تتواصل اليوم اجتماعات الجولة الرابعة من مفاوضات سد النهضة على المستوى الوزاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. فيما قال مصدر مسؤول بوزارة الري لـ المنصة، إنه "لا بوادر توافق بشأن النقاط الخلافية بشأن السد"، مضيفًا أن الاجتماعات الوزارية سبقتها اجتماعات على مستوى الخبراء الفنيين "لم تحرز تقدمًا".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن جولة التفاوض مستمرة اليوم، وقد تمدد ليوم ثالث حسبما يتفق المجتمعون.
وعن أبرز نقاط الخلاف العالقة، أوضح المصدر أن "مصر تطالب بآلية ملزمة يمكن الرجوع إليها عند الاختلاف في تفسير أي من بنود الاتفاق، بينما إثيوبيا تريد إجراءً شكليًا غير ملزم".
وتابع "كذلك فإن مصر تهتم بالتوصل إلى اتفاق حول آلية تشغيل سد النهضة، خاصة في فترات الجفاف والجفاف الممتد، وآلية واضحة لتبادل البيانات".
وقال المتحدث باسم وزارة الري، في بيان أمس، إن "مصر تتعامل مع المفاوضات، كعهدها دائمًا، بالجدية وحسن النيات اللازمين؛ بغرض التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يراعى مصالحها الوطنية الحالية والمستقبلية، ويحقق في الوقت ذاته المصالح المشتركة للدول الثلاث".
وأشار إلى أن جولة التفاوض تأتي في إطار استكمال المسار الذي توافقت الدول الثلاث على إطلاقه بغرض تسريع الاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد خلال أربعة أشهر.
وفي المقابل، قال رئيس فريق التفاوض الإثيوبي سيلشي بيكلي إن "بلاده ستواصل الدعوة إلى التوصل إلى نتائج توافقية على أساس مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول لمياه النيل".
وأضاف بيكلي، في تصريحات أوردها على إكس، أن إثيوبيا تسترشد بإعلان المبادئ لعام 2015 بشأن مشروع سد النهضة.
بالتزامن مع جولة التفاوض، نشر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي صورًا بالأقمار الصناعية تظهر تراجع منسوب المياه دون مستوى الممر الأوسط.
وكتب شراقي، على صفحته في فيسبوك، "توقفت المياه لكن سطح الممر الأوسط مشبع بالمياه ويحتاج إلى عدة أيام لكي يجف قد تصل إلى عدة أسابيع للبدء في أعمال الخرسانة للوصول إلى منسوبه النهائي 640 مترًا فوق سطح البحر بإجمالي تخزين 64 مليار م3".
وأضاف أستاذ الجيولوجيا أنه "من المتوقع غلق إحدى بوابتي التصريف خلال الأيام المقبلة والاكتفاء بواحدة فقط لمرور حوالي 25 مليون م3/يوم خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل".
وسبق أن اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، خلال محادثات عقدت في القاهرة في شهر يوليو/تموز الماضي، على تسريع المحادثات لإيجاد حل للنزاع القائم بشأن سد النهضة، حسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
ووفقًا للبيان، يهدف الجانبان إلى الانتهاء من صياغة اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد في غضون أربعة أشهر بداية من يوليو الماضي، ما يضع حدًا للمفاوضات المتعثرة التي استمرت سنوات حول كيفية تقاسم مياه النيل.