صفحة اللواء سمير فرج على فيسبوك.
محاضرة لشباب الدبلوماسيين في الكلية الحربية.

انتقادات لظهور الدبلوماسيين الجدد بـ"الكاكي" في الكلية الحربية

محمد نابليون
منشور الثلاثاء 1 أغسطس 2023 - آخر تحديث الثلاثاء 1 أغسطس 2023

أثارت صور نشرها الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، على حسابه الشخصي في فيسبوك أمس، تُظهر مجموعة من الدبلوماسيين الجُدد أثناء خضوعهم لدورة تدريبية بالكلية الحربية مرتدين زيًا موحدًا باللون الكاكي، انتقادات واسعة لما وصفه بعض المتابعين بـ"عسكرة لوزارة الخارجية". وهو ما نفاه فرج "دا مش زي عسكري دا لبس الكشّافة"، موضحًا أن ارتدائهم له جاء لضمان انضباط أزيائهم. 

وأبدى السفير السابق بوزارة الخارجية معصوم مرزوق، تعجبه من ظهور الدبلوماسيين الجدد بهذا الزي، وهو ما اتفق معه أستاذ مساعد العلاقات الدولية بجامعة دنفر ومدير برنامج التعاون الدبلوماسي الأمريكي الياباني أحمد عبد ربه، والذي يرى أنها تُسيء لوزارة الخارجية وتحمل دلالات على فكرة عسكرتها.

وكان فرج أرفق تعليقًا على الصور قال فيه "تشرفت اليوم بمحاضرة شباب الدبلوماسيين من وزارة الخارجية من الدفعة الجديدة التي ستصبح سفراء لمصر الأيام القادمه عن موضوع أبعاد الأمن القومي المصري".

ومؤخرًا، باتت الحكومة تُلزم الملتحقين للعمل بها على الخضوع لدورات تدريبية متخصصة داخل الأكاديمية العسكرية أو الكلية الحربية، فضلًا عن إخضاع المتقدمين لوظائف كالتعليم على سبيل المثال لاختبارات داخل الكلية.

طبيعة دورات الحربية

واستنكر فرج تلك الانتقادات قائلًا "هو أنا لما آخد خريّج لسه طالع من الجامعة أديله دورة 3 شهور في الكلية الحربية، أبقى خلاص خلّيته عسكري؟!"، مؤكدًا أن "هذه الدورات هدفها توعية مواطن هيتقلد وظيفة هامة في الدولة، وتنمية روح الولاء والانتماء عنده، وتزكية الحالة الوطنية لدى هؤلاء".

وأضاف فرج في تصريحات للمنصة، أن المحاضرة التي منحها للمعينين الجدد بوزارة الخارجية أطلعتهم على المخاطر التي تحيط بالأمن القومي المصري، سواء من اتجاه سيناء أو من اتجاه ليبيا أو من شرق المتوسط.

كما تضمنت المحاضرة بحسب الخبير العسكري، طريقة استعداد مصر لمجابهة تلك المخاطر، "علشان كل واحد يبقى عارف إيه دوره في المكان الجديد، وإزاي إنه هو يوّعي الأفراد الموجودين معاه، ولما تحصل أزمات كيف يدير الأزمة اللي موجود فيها، وكل ده بهدف تنمية جيل جديد عنده وعي وطني قوي يؤمّن الحياة المصرية".

وهو ما علَّق عليه أستاذ مساعد العلاقات الدولية بجامعة دنفر "طبعًا كويس إننا نكلمهم عن الأمن القومي ويبقى عندهم دراية بالأبعاد العسكرية والأمنية، لكن دول شباب مدنيين"، مشددًا على أهمية أن يتعلم هؤلاء الشباب في بداية حياتهم العملية "أنهم مدنيين ويتعلموا يعني إيه دبلوماسية والتي لا علاقة لها بالعسكرية والمفروض إنها لا تختلط  بالعسكرية".

وفي السياق ذاته يرى الدبلوماسي الأسبق معصوم مروزق، والذي تخرج في الكلية الحربية وانتقل منها للعمل كسفير بوزارة الخارجية، أن تجربة منح الدبلوماسيين الجدد لتلك الدورات العسكرية هي أمر يحتاج وقت لتقييم مدى نجاحه.

وحول الطرح الخاص بتزكية الروح الوطنية، قال مرزوق إن التعيين في السلك الدبلوماسي لا يعفي الشاب تحديدًا من أداء الخدمة  العسكرية، موضحًا أن فترة التجنيد التي يقضيها هؤلاء الشباب بالقوات المسلحة والتي تصل إلى سنة ونصف كافية لبث كل المشاعر الوطنية فيه خلالها، "وبالتالي فما الذي ستضيفه تلك الدورات؟".

الزيّ العسكري

وحول الزي الموحد ذي اللون الكاكي والكتّافات، الذي ظهر به الدبلوماسيين الجدد في الدورة، قال فرج "دا مش زي عسكري دا لبس الكشّافة"، موضحًا أن ارتدائهم له جاء لضمان انضباط أزيائهم بقوله "يعني أنت عايز واحدة تيجي لي لابسة ميني جيب مثلًا، دا زي موحد عادي بعيد كل البعد عن الزي العسكري".

وتعليقًا على ذلك قال عبد ربه "أنت عاوز توحد الزي تحت دعوى إنهم ما يجوش لابسين ميني جيب، أنت مش في جامع ولا كنيسة".

وتابع "لأ دا مش لبس كشافة، الكشافة ليها زي مختلف بيبقى فيه زي منديل كدا حوالين رقبتهم"،  متسائلًا "هما ليه أصلًا يلبسوا زي كشّافة، هما مش في معسكر ولا في حفلة كشّافة".

واستطرد أن مسألة الزي في الخارجية تخضع للقواعد والبروتوكول، " أول حاجة بيتعلموها في الدبلوماسية هي الإتيكيت وإزاي يلبسوا، وبالتالي فمينفعش وأنت بتعلّمهم في بداياتهم تفرض عليهم يلبسوا حاجة عسكرية أو حتى كشّافة، لو عايز توحد الزي توحده صحيح بزي formal معين".

وأصدر سامح شكري وزير الخارجية قرارًا في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتعيين 40 مُلحقًا بالسلك الدبلوماسي والقنصلي تحت الاختبار لمدة عامين، بعد مسابقة أجرتها الوزارة في العام 2021.

ومن وقتها أخضعت وزارة الخارجية المعينين الجدد بها لدورات تدريبية ولقاءات متعددة مع الوزراء السابقين داخل معهد الدراسات الدبلوماسية، ولقاءات خارجه مع رئيس مجلس الشيوخ ووزراء الهجرة والتعاون الدولي الحاليين، وكانت آخر تلك الدورات تلك التي يحصل عليها الشباب في الوقت الحالي داخل الكلية الحربية.