أحدثت ثلاث صور نشرتهم الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية السورية، أمس الأربعاء، وظهر فيهم السياسي والقيادي بالحركة المدنية، حمدين صباحي، بصحبة الرئيس السوري، بشار الأسد، حالة من الخلاف في الأوساط السياسية المصرية، على شخص بشار ودلالة الجلوس معه.
وفيما اعترض المتحدث باسم الحركة المدنية خالد داود على الزيارة، رأى الأمين العام للحزب الناصري أحمد حسين، أن الوفد التقى المعارضة مثلما التقى الأسد، بحسب حديثهما للمنصة.
وقبيل الزيارة كان حمدين صباحي الذي يشغل منصب الأمين العام للمؤتمر العربي، وهو كيان غير رسمي من سياسيين قوميين من مختلف الدول العربية، في بيروت يحضر الدورة الـ32 للمؤتمر، الذي أقيم يومي الأحد والاثنين الماضيين.
ويظهر من بوست الصفحة الرسمية للرئاسة السورية عن الزيارة، أن صباحي لم يزر سوريا بصفته الشخصية، ولكن ضمن وفد للمؤتمر القومي العربي، وهو ما أكده المتحدث باسم الحركة المدنية، خالد داود، في حديثه مع المنصة، عندما علق "أستاذ حمدين له أكثر من قبعة".
فيما بيّن موقع قناة الميادين أن صباحي كان رئيس الوفد الذي التقي الأسد لساعتين، مضيفًا أن السياسي المصري قال عقب اللقاء إن "المصالحة تتطلب انفتاحًا على الآراء كافة في سوريا على أرضية الحوار مع المعارضة الوطنية السورية التي لم تستخدم العنف".
وأضاف داود للمنصة "أنا عرفت إن في احتمال كبير أن المؤتمر القومي العربي بعد ما يخلصوا اجتماعهم يروحوا يقابلوا بشار"، مضيفًا "بشكل شخصي قولت لأستاذ حمدين أنا بترجاك ما تقابلش بشار الأسد وإن ما تتمش الزيارة دي ولا تتم المصالحة دي".
وتابع "أنا قولته ببساطة إحنا كناس أيّدنا ثورة 25 يناير وثورات الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن، فبالتالي إحنا أيدنا الثورة الشعبية اللي قامت ضد الراجل اللي اسمه بشار الأسد"، مشيرًا إلى أن رد صباحي عليه كان "إنه هيفكر في الموضوع".
ولفت إلى أن موقف حمدين صباحي من بشار الأسد يحكمه التطورات الأخيرة المتعلقة بعودة العلاقات العربية السورية، وأوضح "عنده الرأي اللي عند ناس تانيين، إن الأوضاع اتغيرت في سوريا ومهم الحفاظ على وحدة سوريا وأراضي سوريا"، متابعًا "هي نفس المبررات اللي اتقالت عند عودة سوريا لجامعة الدولة العربية". وشدد على أنه شخصيًا يرفض هذا التبرير "إحنا مش حكومات، إحنا بنمثل أحزاب شعبية".
وفي مايو/ أيار الماضي أصدرت الجامعة العربية بيان أفادت فيه أن وزراء الخارجية العرب وافقوا في اجتماعهم بالقاهرة على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية. ويأتي قرار "استئناف مشاركة وفود حكومة سوريا" في اجتماعات الجامعة العربية بعد غياب دام 11 عامًا، على خلفية تظاهرات كانت بداية لأحداث عنف امتدت منذ 2011.
وتوقع داود أن يعلن صباحي عند عودته إلى القاهرة أن مشاركته كانت بحكم منصبه في المؤتمر القومي العربي، مؤكدًا أن الحركة المدنية "تضم 12 حزبًا، إحنا مختلفن جوا الحركة بشأن الموقف من النظام السوري، مش أنا بس اللي ليا مشاكل مع الزيارة دي، بس طبعًا عندنا ناس متبنيه نفس موقف حمدين".
والمؤتمر القومي العربي هو نتاج نقاشات واقتراحات دارت بين قوميين عرب نهاية الثمانينات، وأسفرت عن انعقاد أول دورة للمؤتمر في 3 و5 مارس/ آذار 1990، بتونس، حيث مقر جامعة الدول العربية، آنذاك.
في المقابل، وصف الأمين العام للحزب الناصري أحمد حسين، الموجود حاليًا في بيروت ضمن الفريق المرافق لحمدين صباحي في المؤتمر، هذه الاعتراضات بـ"غير موضوعية بالمرة، ومن يقولها لا يرى الصورة بشكل كامل". وبرر بأن "من زار الرئيس السوري حمدين صباحي الذي يمثل أمين عام المؤتمر القومي العربي ثاني حاجة إنه زارها ومعه الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي".
وشدد على أن الوفد كما التقى بالأسد، فهو التقى بـ"المعارضة غير المأجورة"، مشددًا على أنه رفع مطالب المعارضة إلى الرئيس الأسد الذي رحب بدوره ببعضها. ولفت إلى أن أبرز ما وافق عليه الأسد كان "فتح المجال العام والإفراج عن المعتقلين".
وانتقد رأي المعارضين، قائلًا إن موقفهم يعني التخلي "عن سوريا والوقوف في خندق المحايدة، والحياد في الحالة دي خيانة". وتساءل "كيف يعترض ثوري يرى حق الشعوب في تقرير مصيرها ويرى حقها في النهضة إنه ينتقد هذا المشهد الحضاري"، يقصد لقاء الأسد والوفد.
ونوه حسين إلى أن المؤتمر القومي العربي أعلن عن دعمه للشعب السوري في دوراته الماضي، لكنه في هذه الدورة كان يحتفي بـ"عودة سوريا لبيتها العربي واسترداد مقعدها في الجامعة العربية".
يشار إلى أن المؤتمر المختتم فعالياته الاثنين الماضي، واُختير له اسم "جنين" في تقدير للمدينة والمخيم اللذين تعرضا لعملية عسكرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوائل يوليو/تموز الماضي، وأوصى في بيانه الختامي بأن "المقاومة باتت تشكل الخيار الأساسي للدفاع عن الأمة".