المتحدث باسم رئاسة الجمهورية
الرئيس عبد الفتاح السيسي وسلطان طائفة البهرة بالهند مُفضل سيف الدين- 8 أغسطس 2023

بأموال البهرة.. مصر تطور مساجد آل البيت

محمد حميد إيهاب زيدان بسمة فرج
منشور الثلاثاء 8 أغسطس 2023 - آخر تحديث الثلاثاء 8 أغسطس 2023

مصطحبًا سلطان طائفة البهرة بالهند مُفضل سيف الدين، افتتح رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي مسجد السيدة نفيسة بعد ترميمه. ويأتي ذلك ضمن مشروع ترميم مساجد آل البيت، الذي يعدّ أحد المشروعات القومية لإحياء المناطق الدينية والتاريخية والأثرية بالقاهرة الفاطمية.

ويقوم المشروع على الربط بين مزارات آل البيت من خلال سيارات كهربائية لنقل الزوار في رحلات يومية، تشمل المرور على أشهر أضرحة آل البيت مثل مزارات "مسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، ومسجد السيدة عائشة، ومسجد الحسين" وغيرها، إضافة إلى الآثار الإسلامية مثل مسجد أحمد بن طولون، وقبة الأشرف.

ولم يكن هذا هو الظهور الأول لطائفة البُهرة في حضرة السيسي، إذ شارك سلطان البُهرة مفضل سيف الدين، في حفل افتتاح مسجد الحسين في شهر مارس/آذار الماضي، وافتتح مسجد الحاكم بأمر الله بعد ترميمه بالتعاون مع البُهرة أيضًا.

والبهرة من أشهر طوائف الشيعة التي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094، بقوا في مصر حتى هُزموا وطُردوا على يد صلاح الدين الأيوبي، عام 1174م، وهاجروا إلى دول عدّة.

أعداد قليلة ونشاط تجاري

إلى ذلك يشرح الباحث الأثري في مجال الآثار الإسلامية سامح الزهار، تاريخ طائفة البهرة في مصر الذي يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، إذ "يتمركزون في محيط مصر القديمة، خاصة منطقة الجمالية، وتتركز أنشطتهم الاقتصادية في التجارة، خاصة تجارة القماش، والعطارة وغيرها".

ويُقدر تقرير الحرية الدينية الدولي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2021، أعداد مسلمي البهرة الداوودية في مصر بـ "القليلة جدًا"، مشيرًا إلى تمتعهم بعلاقة وثيقة مع الرئيس السيسي، ومساعدتهم في ترميم مساجد وأضرحة تاريخية عدّة.

ويُضيف الزهار للمنصة، أن مسجد الحاكم بأمر الله بالنسبة للبهرة مثل المسجد الحرام بالنسبة لطائفة المسلمين السنة، لذا يجتمعون فيه مساءً يُمارسون طقوسهم الدينية.

الرئيس عبد الفتاح السيسي وسلطان طائفة البهرة بالهند مُفضل سيف الدين- 8 أغسطس 2023

ملايين الترميم

ويمكن تصنيف البهرة بـ "ورثة البيت الفاطمي في مصر روحيًا"، وفقًا لوصف الزهار، مضيفًا أن مسار آل البيت أُنتج على غرار مسار العائلة المقدسة. ويُبرر الباحث الأثري سبب لجوء الدولة للبهرة لترميم المساجد هو احتياج المشروع لأموال ضخمة، وعدم قدرة الدولة وحدها على سداد تكلفة المشروع بسبب ظروف البلاد الاقتصادية.

ويقول الزهار إن "حجم تبرعات طائفة البُهرة في بداية المشروع قدرت بنحو 150 مليون جنيه، لكن ذلك كان قبل تراجع قيمة الجنيه"، لذا  يعتقد أن هذا المبلغ تضاعف مرتين أو أكثر نظرًا لارتفاع التكلفة.

وبلغت تكلفة ترميم مسجد السيدة نفيسة نحو 50 مليون جنيه، فيما بلغت تكلفة ترميم مسجد الإمام الحسين 150 مليون جنيه.

في السياق نفسه، يؤكد رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار  أبو بكر عبد الله، وجود تعاون وثيق مع طائفة البهرة، وبلغت تكلفة تطوير مسجد الحاكم بأمر الله نحو 80 مليون جنيه بتمويل مباشر منهم.

ويقول للمنصة إن "البهرة جهة تمويل أما الإشراف والتنفيذ فيكون خاضعًا للمجلس الأعلى للآثار"، كاشفًا عن ترميم مسجد الجامع الأقمر الموجود بشارع المعز لدين الله، بتكلفة 66 مليون جنيه، فضلًا عن تطوير وترميم مسجد اللؤلؤة الموجود قرب جبل المقطم، بجانب المساجد غير المسجلة أثريًا التابعة لوزارة الأوقاف، فـ "التعاون مستمر بين قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية وطائفة البهرة منذ الرئيس الراحل أنور السادات".

ويُوضح الزهار، وجود جهات عدةّ تُنفذ مشروع ترميم المساجد مثل الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، وشركة المقاولون العرب، وبعض الشركات الأخرى، دون أن يحدد هويتها، وتولت الهيئة الهندسية الإشراف والتنفيذ لترميم مسجد الحسين بمساعدة "المقاولون العرب"، إضافة لترميم مساجد السيدة عائشة، وعلي زين العابدين، وفاطمة النبوية.

"مساجد" في الواجهة

وتُشرف مؤسسة مساجد المشهرة برقم 879 لسنة 2019، التي يرأسها شرفيًا مفتي مصر الأسبق علي جمعة، على أعمال ترميم ورفع كفاءة مساجد آل البيت، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حسبما يُشير الزهار، ووفقًا للموقع الإلكتروني للمؤسسة.

وفقا لموقع المؤسسة، يتكون الهيكل الإداري للمؤسسة من 4 أشخاص هم: مدير تشغيل، ورئيس تنفيذي، ورئيس قطاع التطوير، واستشاري العملية التشغيلية، وأسست عن طريق 33 مؤسسًا، في مقدمتهم الرئيس الشرفي للمؤسسة  ورئيس بنك الطعام المصري نيازي سلام، ورئيس مجلس إدارة مجموعة العربي السابق محمود العربي، ومجموعة من رجال الأعمال والمهندسين.

وبحسب الموقع، فإن المؤسسة تُدير وتشغل مساجد سيدنا الحسين، والسيدة فاطمة، والسيدة سكينة، ووفقًا للرئيس التنفيذي محمد الشهاوي المؤسسة، في تصريحات صحفية سابقة، فباقي المساجد التي تديرها المؤسسة هي علي زين العابدين، والسيدة رقية، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والمسجد اﻷحمدي "السيد البدوي".

ونقلًا عن الرئيس التنفيذي لمؤسسة مساجد، فإن مساجد "مؤسسة خيرية" غير هادفة للربح، وتعمل على إعادة ترميم وتطوير ورفع كفاءة مساجد اّل البيت، بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية وتحت إشراف الهيئة الهندسية، وكانت بداية تأسيسها في مؤسسة مساجد في مايو/أيار 2019، إلا أن عملها توقف.

ويختم الزهار حديثه، بأن سلطان البُهرة تبرع سابقًا لصندوق تحيا مصر وله علاقة وثيقة مع الرئيس السيسي، وقدم السلطان مفضل تبرعًا لصندوق تحيا مصر بقيمة 10 ملايين جنيه في 2018، ويُقدر إجمالي تبرعات سلطان البهرة للصندوق بنحو 30 مليون جنيه، وفقًا لتقارير إعلامية.