دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وعادت المحادثات بين ممثلين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، بوساطة من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، رغم تشديد الجيش السوداني على أن استئناف التفاوض "لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية".
أما قوات الدعم السريع، فأعلنت، في بيان، عن أملها في حضور وفد الطرف الآخر إلى جدة "موحدًا ومستقلًا برأيه عن إملاءات حزب المؤتمر الوطني"، الحزب الحاكم في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
ومن أبرز بنود مفاوضات جدة "ضرورة التزام الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالسماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني، والالتزام بسيادة السودان، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه، واعتبار مصالح الشعب أولوية رئيسية، وحماية كل المرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية، واعتماد إجراءات بسيطة لجميع الترتيبات المتعلقة بعمليات الإغاثة"، مع التأكيد على أن "الالتزام بالإعلان لن يؤثر على الوضع القانوني أو الأمني أو السياسي للأطراف الموقعة عليه".
وتشهد منطقة "أم كدادة"، شرق مدينة الفاشر، موجة نزوح كبيرة، بعد هجوم قوات الدعم السريع على قوات الجيش هناك، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
ورغم الضغط الدولي والغضب الشعبي، تواصل القصف العشوائي من طرفي النزاع في السودان بعدد من مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وسط شح شديد في الخدمات العلاجية وسيارات الإسعاف، وقتل 34 شخصًا من بينهم 14 امرأة في قصف استهدف أحد الأسواق الشعبية بأم درمان، أمس، معظمهم من المدنيين.
وخرج نحو 70% من المستشفيات عن الخدمة تمامًا، بينما يعاني القطاع الطبي من شح كبير في الأدوية والمعينات الطبية والخدمات وسيارات الإسعاف، مما اضطر فرق الإسعاف القليلة التي تعمل في ظروف أمنية بالغة الخطورة لنقل المصابين من مناطق بعيدة بواسطة عربات يدوية بدائية.
كما فر أكثر من 80% من سكان العاصمة الخرطوم من مناطقهم الأصلية، وأرسل السبت سكان أحياء جنوب الخرطوم نداءات استغاثة، مشيرين إلى نفاد المخزون الغذائي لدى السكان العالقين.
كما نزح ما لا يقل عن 670 ألف شخص من سكان ولاية جنوب دارفور من منازلهم بسبب الصراع، وتعدّ ولاية جنوب دارفور هي ثاني أكثر الولايات تضررًا بعد ولاية الخرطوم، كما أشارت التقديرات إلى تسجيل المئات من حالات الإصابة بحمى الضنك في ولاية القضارف، شرقي السودان، بحسب وزارة الصحة السودانية.
وأبدت رئيسة اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، هبة عمر، مخاوفها من انتشار أمراض حمى الضنك والكوليرا في عموم السودان، بعد انتشارهما في ولاية القضارف.
ودخلت الاشتباكات في السودان يومها الـ103 منذ أن بدأت في منتصف أبريل/نيسان الماضي، وراح ضحيتها نحو 1800 شخص وآلاف المصابين، بحسب جمعية الصليب الأحمر، مشيرة إلى أن نحو 180 من القتلى دُفنوا دون التعرف على هوياتهم.
وأكدت تقارير صحفية أن أعداد القتلى ربما تفوق المعلن بكثير، لا سيما أن وسائل التواصل تناقلت بكثافة أنباءً عن دفن جثامين داخل المنازل وأمامها وفي الميادين العامة، إضافة إلى جثث متفسخة في الشوارع والطرقات.