أقر وزير التربية والتعليم رضا حجازي، بأن 30% من الأطفال في المدارس المصرية دون المستوى (ضعفاء) في القراءة والكتابة، وذلك وفق دراسة قومية أعدها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي التابع للوزارة، وذلك خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة اليوم، بالتعاون مع البنك الدولي، لتعزيز مهارات القراءة والكتابة "خطة عمل قصيرة إلى متوسطة الأجل".
وقال الوزير، حسب بيان رسمي اطلعت عليه المنصة، "كان من الضروري إجراء عملية تقييم لمعرفة مدى تحقق الأهداف المبتغاة من تطوير منظومة التعليم في المرحلة الابتدائية، وتحديد المعوقات التي حالت دون تحقق هذه الأهداف على الوجه الأكمل، ووجدنا بعض مواطن الضعف في القراءة والكتابة لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية".
وعقبت معلمة خبيرة لمادة اللغة العربية في مدرسة محمد كرم الابتدائية الحكومية حنان مصطفى، لـ المنصة، قائلة إنها نتيجة طبيعية، "علشان لما طبقوا نظام التعليم الجديد من 4 سنين، قالوا لنا ممنوع طالب يمسك القلم ويكتب قبل تالتة ابتدائي، وغير كده يرسم ويلون ويوصل كلمات بصور.. كان المعلم اللي يخلي طالب يمسك القلب ويكتب يتعاقب لأنه بيخالف نظام التعليم الجديد".
أضافت "زمان كان الطالب يكتب من أولى ابتدائي، ويقرأ.. لحد السنة اللي فاتت بس مكنش طالب واحد يكتب جمل وسطور وقطع بخط ايده، ولما قلنا ده غلط، قالولنا لأ.. المهم الطالب يركز على بناء شخصيته ويتفاعل داخل الفصل ومنعوا الامتحانات لحد 3 ابتدائي".
وتابعت "طبيعي ده انعكس على إن طلبة كتير وصلت للصف الثالث والرابع وهي عندما مشكلة في الكتابة ومش بتعرف تكتب جمل على بعضها، لحد السنادي بقى ما بدأوا يرجعوا كل حاجة زي ما كانت والطلبة بتكتب من صغرها واحنا كمعلمين طلعنا صح بس بعد إيه بقى؟".
ووفق ما رصدته المنصة على شاشة العرض بالقاعة الخاصة بورشة العمل التي نظمتها الوزراة اليوم، فإن نسبة الطلاب الأقل من المستوى في اللغة العربية، قراءة وكتابة، كانت 30.2% لسنة 2023، وهي ذات النسبة التي كانت موجودة قبل عامين، أما في الرياضيات فكانت نسبة عدد الطلاب دون المستوى هذا العام 17%، فيما كانت تلك النسبة 18.2% قبل عامين.
وحسب نتيجة الدراسة، حسب ما اطلعت المنصة عليه عبر شاشة العرض، فإن 45.2% من الطلاب تم تقييمهم تحت مسمى "مبتدئ" في اللغة العربية نطقًا وكتابة، مقابل 50.7% في مادة الرياضيات، هم أيضًا مصنفون كمبتدئين، بينما وصل عدد الطلاب المصنفين "كفء" في القراءة والكتابة 20.3% فقط، مقابل 28% أكفاء في مادة الرياضيات.
وخلصت الدراسة إلى أن نسبة الطلاب أصحاب المستوى المتقدم في القراءة والكتابة في المرحلة الابتدائية، كانت 4.2%، وهي ذات النسبة لمادة الرياضيات، بينما كانت نفس نسبة الطلاب فائقي المستوي قبل عامين (2021) أقل من ذلك بقيمة 1% (3.5% تقريبًا).
وبينما لم يتطرق بيان وزارة التربية والتعليم، لهذه النسب رغم عرضها أمام الحضور، قال حجازي "ضعف القراءة والكتابة تؤثر على فهم الطالب لبقية المواد التي يدرسها وتؤدي إلى التسرب من التعليم، وضعف ثقة الطالب بذاته، إضافة إلى ضعف علاقاته الاجتماعية".
وتوعد حجازي، خلال كلمته، مديري المدارس الذين لديهم طلابا ضعفاء في القراءة والكتابة، قائلا للحضور "أنا لو زرت مدرسة ولقيت فيها نسبة كبيرة من الطلاب ضعفاء في القراءة والكتابة هحاسب المدير بتاعها، وهيكون جزء من تقييم مدير المدرسة إن عدد الطلاب ضعاف المستوى عنده مش كتير".
يأتي ذلك، رغم تأكيد الوزير أن "مواجهة تلك المشكلة تتطلب تضافر كافة الجهود وتعاون الجميع بدءًا من الأسرة مرورًا بالمدرسة ووسائل الإعلام والمجتمع المدني ومجتمع الأعمال، وكافة الوزارات الأخرى، وكل المعنيين بالعملية التعليمية، ولن يتحقق ذلك إلا باجتماع كل المسؤولين للتشاور وتحديد ما ينبغي عمله والالتزام بالخطة التي سيتم الاتفاق عليها".