضطلاع بدورهم الداعم للمهام الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين داخل قطاع غزة المحاصر، مؤكدةً أهمية استمرار الوكالة في أداء مهامها بما يضمن توفير المتطلبات الأساسية للفلسطينيين، للتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية التي تشهدها فلسطين، وفق وكالة الأنباء السعودية واس.
في سياق متصل، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع تمويله للأونروا بعد الاتهامات الأخيرة. وقالت المفوضية الأوروبية، اليوم الاثنين، إنها ستراجع ما إذا كان يمكنها الاستمرار في تمويل الوكالة، وفق ما نقله موقع الخليج عن وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت المفوضية في بيان "ستتخذ المفوضية الأوروبية قرارات التمويل المقبلة للأونروا في ضوء المزاعم الخطيرة للغاية".
وأضافت "سنراجع الأمر في ضوء نتيجة التحقيق الذي أعلنته الأمم المتحدة والإجراءات التي ستتخذها"، مشيرة إلى أنه من غير المتوقع حاليًا توفير تمويل إضافي للوكالة حتى نهاية فبراير.
وقال متحدث باسم المفوضية إنها "ستحاول الموازنة بين خطورة الاتهامات والحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية".
في غضون ذلك، كشف تقرير لنيويورك تايمز، اليوم، تفاصيل الاتهامات الإسرائيلية لموظفي الأونروا بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر، والتي تضمنت إخفاء أحدهم أسلحة في منزله، ومشاركة آخر وهو مستشار مدرسة في خانيونس، في اختطاف امرأة من إسرائيل.
واتهمت إسرائيل أيضًا عاملة اجتماعية من النصيرات وسط غزة، بالمساعدة في جلب جثة جندي إسرائيلي قتيل إلى القطاع، فضلًا عن توزيع الذخيرة وتنسيق المركبات في يوم الهجوم، وفقًا للصحيفة.
وأوضحت نيويورك تايمز أن تلك الاتهامات الموجهة لعدد من موظفي الأونروا، تم تقديمها في ملف من قبل الحكومة الإسرائيلية للولايات المتحدة، وفق ما نقله موقع الحرة.
وجاء في الملف الإسرائيلي أيضًا أن "ضباط الاستخبارات في البلاد تمكنوا من تحديد تحركات 6 رجال داخل إسرائيل في 7 أكتوبر بناءً على هواتفهم، وتم رصد آخرين أثناء إجراء مكالمات هاتفية داخل غزة، ناقشوا خلالها تورطهم في هجوم حماس"، حسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية.
و"تلقى 3 آخرون رسائل نصية تأمرهم بالحضور إلى نقاط التجمع في 7 أكتوبر، وطُلب من أحدهم إحضار قذائف صاروخية مخزنة في منزله".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، إن الأونروا "مخترقة من حماس"، قائلًا لقناة "توك تي في" البريطانية "لقد اكتشفنا أن هناك 13 من العاملين في الأونروا شاركوا فعليًا، بشكل مباشر أو غير مباشر، في مذبحة أكتوبر. في مدارس الأونروا، يدرِّسون تعاليم إبادة إسرائيل، تعاليم الإرهاب، وتمجيد الإرهاب، والإشادة بالإرهاب"، وفق رويترز.
ولم تعلن الأونروا عن عدد موظفيها الذين فصلتهم، غير أن بيانًا للخارجية الأمريكية قال إنهم 12 موظفًا.
وتأسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط في ديسمبر/كانون الأول عام 1949، بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في السياق، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة لليوم 115. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 140 شخصًا قتلوا منذ الأحد، بينهم 20 فردًا من عائلة واحدة، حسب الشرق الأوسط.
وارتفع عدد ضحايا العدوان على القطاع إلى 26 ألفًا و637 قتيلًا و65 ألفًا و387 مصابًا.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهداف وحصار مستشفى الأمل التابع لها في خانيونس جنوب قطاع غزة، لليوم الثامن على التوالي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وأضافت الجمعية، في بيان اليوم، أن قوات الاحتلال تواصل إطلاق النار واستهداف كل من يتحرك في محيط المستشفى، مشيرة إلى أن قسم الجراحة في المستشفى توقف عن العمل بشكل كامل بسبب نفاد مخزون الأكسجين.
في غضون ذلك، تتواصل جهود الوساطة بهدف وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، اليوم، خلال مقابلة مع محطة "إم إس إن بي سي" إن محادثات تهدف إلى إطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة كانت "بناءة"، وإن بلاده ترى أن هناك إطار عمل للتوصل لاتفاق جديد.
وعقد اجتماع استخباراتي بشأن الحرب على غزة، في باريس أمس، بمشاركة مدير الموساد ديفيد بارنيا، ومدير جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار، واللواء احتياط نيتسان ألون من الجانب الإسرائيلي، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.