توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إسرائيل، بعد مقتل 5 من قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا أمس، قائلًا إنه "لن يبقى دون رد من قبل جمهورية إيران الإسلامية"، في وقت طالبت وزارة الخارجية السورية، المجتمع الدولي، بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم والمجازر، والوقوف بوجه سياسات الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي الإرهابي.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ أمس مبنى سكنيًا في منطقة المزة بدمشق، ما سواه بالأرض وأسفر عن مقتل قيادات الحرس الثوري وعدد من المدنيين. وكان الحرس الثوري أعلن في بيان مقتل 4 مستشارين له في سوريا، قبل أن يرفع الرئيس الإيراني في بيانه العدد إلى 5. وسبق وأشارت وكالة رويترز إلى أن من بين القتلى رئيس الاستخبارات في الحرس الثوري بسوريا.
وقال الرئيس الإيراني، وفق وكالة الأنباء الإيرانية تسنيم، إن "استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية، التي تدل على الهزيمة والفشل المتزايد للكيان الصهيوني غير الشرعي في تحقيق أهدافه الخبيثة، وعمق يأسه وعجزه أمام مقاتلي جبهة المقاومة، لن يبقى دون رد".
وأضاف أن "جرائم الكيان الصهيوني الغاصب الأخيرة والتي تجري بانتهاك كافة المعاهدات الدولية والمبادئ الإنسانية في ظل دعم دول الهيمنة وعلى رأسها جميعًا أمريكا وصمت المحافل العالمية، ستكون بالتأكيد وصمة عار أخرى في الملف الأسود لجميع أدعياء حقوق الإنسان".
في غضون ذلك، نددت وزارة الخارجية السورية بـ "شن الكيان العنصري الإسرائيلي عدوانًا غاشمًا يوم السبت 20-1-2024، مستهدفًا أحد الأحياء المدنية في دمشق، وقد أسفر هذا العمل اللا إنساني عن انهيار كامل لمبنى سكني وتضرر الأبنية المجاورة له، واستشهاد وإصابة عدد من المدنيين"، وفق وكالة الأنباء السورية سانا أمس.
وأضافت الوزارة أن "هذا العدوان الهمجي إضافة إلى ما يقوم به العدو الصهيوني من إبادة بشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يثبت بما لا يدع مجالًا للشك الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان وقادته".
وأكدت سوريا أن "هذا العدوان لن يزيدها إلا إصرارًا على الوقوف في وجه هذه المخططات الصهيونية اللا إنسانية، ونهج الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي بكل أبعاده ومضامينه دون اكتراث للقوانين والمواثيق الدولية".
وختمت الخارجية السورية بمطالبة دول العالم بالوقوف في وجه "سياسات الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية، كما تدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ومساءلة المجرمين الصهاينة، سياسيين وعسكريين، ووضع حد لسياساتهم اللا إنسانية واللا أخلاقية".
وكانت وكالة الأنباء السورية نقلت عن مصدر عسكري لم تسمه، أمس، التصدي لبعض الصواريخ خلال الهجوم، قائلًا "حوالي الساعة العاشرة و20 دقيقة من صباح اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفًا بناءً سكنيًا في حي المزة في مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تغتال فيها إسرائيل عناصر من الحرس الثوري الإيراني داخل سوريا منذ بدء العدوان على غزة، ففي 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي اغتالت القيادي البارز رضي موسوي، في قصف إسرائيلي طال منطقة السيدة زينب قرب دمشق، وتوعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي آنذاك إسرائيل بدفع الثمن.