
المدارس تتوسع في حصص المشاهدة لمواجهة عجز المعلمين وتدني المخصصات
أقر وزير التربية والتعليم رضا حجازي، بأن "عجز المعلمين يأتي ضمن قائمة التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية"، فيما قال إن "حصص المشاهدة التي يتم تطبيقها في المدارس حاليًا، ساعدت الوزارة على تجاوز ذلك التحدي"، بعد أن أصبح دور المعلم ميسرًا لعملية التعلم وتطوير المهارات وإنتاج المواد الرقمية.
جاء ذلك، خلال حضور الوزير ورشة عمل، الأحد، بشأن استعداد مصر للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية لتحسين التعليم، وأشار الوزير إلى أن "حصة المشاهدة الواحدة تعامل كحصتين دراسيتين في الجدول المدرسي، وهو ما يساعد على حل مشكلة عجز المعلمين في المدارس"، معقبًا "هذه ميزة التحول الرقمي".
وتعتمد حصص المشاهدة بشكل أساسي على تشغيل فيديوهات تعليمية على "داتا شو"، أمام الطلاب داخل الفصل، ويكون محتواها من القنوات التعليمية أو المنصات التعليمية التابعة للوزارة، أي أن ما تم شرحه بالقناة أو على المنصة، يتم إعادة بثه للطالب داخل الفصل، وكأن من يقدم المادة العلمية هو المعلم.
ولفت حجازي إلى أن "الوزارة استعانت بأفضل المعلمين، وأشهرهم على الإطلاق، لتقديم الدروس في القنوات والمنصات التعليمية، ومن هنا يتم إعادة بث المحتوى الذي تم بثه في هذه المنصات والقنوات، أمام الطلاب مرة أخرى داخل الفصول عبر شاشات ذكية"، مضيفا "وكأن فيه معلم واقف في الفصل بالظبط".
من جانبه، أكد مصدر مسؤول في قطاع التعلم الرقمي في الوزارة، لـ المنصة، أن "الوزارة توسعت في حصص المشاهدة بالمدارس كحل شبه مجاني لأزمة نقص المعلمين، في ظل عدم وجود وفرة مالية كافية للتعاقد مع معلمين بالحصة على نطاق واسع، خاصة وأن العجز على الأرض اقترب من 450 ألفًا".
وأضاف المصدر، على هامش ورشة العمل التي حضرها حجازي ومختلف قيادات الوزارة، أن حصص المشاهدة لا تحتاج إلى إنترنت، وكل ما في الأمر أن المدرسة تقوم بتحميل المحتوى التعليمي الذي تم بثه على القنوات التعليمية والمنصات التابعة للوزارة، وتعيد عرضه للطلبة داخل الفصل على شاشات ذكية، متابعًا "عندنا 25 ألف مدرسة بس فيهم شاشات ذكية، والـ35 ألفًا الباقيين لسه موصلهمش شاشات، لكن ده جزء من الحل علشان نقص المعلمين".
ولفت إلى أن "هناك إلزامًا على المدارس التي لديها شاشات عرض داخل الفصول، بأن تطبق حصص المشاهدة للطلاب لتعويض عجز المعلمين، وإذا لم يكن لديها شاشات، يمكن الاستعانة بشاشة العرض الموجودة داخل معمل الكمبيوتر، المهم أن تقدم المحتوى للطلاب"، مشيرًا إلى أن "هذا الحل ليس مجديًا بنفس قيمة وجود معلم متخصص داخل الفصل، ولكن لا نملك إلا تلك الخطوة أمام زيادة العجز، وقلة المتعاقد معهم بالحصص، لظروف مالية".
وكان نقيب المعلمين خلف الزناتي، أعلن في شهر مايو/أيار الماضي، أن هناك عجزًا في المعلمين مقدر بحوالي 400 ألف معلم، موضحًا أن هناك من 70 إلى 80 ألف معلم يخرجون على المعاش سنويًا، وفي حالة عدم التعيين سيزداد العجز بشكل كبير، لافتًا إلى أنه لا بد من وضع آليات لسد العجز، وهذا الأمر لن يكون بالتطوع بل بالتعيين، وأن تعيين 150 ألف معلم غير كافٍ إلا أنه جزء من الحل.
وسبق أن وافق الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعيين 150 ألف معلم على خمس سنوات، بمعدل 30 ألفًا كل سنة، لكن بعد إجراء مسابقة الدفعة الأولى لم ينجح سوى 14 ألفًا وقّع وزير التربية والتعليم على قرار تعيينهم واستلامهم العمل، بعد استبعاد الـ16 ألفًا الآخرين في الاختبارات التي أجريت بالأكاديمية العسكرية التي تُخضع المتقدمين لتقييمات نفسية وسلوكية وطبية ورياضية وكشف هيئة.