قالت الناشطة فجر العادلي، وهي نجلة علاء الدين العادلي، المقبوض عليه من مطار القاهرة في 18 أغسطس/آب الماضي، فور وصوله قادمًا من ألمانيا، إن أسرتها "تتواصل مع السفارة الألمانية، ومع الحكومة نفسها" للبحث عن طريقة للإفراج عن والدها، مشيرة في حديث لـ المنصة إلى تلقيها دعوة للحديث عنه، من الأمم المتحدة، في جلسة حقوق الإنسان "هتكون في أكتوبر".
وكانت الحكومة الألمانية عبرت عن قلقها من القبض على العادلي، وقالت مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الألمانية، لويزه أمتسبرج، في 14 سبتمبر/ أيلول الجاري، "يعيش السيد العادلي في ألمانيا مع عائلته منذ أكثر من 30 عامًا. وتم اعتقاله في 18 أغسطس 2023 لدى دخوله مصر. ومنذ ذلك الحين وهو محتجز دون معرفة سبب اعتقاله أو تمكينه من الاتصال بمحاميه".
والعادلي الذي يحمل الجنسية الألمانية، "لا علاقة له بالسياسة لا من قريب أو من بعيد"، بحسب نجلته.
وقُبض على العادلي عقب وصوله إلى مصر، وقضى في المطار 24 ساعة، ثم عرض على النيابة في 20 أغسطس، ووجهت له اتهامات بالانضمام إلى جماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة، مع تجديد حبسه 15 يومًا، بحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات، المسؤولة عن ملفه.
وقالت فجر لـ المنصة، إن الأسرة زارت والدها أمس الثلاثاء، مشيرة إلى استقرار حالته الصحية في ظل إضرابه عن الطعام منذ 2 سبتمبر الجاري، باستثناء "ألم في الظهر وألم في الصدر لما يكون في أي إجهاد أو أثناء التريض".
وكانت مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية قالت إن العادلي "دخل في إضراب جاف عن الطعام، كما فعل اثنان من أبنائه يحملان الجنسية الألمانية"، داعية السلطات المصرية المعنية إلى "التعامل الفوري مع هذه القضية وفقًا للقانون والإفراج عنه إن لم يكن هناك ادعاءات محددة ضده".
وعبرت فجر عن تخوفها من احتمال ظهور مشاكل في القلب لوالدها، قائلة "والدي ماعندوش 30 سنة، هو عنده 60 سنة، معرض لأي حاجة زي كده".
وشكت نقل والدها من "غرفة كبيرة كان فيها ناس، إلى غرفة فيها اتنين بس"، قائلة إن فرص تواصله مع آخرين أصبحت قليلة.
في الوقت ذات لفتت إلى أن الزيارة لم تتم على طاولة وتواصل مباشر بينهم وبين والدها، ولكن كانت من وراء زجاج، واصفة التعامل معهم خلال الزيارة بـ"الكويس".
ويُشار إلى أن أسرة العادلي تعرضت لاعتداء من قبل إدارة السجن خلال الزيارة قبل الأخيرة، و"تم احتجازهم بدون وجه حق لساعات"، بحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات.
وأكدت استمرار منع المحامي من الالتقاء بوالدها، "تقدم بطلب لزيارة موكله، لكنهم قالوا إنهم مش هيردوا عليه إلا آخر سبتمبر فيما معناه ماينفعش تروح أساسًا".
وأثار خبر القبض على العادلي تفاعلًا في الأوساط الحقوقية، خاصة وأن فجر أعلنت أكثر من مرة أن القبض على والدها سببه معارضتها للنظام.
وبرز اسم فجر في 2015 عندما هاجمت الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي جمعه بالمستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل.
وفي تقديمها لنفسها في أعقاب المؤتمر، قالت العادلي في حوار لها مع موقع "شبيجل أونلاين"، "ليس لي أي علاقة بجماعة الإخوان المسلمين. وأنا عضوة في منظمة شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بالإضافة إلى أني منخرطة في الاتحاد الألماني المصري للديمقراطية، وهو اتحاد يضم الكثير من الشباب والطلاب والأكاديميين ونحن نتظاهر من أجل حقوق الإنسان وحرية التعبير في مصر".
في الوقت ذاته تضامنت عضوة البرلمان الألماني، ناديا شتهامر، مع قضية العادلي، ونشرت قبل أربعة أيام، مقطع فيديو لها على إنستجرام عبرت فيه عن قلقها "البالغ" بخصوصه.