مظاهرات في غزة لـ"إنهاء الانقسام".. وعباس يدعو إلى تشكيل لجنة لاستكمال الحوار

سالم الريس
منشور الاثنين 31 يوليو 2023

تظاهر عشرات من المواطنين الفلسطينيين، في 8 نقاط حيوية متفرقة داخل مدن ومخيمات اللاجئيين في قطاع غزة، مساء الأحد، للمطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوفير الكهرباء، بالتزامن مع اجتماع الأمناء العامون لـ 14 فصيلًا فلسطينيًا في مدينة العلمين بالقاهرة، على رأسهم وفدي حركتي "فتح وحماس".

وخرجت المسيرات للتنديد بالأوضاع المعيشية الصعبة في ظل  الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 16 عامًا، إلى جانب الضرائب الباهظة المفروضة عليهم من حكومة غزة التي تديرها حركة حماس.

وهتف المتظاهرون "يا عباس ويا هنية.. الشعب هو الضحية"، و"بدنا نعيش بحرية.. بدنا كرامة شعبية"، و"الشعب يريد إنهاء الانقسام"، كما هتف متظاهرون "يا للعار يا للعار يلي قاعد جوا الدار".

وطالب المتظاهرون في القطاع، وغالبيتهم من الشباب، بتوفير فرص عمل، "بدنا ناكل بدنا نشتغل.. بدنا نعيش بحرية"، بالإضافة إلى مطالبتهم الصريحة بتغيير نظام الحكم في غزة "الشعب يريد تغيير النظام".

في بداية التظاهرات، حمل الشبان الأعلام الفلسطينية، لكن بعد دقائق، رفع آخرون أعلام حركة حماس، ليتطور الأمر إلى اشتباكات بالألسن ثم الأيدي، وقال أحد المتظاهرين، الذي رفض الكشف عن هويته، للمنصة "كان هناك عناصر أمنية تتبع حركة حماس، بعضهم يحمل مسدسًا، وآخرون هروات، ما استفز الشبان المتظاهرون".

وقال شاب آخر من المشاركين في التظاهر، ورفض الكشف عن اسمه، للمنصة، "في البداية ومع ارتفاع أصوات هتافاتنا المطالبة بتغيير نظام الحكم في غزة بسبب عدم توفر عمل أو كهرباء، بدأ بعض الشبان بتوجيه المسبات لنا كمتظاهرين، تطور الأمر لهجوم منهم بالهروات والحجارة ما دفعنا للهرب بعد إصابة بعض المتظاهرين".

وأصيب عدد من الفلسطينيين المشاركين في التظاهرات، ونقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، قبل أن تقوم جهات أمنية بغزة باقتحام مستشفى أبو يوسف النجار في رفح جنوب القطاع، واعتقال عدد من المصابين بعد تلقيهم العلاج، وفق مصادر صحفية لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا، ولم تُفصح وزارة الصحة بغزة عن أعداد المصابين أو حالتهم الصحية.

ومنع أفراد من الأجهزة الأمنية بلباس مدني، الصحفيين من تغطية التظاهرات، أو حتى التصوير بالهواتف النقالة، فيما اعتدى آخرون على بعض الصحفيين. وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان لها، اعتداء عناصر من جهاز الأمن الداخلي بغزة، على الصحفي وليد عبد الرحمن، مراسل تليفزيون فلسطين، ومنع التغطية، معتبرة ذلك انتهاكًا لحرية العمل الصحفي، ومطالبة المؤسسات الحقوقية بالتدخل لوقف الاعتداءات ضد الصحفيين ومحاسبة مرتكبيها والسماح بحرية العمل الصحفي دون قيود.

وفي ذات السياق، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة له في ختام اجتماع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية مساء الأحد في العلمين، إلى تشكيل لجنة متابعة مِمَنْ حضروا الاجتماع، لاستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها، "بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".

وطالب عباس من اللجنة الشروع بعملها بشكلٍ فوري، لإنجاز مهمتها والوصول إلى اتفاقات أو توصيات، مضيفًا "آمل أن يكون لنا لقاء آخر قريب على أرض الشقيقة جمهورية مصر العربية، لنعلن إلى شعبنا إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية".

من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى "تبني خطة وطنية فاعلة تستجيب للتحديات التي فرضتها الحكومة الصهيونية الحالية"، وذلك في كلمته خلال اجتماع الأمناء العامون للفصائل، ظهر الأحد.

وأوضح هنية أنه يجب على الخطة الوطنية الارتكاز على إنهاء مرحلة اتفاق أوسلو، وتبني خيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تأكيده على الشراكة السياسية الفلسطينية على أساس الخيار الديمقراطي الانتخابي لبناء الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته ومستوياته، بحسب قوله.

وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة بشكل كامل في 14 يونيو/حزيران 2007، بعد أيام من الاشتباك المسلّح بين عناصرها، وعناصر تابعة لكل من الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحركة فتح، بعدما أقال عباس حكومة حماس برئاسة هنية وأعلن حالة الطوارئ في القطاع.