أحكم الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على المنطقة الغربية لمدينة غزة، بعد 35 يومًا من العدوان على القطاع، الذي راح ضحيته نحو 11 ألف قتيل حتى الآن، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.
وأكد مراسل المنصة في قطاع غزة هروب عشرات النازحين الفلسطينين من مجمع الشفاء، الذي قالت عنه منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إنه "يتعرض للقصف"، موضحة أن 20 مستشفى في القطاع خرجوا الآن من الخدمة.
وكانت طائرات تابعة لجيش الاحتلال ألقت الخميس، منشورات فوق مستشفى الشفاء، اطلع عليها مراسلنا، تقول فيها "اتفق القط والفأر على خراب الدار، يحيى السنوار ومحمد الضيف هما المسؤولان عن خراب بيوتكم، لن تكون هناك أي هدنة لوقف إطلاق النار، إسرائيل ستستمر بتعزيز قوة الهجمات حتى إسقاط حماس، سنصل إلى السنوار والضيف ولكل مخرب عاجلًا أم آجلًا، بيدكم الخيار بأن تسلموهما أو أن تحاسبوهما بأنفسكم، مخربي حماس وقتكم قد شارف على النهاية، استسلموا فورًا أو ستموتون".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، في مقابلة أجراها مع شبكة "فوكس نيوز"، إن "قادة حماس، ومن بينهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، ما زالوا في مدينة غزة أو في أنفاق تحتها"
وأضاف أن إسرائيل "لا تسعى إلى احتلال غزة أو السيطرة عليها"، موضحًا "أن الهدف من الحرب هو منح القطاع والشرق الأوسط بأكمله مستقبلًا أفضل. وهذا يتطلب هزيمة حماس".
ومن جهة أخرى، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور أشرف القدرة، اليوم، أن دبابات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفيات الرنتيسي والنصر للأطفال والعيون والصحة النفسية من كل الاتجاهات، موضحًا "آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرين داخل المستشفيات بلا ماء وبلا طعام ويتعرضون للموت في أي لحظة".
وقال القدرة إن الاحتلال استهدف الساحة الرئيسية للاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة "حتى الآن، تحاول الطواقم الطبية في المستشفى التعرف على حالة الضحايا ومدى إصابتهم".
وأظهر مقطع فيديو متداول على السوشيال ميديا، تحققت منه وكالة رويترز، الجمعة، عددًا من القتلى والمصابين، من بينهم أطفال، في منطقة من مجمع مستشفى الشفاء بغزة، بعد أن تعرض لضربات جوية إسرائيلية، وقالت مراسلة موقع سكاي نيوز إن القصف استهدف "الطابق الخامس من المستشفى الخاص بقسم الولادة".
فيما أفاد مراسل المنصة باستهداف الاحتلال لخيمة الصحفيين في مجمع الشفاء، مساء الخميس، مؤكدًا وقوع قتلى وجرحى داخل أسوار المجمع الطبي، فضلًا عن اشتباكات رصدها تدور حول مباني المستشفى يسمعها المتواجدون بالقرب من المكان. وقال إن "مواطنين في المناطق الغربية لمدينة غزة، وبالتحديد في شارع النصر يتعرضون للقصف وإطلاق نار كثيف، ويناشدون أي تدخل دولي لإخراجهم من منازلهم، لكن دون مُجيب".
وعن تحركات جيش الاحتلال داخل القطاع، أشار إلى "تقدم الآليات العسكرية والدبابات من الجهة الغربية إلى قلب المدينة، عن طريق شارع جمال عبد الناصر، والتمركز عند الجامعة الإسلامية التابعة لحركة حماس"، إضافة إلى "تقدم الدبابات من الجهة الشمالية إلى جنوب شارع النصر، ومحاصرة مستشفى النصر للأطفال، وتمركز الآليات العسكرية خلف مستشفى الأندونيسي شمال القطاع، وترهيب النازحين هناك.
وقال مراسلنا إن "جيش الاحتلال يقترب من السيطرة على أهم مربع أمني غرب مدينة غزة، حيث يتواجد مجمع أنصار العسكري، وتقترب الدبابات من مُجمع الشفاء الطبي"، ما أكده الاحتلال معلنًا مداهمة ما وصفه "بالمربع الأمني" لحركة حماس.
ومن جهة أخرى، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "جيش الاحتلال بدأ بقصف وتدمير المستشفيات دون الاكتراث بحياة آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين الأمر الذي أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء والجرحى"، محملًا الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي "وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الجرائم المنظّمة ضد المستشفيات وعن حياة آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين فيها".
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن الولايات المتحدة الأمريكية "أعطت الضوء الأخضر لاستهداف وقصف المستشفيات بالنار وبشكل سريع ومميت، ومنعت وصول الوقود للمستشفيات منذ بدء العدوان".
فيما أكد شاهد عيان وصل إلى منطقة دير البلح وسط القطاع، لـ المنصة ارتكاب الاحتلال "مجزرة بشعة بحق النازحين، حيث قصف مدرسة الرمال الابتدائية المشتركة، التي تقع بالقرب من سوق الرمال وسط مدينة غزة، بنحو 10 قذائف على أوقات متفرقة، من الساعة 2 فجرًا وحتى الساعة 6 صباحًا، قبل أن يدخل الاحتلال طائرة كواد كابتر محملة برشاش، وبدأ بإطلاق النار على الدرج والفصول التي يتواجد بها النازحين".