عباس شراقي: الملء الرابع لسد النهضة يحجز نصف حصة مصر في مياه النيل

أظهرت أحدث صور ملتقطة بالأقمار الصناعية لسد النهضة تخزين 10 مليارات متر مكعب منذ بدء الملء الرابع، بحسب حديث أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، للمنصة، محذرًا من أن هذه المرحلة تتضمن تخزين ما يعادل نصف حصة مصر في مياه النيل، والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب.

وسبق وأظهرت صورًا للأقمار الصناعية بدء إثيوبيا الملء الرابع لسد النهضة في 14 يوليو/تموز الماضي. 

وتوقع شراقي أن يخزّن الملء الرابع، الذي بدأ منتصف يوليو الماضي، نحو 25 مليار متر مكعب تضاف إلى بحيرة سد النهضة، المملوءة بنحو 17 مليارًا في السنوات الثلاث السابقة، وصولا إلى نحو 41 مليار متر مكعب من المياه، كان يفترض أن تصل إلى مصر والسودان، على حد قوله.

وحذّر شراقي من تأثير ذلك على مصر، مشيرًا إلى أنه لولا مخزون السد العالي لكان اقتطاع 25 مليار متر مكعب يعني عدم ري نصف أراضي الدلتا وجزء من أراضي الصعيد.

وتعجّب أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية من التصريحات الحكومية الأخيرة بشأن عدم تأثير سد النهضة سلبًا على مصر حتى الآن، مؤكدًا أن أزمة سد النهضة دفعت مصر إلى إنفاق عشرات المليارات في مشروعات لترشيد استهلاك المياه، ومعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، رغم الظروف الاقتصادية التي نعاني منها.

وكان رئيس مصلحة الري محمد صالح قال في تصريحات صحفية قبل أيام، أنه لم يحدث أي نقص في حصة مصر من مياه نهر النيل طوال السنوات الماضية وحتى الآن، مشيرًا إلى أنها لم تتأثر بسد النهضة الإثيوبي بسبب الفيضانات العالية.

وتابع شراقي معددًا أضرار السد "كان من الممكن عدم إقامة محطات معالجة الصرف الزراعي وتوفير عشرات المليارات من الجنيهات، أو الاقتراض أو استيراد أي من مكوناتها بالدولار"، مضيفًا "كما كان ممكنًا التوسع في زراعة الأزر"، مشيرًا إلى أن "استخدام مليار متر مكعب واحد من المياه في زراعة الأزر يمكن أن يوفّر مليار دولار حال تصديره".

وقبل عامين، توقفت مفاوضات سد النهضة، التي استمرت لأكثر من 10 سنوات، دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن الملء والتشغيل.

ومنتصف يوليو الماضي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد الاتفاق على بدء مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق حول ملء سد النهضة وقواعد تشغيله في غضون 4 أشهر.