شكت خمسة مصادر من أهالي قرية حجازة في مركز قوص بمحافظة قنا لـ المنصة، من تقاعس وزارة الصحة عن متابعة حمى الضنك في قريتهم، رغم تفشي المرض. وبينما لم يصدر عن وزارة الصحة حتى اﻵن بيان رسمي يوثق لظهور الوباء في القرية، أكد وكيل الوزارة في المحافظة الدكتور محمد بدران لـ المنصة، أن "جميع قرى محافظة قوص بها يرقات للحشرة الزاعجة المسؤولة عن حمى الضنك".
وقال بدران، إن الوزارة كلفتهم "بتكثيف توجيه قوافل طبية للتخفيف عن المواطنين"، موضحًا أن أكثر الشكاوي موجودة في قريتي حجازة قبلي الجمالية التابعتان لمركز قوص، ما يتفق مع ما نشرته المنصة في تقرير سابق.
لكن الأهالي لا يرون أثر لتلك التوجيهات الوزارية، فباستثناء القافلة الطبية التي جابت قرى المركز في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتابعة لنائب عن المحافظة، لم تأت إليهم قوافل، رغم أن "الأعراض تظهر في القرية منذ أسابيع".
وقال أسامة الطاهر، وهو أحد أهالي القرية وسبق وأصيب بأعراض حمى الضنك، إن "هناك تقصيرًا غريبًا من قبل وزارة الصحة، التي جعلت كل الأهالي تتشكك حول ماهية الوباء الذي ينتشر بينهم، وهل هو حمى الضنك أم كورونا". وأشار إلى أنه تعرض للإصابة مرتين هو وزوجته، وكل مرة تكون الأعراض "سخونة شديدة، تكسير في عظام الجسم، غثيان، دوخة شديدة، فقدان للشهية".
وأوضح أنه في كل مرة كان يمرض فيها، كان يلجأ للعيادات الخاصة، ومن خلالها يكون البروتوكول العلاجي خافض للحرارة ومحلول وريدي.
فيما يقول محمد فتحي، وهو مقاول في محطات الصرف الصحي، ومشارك في قافلة طبية جهزها النائب أشرف أبو الفضل عن دائرة قوص وقفط بجهود ذاتية، للكشف وعلاج الأهالي في القرى هناك، إن الأعراض "متفشية" بين أهالي المركز.
وأشار فتحي إلى أن إحدى قريباته تعاني من أحد الأمراض المزمنة، أصيبت بأعراض تشبه حمى الضنك، وبعدها ماتت، زاعمًا "زيادة حالات الوفيات في قريتهم بسبب حمى الضنك". لكن وكيل وزارة الصحة في قنا نفى ذلك، مؤكدًا أن "معدل الوفيات بالمقارنة بالسنوات السابقة لا يوجد به أي زيادة".
ويضيف فتحي، أن قافلة النائب أجرت الكشف على أكثر من 1000 حالة في غضون 5 أيام.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد محمود، ممارس عام في مستشفى قوص، ومتطوع للكشف على الأهالي ضمن القافلة التي خصصها النائب أشرف أبو الفضل، أن "90% من الحالات التي ترددت عليهم تعاني من حمى الضنك. وأضاف "لديهم نفس الأعراض سخونة شديدة، تكسير في العظام، آلام شديدة في المعدة، ترجيع". ولفت إلى أن العلاج يكون عبارة عن خافض للحرارة ومحلول وريدي.
وانتقد الطبيب الشاب دور الوزارة، قائلًا إن "ما تقوم به هو النزول ورش القرية بشكل استعراضي لالتقاط الصور وإرسالها للمسؤولين فقط، أما توفير العلاج والكشف على الأهالي وكل المساعدات التي يتلقونها فيتم بجهود ذاتية لا علاقة للوزارة بها".
وأكد أحمد السباعي وهو طبيب في القرية وعضو في حزب مستقبل وطن، أن القرية والقرى المجاورة قبل تدخل الوزارة بنحو 5 أيام، "كانت تعتمد في علاج الحالات على التبرعات".
ومن جانبه أكد وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا، أن اللجنة التي أرسلها الوزير والتي ترأٍسها بدران بنفسه، والدكتور باهر بيه الدسوقي، أخصائي الوبائيات بقطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، جاءت لمراقبة الأوضاع الصحية في المحافظة، والتأكد بشأن ما إذا كانت الأعراض نتيجة لانتشار وباء حمى الضنك، أم فيروس آخر مرتبط بالتغيرات الجوية، أم فيروس كورونا. ولم تصدر أي بيانات رسمية من الوزارة عن تلك الجولة.
وأكد بدران لـ المنصة أن اللجنة تواصلت مع الأهالي ولم تحصل على أي عينات منهم لفحصها، لأن العينات تقوم إدارة الطب الوقائي بالمحافظة بأخذها بشكل مستمر.
وأوضح أن عدد الحالات الموجودة في الحميات ويعانون من حمى الضنك الشديدة لا يتخطى العشر حالات، وباقي الحالات أعراضهم بسيطة ويتم علاجهم في منازلهم، موضحًا أن نتيجة فحص المرضى وإثبات إصابتهم بحمى الضنك من عدمه تظهر خلال ساعات.
وأشار إلى أنه في الأسبوع الماضي كان يوجد 3 قوافل طبية للتسهيل على المواطنين وتوفير العلاج لهم، مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة القوافل الطبية للقرية.
في وقت قال كمال علي خليل، وهو أحد أهالي القرية، إن هناك قافلة طبية من القوافل الثلاثة موجودة في مدخل قرية حجازة قبلي منذ ثلاثة أيام، لكن "الطبيب المرافق لها لا يكشف على الحالات، مكتفيًا بإعطائهم شريطًا لعقار الباراسيتامول 1000 مجم".
حاولت المنصة التواصل مع دكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أكثر من مرة، لكن لم تحصل على رد لانشغاله باجتماعات طارئة، بحسب مديرة مكتبه.