نفذ نحو 400 عامل من شركة كيرسرفيس بمعسكر القوة متعددة الجنسيات والمراقبين في سيناء "حفظ السلام" في مدينة شرم الشيخ، أمس الأحد، إضرابًا عن العمل للمطالبة بتعديل رواتبهم، وتحسين الخدمات داخل أماكن سكنهم، وزيادة بدل الوجبة، إضافة لتحسين خدمات الرعاية الصحية.
ويبلغ عدد عمال كيرسرفيس نحو 400 عامل في أعمال متنوعة، من بينها ورش الصيانة وتضم فنيين في مجالات الكهرباء والسباكة والتبريد والتكييف، وورش الميكانيكا، إضافة للمطاعم، ومغاسل الملابس وأعمال النظافة والأسواق التجارية. كما يعمل عدد مماثل لهم تابعون لكيرسرفيس في معسكر حفظ السلام بالشيخ زويد في شمال سيناء.
وقال أحد العمال لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، "مرتباتنا ضعيفة جدًا، فيه عمال شغالين في الشركة من 20 سنة ما وصلوش لـ7 آلاف جنيه، وعمال نظافة بياخدوا 2000 و3000 جنيه، طيب يعملوا إيه مع ارتفاع الأسعار".
ويشير العامل إلى أن ورش الصيانة يرأسها مديرون أجانب يسكنون داخل المعسكر في وحدات سكنية مجهزة، أما عمال كيرسيرفيس فيسكنون في منطقة "سكن اليهود"، وهي مستعمرات بناها الإسرائيليون خلال الاحتلال، وهي وحدات تستأجرها "كيرسيرفيس" من مجلس المدينة، وتفتقر للكثير من الخدمات.
ويوضح "يسكن في كل شقة أكثر من 9 عمال، حتى الصالة والمطبخ حطينا فيهم سراير علشان المكان يكفي، التكيفات متعطلة والشركة ما بتعملش أي صيانة، ولما لمبة كهربا أو حنفية تعطل نصلحها على حسابنا".
ويؤكد عامل آخر لـ المنصة أن الرعاية الصحية للعمال معدومة، فلم تصدر الشركة بطاقات صحية لأي من العمال رغم أن بعضهم تتجاوز مدة خدمته الـ20 سنة "الشركة كانت متعاقدة مع مستشفى شرم الشيخ لعلاج العمال، دلوقتي التعاقد ده اتلغى، والعامل اللي يتعب لازم ياخد إذن من مسؤول الشركة بشرم الشيخ ويروح يكشف ويجيب العلاج ويقدم الإيصالات ويصرف الفلوس اللي دفعها".
وتابع "أما لو راح المستشفى بدون إذن فالشركة بترفض تصرف له أي شيء، وممكن ياخد جزا زي ما حصل مع عمال قبل كده، وخلال فترة إجازتنا واللي هي تقريبا أسبوع كل شهر، لو حد تعب واحتاج يروح للدكتور فده بيبقى على حسابه والشركة بترفض تصرف أي شيء حتى لو جاب إيصالات بالمصاريف".
وكانت القوة الدولية أقرت بدل وجبة قدرها 12 دولارًا يوميًا، لكن شركة كيرسرفيس استبدلتها بثلاث وجبات قدرها 450 جنيهًا في الشهر ويعلق العامل الثاني "الـ12 دولار بدل وجبة اللي بتدفعها القوة الدولية لكل العاملين، واللي ساعات كنا بناخدها لما عامل مننا يطلع مأمورية في فندق تابع للقوة، الشركة بتدينا أقل من قيمتها طول الشهر، وكمان ساعات مش بناخدها فلوس، بيدونا مكانها بون بـ300 جنيه نصرفوا من سوبر ماركت الشركة متعاملة معاه".
واجتمع أحد مسؤولي القوة الدولية الأجانب مع 6 من العمال المضربين، واستمع إلى مطالبهم، لكنه قال إن كيرسرفيس تتقاضى كافة مستحقاتها من القوة الدولية، وأن مشكلة العمال مع الشركة وليست مع القوة الدولية.
وذكر عامل ثالث لـ المنصة، "قولنا له فعلًا إحنا مشكلتنا مع الشركة لكن لازم تعرف اللي بيحصل لنا، وإزاي بيتم استغلالنا لأننا شغالين معاكم".
ووعد المسؤول العمال بعقد اجتماع مع قائد القوة بسيناء، والمدير العام للقوة الدولية بروما لمناقشة مشكلتهم وأنه سوف يبلغهم بنتيجة الاجتماع، مساء اليوم الاثنين على أن يستأنفوا عملهم وهو ما وافق عليه العمال.
وتأسست القوة متعددة الجنسيات والمراقبون في سيناء، عام 1982، لمراقبة تنفيذ بنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بعدما قالت الأمم المتحدة إنها لن ترسل قوات حفظ سلام لسيناء، ويشارك بالقوة 13 دولة، ويقع المقر الرئيسي لإدارتها بالعاصمة الإيطالية روما.
يذكر أن عمال كيرسرفيس نظموا إضرابًا عن العمل في عام 2011 للمطالبة بزيادة الرواتب وتحسين خدمات الرعايا الصحية، لكن الإضراب لم يسفر سوى عن تحقيق بعض التعديلات الطفيفة في الرواتب، والتعاقد مع شركة شرم الشيخ لعلاج العمال وهو التعاقد الذي تم إلغاؤه.