سجلت أسهم سلسلة المقاهي الأمريكية ستاربكس أكبر خسائرها في بورصة ناسداك، منذ الاكتتاب على الشركة عام 1992، متأثرة بدعوات مقاطعتها في الدول العربية.
وخسرت أسهم العلامة التجارية الأمريكية الشهيرة عالميًا ما يقرب من 12 مليار دولار خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما فقدت نحو 9.4% من قيمتها السوقية.
وقالت صحيفة نيويورك بوست، إن أسهم ستاربكس انخفضت لمدة 11 يومًا متتاليًا في أطول سلسلة خسائر للشركة منذ عام 1992، وتراجعت أسهم الشركة خلال شهر نوفمبر الماضي بنسبة 6.5%، وهوى سعر السهم اليوم إلى نحو 96.6 دولار على أساس شهري انخفاضًا من 115 دولارًا، أعلى سعر للسهم في مايو/أيار الماضي.
وعللت صحيفة نيويورك بوست ذلك التراجع بالقلق من تباطؤ مبيعات الشركة بسبب أزمة ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج، إضافة لتوقعات بتضرر الشركة من المقاطعة بسبب الحرب بين إسرائيل وغزة.
وانتشرت حملات لمقاطعة منتجات للشركات الأمريكية والغربية بسبب ما يتردد عن "مواقف إداراتها الداعمة للجيش الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة".
وقال موقع سي إن إن الاقتصادي إن "حملات المقاطعة حققت تأثيرًا غير مسبوق في الدول التي تشتهر بتأييدها الجارف للفلسطينيين مثل مصر والأردن"، فعلى الرغم من إبرام الدولتين معاهدات سلام مع إسرائيل قبل عقود، فإن تلك المعاهدات لم تؤدِ إلى تقارب شعبي.
ونقل موقع سي إن إن عن سامح السادات، وهو سياسي وشريك مؤسس في شركة تي.بي.إس هولدينج، أحد موردي ستاربكس وماكدونالدز، ملاحظته بوجود "انخفاض أو تباطؤ بنحو 50% في طلبات الشركتين".
وظهر اسم ستاربكس ضمن قائمة الشركات المستهدفة من حملات المقاطعة، بعدما رفعت الشركة دعوى قضائية ضد نقابة عمالها "Workers United" احتجاجًا على نشر الأخيرة تغريدة مساندة لفلسطين عبر حسابها على إكس، ورأت إدارة الشركة أن التغريدة تسببت في "إغضاب عدد من عملائها والإضرار بسمعتها"، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.
ونقلت نيويورك بوست أن "ارتفاع أسعار مدخلات إنتاج القهوة سيحد من قدرة المواطنين على الشراء"، مضيفةً أن "العاملين ببعض أفرع شركة ستاربكس في الولايات المتحدة احتجوا مطالبين بزيادة في رواتبهم".
وبالمقارنة مع بعض المنافسين خلال شهر نوفمبر الماضي، حققت أسهم ستاربكس "أسوأ" أداء بين الشركات المستهدفة بالمقاطعة، حيث اقتصر تراجع سهم شركة كوكا كولا على 0.12%، بينما ارتفع سهم بيبسيكو بنسبة 0.27%، وارتفع سهم ماكدونالدز بنسبة 0.06%.
وأشار متحدث باسم شركة ستاربكس لصحيفة نيويورك بوست إلى "إدانة شركته لكل أعمال الكراهية والعنف"، معربًا عن "تعاطف الشركة مع كل الذين قُتلوا وجُرحوا وشُردوا وتضرروا من الفلسطينيين والإسرائيليين".
لكن رغم انخفاض أسهم الشركة خلال التداولات الأخيرة، فإن سلسلة المقاهي الأمريكية تتمتع بمبيعات عبر المتاجر التابعة لها في أكثر من 35 ألف موقع حول العالم، التي ارتفعت قيمتها بنسبة 8% خلال السنة المالية 2023 التي انتهت في نوفمبر الماضي.