قال عضو في مجلس إدارة هيئة السكك الحديدية، رفض ذكر اسمه، إن الدولة تكثف عملها لوضع خطط لتنفيذ الممر اللوجيستي بين مينائي طابا البري والعريش البحري، بما يخدم خطط التنمية في سيناء.
وأضاف لـ المنصة، أن وزارة النقل كلفت أحد المكاتب الاستشارية بعمل دراسة جدوى لتنفيذ المشروع خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2024، مشيرًا إلى أن المسافة تقدر بحوالي 300 كيلو متر من العريش وحتى طابا.
وتُقدر خرائط جوجل المسافة بين ميناء العريش البحري وميناء طابا البري بحوالي 256 كيلو مترًا، تتخللها عدد من الجبال والوديان الموجودة بوسط وجنوب سيناء.
وبحسب حديث سابق لوزير النقل كامل الوزير، أثناء جولته التفقدية لخط سكك حديد الفردان الشهر الماضي، يبدأ الممر اللوجيستي من ميناء العريش البحري حتى منفذ طابا البري، عبر خط سكة حديد.
ويعد هذا الخط بحسب الوزير، امتدادًا لخط الفردان/بئر العبد/العريش/طابا، مرورًا بمنطقة الصناعات الثقيلة في وسط سيناء، والتي ستساهم هذه الممرات في ربط مناطق الإنتاج الصناعي والزراعي والتعديني والخدمي بالمواني البحرية بوسائل نقل سريعة ونظيفة وآمنة مرورًا بالمواني الجافة والمناطق اللوجيستية.
كما يربط ممر العريش/طابا اللوجيستي، البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة، وهو ما يمثل أهمية اقتصادية كبيرة، ويعتبر ممرًا لوجيستيا يربط مناطق الإنتاج بالمواني البحرية من خلال خط السكة الحديد الذي يربط شرق بورسعيد وبئر العبد وميناء العريش وطابا بطول 500 كم تقريبًا.
تكلفة تطوير ميناء طابا البري
وسبق تطوير ميناء طابا البري بتكلفة حوالي 40 مليون جنيه، حيث تم زيادة مساحته إلى 2700 متر مربع، وشملت أعمال التطوير صالة الوصول البري والمباني الإدارية، بحسب موقع رئاسة الجمهورية.
ميناء طابا.ويوضح عضو مجلس إدارة السكك الحديدية لـ المنصة، أن التكلفة التقديرية للمشروع تبلغ 10 مليارات جنيه، مشيرًا إلى أن الوزارة كلفت شركة "انترجيل" لعمل الدراسات البيئية للمشروع.
ويلفت المصدر إلى أنه حتى الآن لا توجد مفاوضات مع جهات تمويل أجنبية لتمويل المشروع، مضيفًا أن المشروع يستهدف إقامة قطار ركاب وبضائع، لكن التركيز الأكبر سيكون على البضائع من أجل تغطية تكاليف التشغيل، ومستهدف تنفيذه خلال 3 سنوات.
وكشف عضو مجلس السكك الحديدية، أنه سيتم التعاقد مع مصنع سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع لتوريد قطارات الممر اللوجيستي.
مواجهة خطط إسرائيل
إلى ذلك يعلق أستاذ هندسة السكك الحديدية بجامعة الأزهر الدكتور إبراهيم مبروك، بأن مشروع الممر اللوجيستي يهدف إلى مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تسعى لضرب قناة السويس.
ونشطت إسرائيل خلال السنوات الماضية في إجراء دراسات لتنفيذ قناة موازية لقناة السويس تربط بين مينائي إيلات وعسقلان. كما عملت على مشروع آخر، وهو قناة البحرين التي كان من المُقترح أن تمتد بين ميناء عسقلان والبحر الميت، ومنها إلى البحر المتوسط. وتعدّها إسرائيل ضمن المشروعات البديلة لقناة السويس.
فضلاً عن المشروع الإماراتي الإسرائيلي الذي يستهدف نقل نفط الخليج إلى أوروبا؛ عبر خط أنابيب يربط بين ميناء إيلات على البحر الأحمر، وميناء عسقلان على البحر المتوسط، والذي يمر معظمه حاليًا عبر قناة السويس، بحسب الاتفاق الموقع بين البلدين عام 2020.
وأضاف أستاذ هندسة السكك الحديد لـ المنصة، أن المشروع سيتضمن أيضًا تطوير ميناء العريش، والذي بدأ يُنفذ خلال الأشهر الماضية، فضلاً عن مدّ شبكة طرق داخل سيناء هي شريان للتنمية؛ خاصة وأن قطار البضائع سيكون هدفه الأول نقل المنتجات من ميناء طابا البري وحتى ميناء العريش والعكس.
ويبلغ طول الطرق في سيناء حوالي 9.1 ألف كيلو، منها 7230 كيلو مترًا في شمال سيناء، و1873 كيلو مترًا في جنوب سيناء، فيما وصل عدد الكباري إلى 104 كوبري منها 94 كوبري في جنوب سيناء، و4 بشمال سيناء، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
وكانت وزارة النقل بدأت في خطة تطوير ميناء العريش لزيادة الغاطس وزيادة أطوال حجم الأرصفة، من خلال نزع عدد من الأراضي والعقارات المملوكة للأهالي في شمال سيناء، حيث يستهدف التطوير الوصول بطول الرصيف إلى 1.5 كيلو متر، وتعميق غاطس الميناء ليصل إلى 14 مترًا بدلاً من 7 متر.
كما وضعت الوزراة خطة مع هيئة قناة السويس لإنشاء حوض ثاني بجانب تطوير الرصيف التجاري، ضمن ثلاثة أرصفة أخرى أحدها رصيف مواعين يستقبل السفن ذات الأعماق الصغيرة بجانب رصيف القوات البحرية وجونة للصيد. ويختم أستاذ هندسة البترول حديثه، بأن الدولة توفر كل الإمكانيات لتطوير وتوفير التنمية الشاملة في سيناء، مشيرًا إلى أن خط السكك الحديدية سيكون ممرًا للتنمية الكبرى.